رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"فورين بوليسي": إدلب تحت حكم المتمردين تحولت إلى عاصمة جديدة للإرهاب العالمي

15-2-2022 | 20:17


إدلب السورية

دار الهلال

 سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الضوء على مدينة إدلب السورية آخر معاقل المتمردين في سوريا، واصفة إياها بـ"العاصمة الجديدة للإرهاب العالمي".

وأشارت المجلة في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، إلى أنه في أوائل فبراير الجاري هبطت مجموعة من القوات الخاصة الأمريكية في بلدة بشمال غرب سوريا قرب الحدود التركية للقبض على زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، والذي فجّر نفسه تماما مثل ما فعل سلفه أبو بكر البغدادي في 2019 بمنطقة قريبة أثناء عملية أمريكية خاصة مُشابهة.

وأضافت المجلة أن كلا الزعيمين الإرهابيين سعيا إلى المأوى في محافظة إدلب الشمالية التي تخضع لحكم هيئة تحرير الشام، وهي مجموعة كانت تابعة لتنظيم القاعدة وتزعم أنها أعادت هيكلة نفسها وتحولت إلى قوة إسلامية قومية في سوريا.

ولفتت المجلة إلى أنه منذ 2015، قتل الجيش الأمريكي عشرات من قادة القاعدة وداعش في إدلب عادة من خلال ضربات بالطائرات دون طيار، موضحة أن تواجد القادة البارزين للتنظيمين الإرهابيين في آخر معقل للمتمردين في سوريا يؤكد على أن إدلب أصبحت المخبأ المفضل للمتبقين من مختلف الجماعات الإرهابية في سوريا، وهو ما يثير سؤال حول ما ينبغي فعله حيال ذلك.

وعن خيارات الولايات المتحدة، ذكرت المجلة أن واشنطن يمكنها الاستمرار في دعم الوضع الراهن في شمال سوريا، وهو سيطرة تركيا الواسعة على المنطقة مدعومة بحرية الولايات المتحدة لتنفيذ الغارات والضربات المكافحة للإرهاب.

ويمكن للولايات المتحدة أيضا أن تطوير استراتيجية بترتيبات إقليمية جديدة بالتعاون مع روسيا، لإعادة إخضاع إدلب مرة أخرى إلى سيطرة الحكومة السورية، لكن التواجد الكبير للإرهابيين في هذه المنطقة قد يدفع الولايات المتحدة بشكل منطقي إلى دراسة الحل الثاني ومكافحة المتمردين المهيمنين على المنطقة.

وفيما يخص هيئة تحرير الشام، فإنها تزعم مكافحة خلايا داعش والقاعدة في إدلب، وأن البغدادي والقريشي من المحتمل أن يكونا دخلا خلسة ووجدا المأوى في إدلب دون علم المجموعة المتمردة، بحسب المجلة.

ويرى بعض المراقبون أن هيئة تحرير الشام قد تكون حليف الولايات المتحدة ضد داعش، لكن المحللون الأكثر تشككًا يرون أنه من غير المرجح على الإطلاق أن يكون المتمردين غير مُدركين لموقع زعيم تنظيم داعش الإرهابي، والذي يُقال إنه كان يعيش على مقربة من نقطة تفتيش تابعة لهيئة تحرير الشام ومنطقة تمركز للجيش التركي.

وهناك أيضا اعتقاد قوي أن قادة وجنود هيئة تحرير الشام يدعمون المتطرفين، ووفقا للمجلة، فإن سُمعة المجموعة مُلطخة أيضا باتهامات حول استهدافها الدوري للمتمردين المؤيدين للديمقراطية بجانب اختطاف وتعذيب النشطاء والصحفيين الذين يتحدثون علنا ضدها.

وأشارت المجلة إلى أن هيئة تحرير الشام تدعي قطعها لكل العلاقات مع تنظيم القاعدة، وتقدم نفسها ككيان حاكم شرعي لنحو 3 ملايين سوري، وذلك في محاولة لإظهار قدرتها على أن تكون بديلا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولذلك أسست الهيئة "حكومة الإنقاذ" والتي تُشرف من خلالها الهيئة على التعليم والصحة والخدمات الأخرى، والآن أصبحت يائسة للحصول على قبول المجتمع الدولي.

في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سعت إدارته لاستغلال هيئة تحرير الشام للضغط على الأسد، حتى أنها فتحت قنوات اتصال خلفية مع المجموعة عن طريق وسطاء في منظمات غير حكومية وصحفيين، حيث قال جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص للشئون السورية في عهد ترامب، إنه رغم استمرار تصنيف هيئة المجموعة على قوائم الإرهاب إلا أن "التركيز الأكبر للولايات المتحدة في سوريا هو الضغط على الأسد، ويمكنكم استخلاص استنتاجاتكم الخاصة".

أما إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فرغم اعترافها بأن بعض الأهداف السابقة للسياسة الأمريكية في سوريا، بما فيها استبدال الأسد بالمتمردين الديمقراطيين، لم تعد واقعية على الإطلاق، إلا أن سياسة بايدن تجاه هيئة تحرير الشام لم تتضح بعد، وبحسب المجلة، قد تلجأ واشنطن لدعم المجموعة في مواجهة الجماعات الإرهابية، أو قد تعتبرها جزءا من المشكلة.

ولفتت المجلة إلى أن الاعتراف الذي تسعى إليه هيئة تحرير الشام يبدو أنه قد تم تأجيله إلى أجل غير مسمى مع تحول شمال غرب سوريا إلى مأوى لعناصر القاعدة وداعش، لكن في الوقت نفسه تظل إدارة بايدن بلا رؤية واضحة حتى الآن حول كيفية دفع الأسد إلى الموافقة على بنية حكم غير مركزية في الشمال الغربي، وإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عقد.

واختتمت المجلة قائلة إن هذه القضية تبدو طويلة للغاية بالنسبة لإدارة بايدن في الوقت الحالي، والتي صبتّ تركيزها على الأهداف قصيرة المدى القابلة للتحقيق، ولذلك فإن التواجد الأمريكي في الشمال السوري سيكتفي بالدعم الإنساني والاستطلاعات الخاصة بمكافحة الإرهاب والضربات الجوية ضد مقاتلي داعش والقاعدة.