رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


النبيل إبراهيم

11-2-2022 | 20:57


هادية المستكاوي

هادية المستكاوي

إبراهيم حجاي رفيق العمر النبيل المحترم الذى لم يطمع فى مركز ولا جرى وراء أضواء، إنما تمنى أن يكون مجرد يد حانية تطبطب على ملهوف مجروح.. أو يد تساعد فى شد أزر من يعاني من وجع أو ألم مرض.. حاول دائما أن يجيب من يسأل بإيجابية ولا يتجاهل تحقيق مراده أبدا ولو كان المستحيل بابًا يسرّه .. فهو يعتنق مبدأ آينشتاين الذى يقول" الحياة التى يحياها المرء من أجل الآخرين هى وحدها حياة ذات قيمة"، فكان لا يمكن أن يعتذر لسائل فى حاجة أيا كانت فوق مقدرته.. يظل يبحث عن حل وينسف باب المستحيل وبفضل الله تنحل أى عقدة كانت، وينجح إبراهيم فى تقديم المساعدة.. شاهدة أنا على كم هائل من تليفونات رجاء لمن يعانى من أزمة سواء مادية أو معنوية، مع أنه "ضيق الخلق" إلا أن هذه الصفة تختفي تماما، وآراه طويل البال جداً وأستغرب.

إنه إبراهيم حجازي النبيل الذي يهتم بالآخرين ويشعر بآلام المحتاج.. حتى ولو كانت إمكانياته ليست بحجم احتياجات المأزومين .. لا يمكن أبدا أن يعتذر..  ويظل يبحث عن سبيل، وهنا لا أنسى أبدا كل إنسان ساعده إبراهيم فى تقديم حل مناسب.. منهم على سبيل المثال الأستاذ مجدى) صاحب مصنع) كان دائما يدعم رجاء إبراهيم فى تشغيل شاب عاطل مثلا؟!!  إبراهيم كان رفيق عمر خفيف الروح يتميز بشهامة وجدعنة شدتنى إليه من النظرة الأولى.. سِماهم على وجوههم.. له وجه يعكس روحه الطيبة التى تسعى للخير دائما ولا تعرف طريق المصالح الشخصية ولا تهضم لزاجة النفاق ليظل فى دائرة الضوء.. 

وكما كتب الكاتب أسامة سرايا عندما نتكلم عن التجربة الصحفية للإنسان والمقاتل والإعلامى إبراهيم حجازى فنجدها منفردة منذ أن قاتل بالسلاح لتحرير سيناء.. ثم بالكلمة والقلم لرفع الوعى المجتمعى بأهمية مصر ودور المصريين حيث لم يلجأ حجازى للإثارة ولكن كان فى دائرة الضوء تماما...  وهنا أقول نعم سيظل الإنسان النبيل المصرى الأصيل إبراهيم حجازى فى دائرة الضوء لوطنيته الصادقة وحبه لوطنه.

وأتذكر عندما شاهدنا سوياً فيلم “الممر” ورآنى منفعلة ومثل الأطفال أبكي فخرا لرجولة العسكرى المصرى، كان يستعجب ويقول لى بثقة وهدوء هذا الذى تشاهدينه أقل بكثير مما فعلناه .. نعم يا إبراهيم أكيد المصريين أقوى من أى مؤامرات عالمية بإذن الله فهى المحروسة التى نعشقها المليئة بكل حاجة حلوة مصر أم الدنيا.

وأنهي حديثى عن رحلتى التى لا تزال مستمرة حتى آخر نفس فى عمرى مع إبراهيم.. وأسرد ما كتبه حسين الزناتى بالأهرام .. فى مقال له عن إبراهيم .. قال: مات إبراهيم حجازى الذى يستحق فى حياته أن يقرأ كل كلمة كتبت عنه بعد وفاته.. لكنها عادتنا أننا لا نعرف قدر الكثير ممن يستحقون إلا بعد رحيلهم ؟!!

 

نشر في "مجلة الهلال" عدد فبراير 2022