«الهلال اليوم» في موقف «ميكروباصات» المنيب.. الركاب تهرب إلى النقل العام.. والسائقون يستغيثون
كتب: إسلام أحمد
سيطرت حالة من الخوف على سائقي موقف سيارات "المنيب - التجمع - العاشر والسلام"، بعد غلاء أسعار الوقود والزيادة الجديدة لتعريفة الركوب الجديدة.
وهدد أصحاب السيارات السائقين ببيعها بسبب عدم جدوى تشغيلها بعد فارق الأسعار الجديد بين التكلفة والربح، وبسبب أيضاً أسعار قطع الغيار والصيانة الجديدة التي زادت بالفعل، وفضل العديد من المواطنين إلى استقلال الأوتوبيس كبديل عن "الميكروباص" وبدت المواقف خالية من المواطنين والتي في وقت سابق كانت تكتظ بهم.
وشهد موقف المنيب حالة من الهدوء والفراغ فتحول إلى "جراج" كبير تصطف فيه "الميكروباصات" في كل الاتجاهات بعد عزوف المواطنين عن ارتيادها عقب ارتفاع أسعار البنزين ولجوئهم إلى الاعتماد على أتوبيسات النقل العام ومترو الأنفاق؛ للتنقل داخل القاهرة وقطارات السكة الحديد بين المحافظات.
"الهلال اليوم" تجولت داخل موقف المنيب لرصد أحوال المواطنين خلال رحلاتهم اليومية في الذهاب والعودة من وإلى أعمالهم.. فكانت البداية من موقف المنيب إلى الزهراء حيث اختفت فيه معالم الحركة والنشاط من ركوب المواطنين "للميكروباصات" فانتظر السائقون ما يقرب من ساعة ونصف الساعة للزبائن للركوب بسبب توجه المواطنين لاستخدام وسائل النقل الأخرى.
يقول محمد فرغلي ٣٧سنة، سائق ميكروباص: إن ارتفاع أسعار البنزين لم تكن في صالحنا كما أننا التزمنا بالتسعيرة الجبرية التي أقرتها إدارة المرور وهي نصف جنيه زيادة وبذلك تصل سعر الرحلة من المنيب إلى منطقة الزهراء إلى 4 جنيهات بدلا من 3.5.. ولم يختلف المشهد في موقف المنيب إلى السلام والتجمع الخامس عن موقف "المنيب - الزهراء والسيدة عائشة" فترك السائقون سياراتهم مصطفة على جانبي الموقف، بينما استظلوا تحت الشجر بعيدا عن أشعة الشمس في انتظار الركاب الذين اختفوا بعد ارتفاع تسعيره الركوب لنصف جنيه.
وقال محمود الجارحي، سائق: إن ارتفاع أسعار البنزين تسبب في حدوث أزمة كبيرة لهم كسائقين خاصة في أول يوم من تطبيق التعريفة الجديدة فقام رجال المرور بإجبارنا على تحميل الركاب بالتعريفة القديمة، وهو ما سبب خسائر كبيرة فلم أكسب في نهاية هذا اليوم جنيه واحد، بسبب أننا قمنا بتموين السيارة بأسعار البنزين الجديدة.
وأضاف عبد الحميد، سائق، على خط "المنيب-التجمع": إن الزيادة غير عادلة بالمرة حيث تبلغ المسافة بين المنيب والتجمع ٤٥ كيلومتر، فكيف تزيد أجرتي نصف جنيه فقط في حين تبلغ نفس الزيادة للخطوط التي تبلغ مسافتها ١٠ كيلو أو أقل.
وقال سائق آخر يدعى عبدالنبي: إن فارق أسعار البنزين والزيت جعلته لا يربح تماماً من عمله كسائق "ميكروباص".. بالإضافة إلى أسعار قطع الغيار وتكاليف الصيانة الجديدة التي عاني منها السائقين في اليومين الماضيين بعد إقرار الأسعار الجديدة للوقود، وطالب بزيادة تعريفة الأجرة لجنيه بدلا من نصف جنيه للنقل الداخلي بالجيزة، حيث تزيد المسافة التي تقطعها السيارة عن 30كم ولا يتساوى مع السيارات التي تسير لمسافات أقل قد تصل إلى 10كم .
بينما أشار احمد عبدالحميد، 30 سنة، سائق، إلى أن ارتفاع أسعار البنزين أدى على الفور إلى زيادة أسعار زيوت السيارات لأكثر من 70 جنيه، موضحا أنه كان يقوم بتغيير زيت سيارته بـ 200جنيه قبل الزيادة بينما وصلت الزيادة الآن إلى 270 جنيها ما يمثل خسارة بالنسبة له.