بعد القضاء على «تنظيم الدولة».. أزمات خطيرة تواجه الأكراد بسبب 72 ألف داعشي
سقطت آخر بقايا تنظيم داعش الإرهابي في قرية الباغوز بسوريا، 23 مارس 2019، في أيدي قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد.
وكانت بمثابة هزيمة حاسمة للتنظيم المتشدد الذي احتل وسيطر ذات يوم على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، وتم اعتقال عشرات الآلاف من مقاتلي داعش وعائلاتهم وإرسالهم إلى أكثر من عشرة سجونًا ومخيمات للنازحين منتشرة في جميع أنحاء روج آفا، المنطقة التي يحتلها الأكراد في شمال شرق سوريا، ويصل عددهم لـ 72000 أسير.
معظم الأسرى سوريون أو عراقيون، لكن العديد منهم رعايا أجانب ينحدرون من عشرات البلدان المختلفة، وعدد قليل منها مستعد لإعادتهم إلى أوطانهم، وبالنسبة للعالم يجب من الأفضل أن يتم تركهم للأكراد الذين يديرون المعسكرات ويعملون كحراس للسجون. يتم توفير الغذاء والماء والإمدادات الطبية الأساسية والمرافق الأساسية الأخرى من قبل مجموعة من المنظمات الإنسانية، بعضها تحت رعاية الأمم المتحدة.
تعتمد قوات سوريا الديمقراطية على المساعدات الخارجية لدفع تكاليف عمليات السجون، وقدمت الولايات المتحدة التدريب والزي الرسمي والإمدادات الطبية لقوات سوريا الديمقراطية التي تدير السجون، وفي عام 2020، قدم البنتاجون نحو مليون دولار، لدفع رواتب حراس قوات سوريا الديمقراطية، وفي فبراير 2021، أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستمول توسعة سجن قويران في شمال شرق مدينة الحسكة، أكبر منشأة لأسرى داعش في سوريا التي يسيطر عليها الأكراد.
وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، بات الأكراد في مأذق حقيقي لعدة أسباب أهمها أن مراكز الاحتجاز في المناطق الكردية، غير مناسبة لإيواء الأسرى لفترات طويلة، لقد ظلوا يحذرون الغرب منذ سنوات بأنهم يكافحون من أجل التأقلم، إنهم ببساطة لا يستطيعون الاستمرار في رعاية عشرات الآلاف من أسرى الحرب إلى أجل غير مسمى، خاصة مع التمويل غير المؤكد وغير الكافي، ويعتقد الأكراد أنه من الظلم أن القليل من الدول وافقت على استعادة مواطنيها لمواجهة العدالة بتهم الإرهاب أو ما شابه ذلك.
علاوة على ذلك، حذر الأكراد الغرب منذ سنوات من أن المخيمات لا تزال بؤرًا للانشطة المتشددة فضلا عن أن تنظيم داعش قد بدأ في التجمع خارجها. وكان معروفاً أن تنظيم داعش يخطط لمداهمة أكبر معسكرات الاعتقال والإفراج عن بعض الأسرى. وفي 20 يناير حدث ذلك، وشن تنظيم داعش هجومًا معقدًا لكسر الحماية بهدف تحرير الآلاف من مقاتلي التنظيم المحتجزين في سجن غويران، الذي يضم ما يقدر بنحو 4000 شخص من عشرات البلدان.