أكد تقرير أممي أنه بعد ستة أشهر من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب غرب هايتي وتسبب في مقتل 2200 شخص وإصابة 12,700 آخرين، أن إعادة بناء هايتي يتطلب تعاون المجتمع الدولي لجمع ما يصل إلى ملياري دولار من أجل إنعاش البلد على المدى الطويل.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، تبرز الحاجة إلى دعم هايتي بسبب الدمار واسع النطاق الذي لحق بها، خاصة في المناطق الريفية، وبالإضافة إلى الوفيات والإصابات، تضررت أو دمرت آلاف المنازل ودُمرت البنية التحتية الرئيسية بما في ذلك المدارس والمستشفيات والطرق والجسور، ما أدى إلى تعطيل الخدمات الرئيسية والنقل والزراعة والتجارة، وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 800 ألف شخص تأثروا بطريقة أو بأخرى، بما في ذلك 300 ألف طفل تعطلت دراستهم.

وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أنه في أعقاب الزلزال مباشرة، تحركت الحكومة بدعم من الأمم المتحدة وغيرها، نحو العمل من أجل تقديم المعونة الإنسانية الطارئة إلى المتضررين، حيث توفر المنظمة الدولية للهجرة ملاجئ مؤقتة للأشخاص الذين فقدوا منازلهم وغذاءهم ومواد أخرى حتى يتمكن الناس من تيسير أمورهم، كما عزز برنامج الأغذية العالمي مشروعه لتوفير وجبات ساخنة لأطفال المدارس من أجل تشجيع الأطفال الذين لم تدمر مدارسهم على مواصلة الدراسة.

وأكد تقرير الأمم المتحدة أنه بعد ستة أشهر من الزلزال، تجاوزت هايتي حالة الطوارئ المباشرة وهي الآن تبحث في عملية التعافي وإعادة الإعمار على المدى الطويل، حيث نشرت الحكومة في نوفمبر الماضي تقييما لمقدار الأموال التي تحتاجها لإعادة البناء والتعافي، وبحسب التقييم تحتاج هايتي إلى حوالي ملياري دولار، لإعادة تنشيط الخدمات الاجتماعية بما في ذلك برامج الإسكان والصحة والتعليم والأمن الغذائي، وتعزيز الزراعة والتجارة والصناعة وكذلك إصلاح البنية التحتية الرئيسية، وتخصيص موارد للبرامج البيئية.

كما أكد تقرير الأمم المتحدة أن من أهم الدروس المستفادة من الكوارث الطبيعية في هايتي هي أن القيادة الوطنية أمر بالغ الأهمية، وأنه يتعين على هايتي أن تعمل بشكل أفضل من حيث الأخذ بتدابير أقوى للحد من مخاطر الكوارث، ويحذر المجتمع الدولي في هايتي من أنه إذا لم تحصل الدولة على الدعم الذي تحتاجه، فإن تعافيها وتنميتها وقدرتها على تحمل الكوارث الطبيعية الأخرى سوف تتأثر سلبا.