تعود لأكثر من 100 عام.. تاريخ العلاقات بين مصر وبلجيكا تزامنا مع زيارة الرئيس السيسي
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل؛ للمشاركة في الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وتشهد الزيارة عقد مباحثات قمة للرئيس مع كل من الملك فيليب ليوبولد، ملك بلجيكا، وألكسندر دي كرو، رئيس وزراء بلجيكا، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية.
وتتمتع العلاقات بين مصر وبلجيكا بعمق وأهمية كبيرة، فكلا البلدين تعتبران مركزًا محوريًا في منطقتها؛ نظرًا لموقعهما الجغرافي والإقليمي، حيث تعتبر بلجيكا قلب الاتحاد الأوروبي، وتعتبر عاصمتها بروكسل عاصمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي؛ لكثرة مقار الاتحاد فيها، كما تلعب دورًا رياديًا في القارة الأفريقية والشرق الأوسط.
وتعود العلاقات المصرية البلجيكية، إلى أكثر من مائة عام، حيث بدأت مع بدايات القرن الماضي وتحديدًا عام 1905، وهي علاقات متميزة في كافة المجالات، ويجري التنسيق والتشاور بين البلدين لتعميق التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي وغير ذلك من مجالات التعاون، وتعمقت أكثر من الأربعينيات.
كانت بداية العلاقات، مع جهود رجل الصناعة البلجيكي البارون إدوارد إمبان، في إنشاء حي «هليوبوليس» مصر الجديدة في 1905، وهو ما يعد رمزًا مهمًا للعلاقات بين البلدين، حيث احتفلتا في عام 2005 بالذكرى المئوية للعلاقات الثنائية بينهما، وبعدها قام السمو الملكي الأمير فيليب، بزيارة مهمة لمصر في مايو 2008، وزارت الملكة باولا مصر في فبراير 2009.
وشهدت العلاقات بين مصر وبلجيكا، تناميًا مطردًا في الفترة الأخيرة، من خلال زيادة حركة العلاقات الثقافية والاقتصادية، وينظم العلاقات التجارية بين البلدين، اتفاق المشاركة المصرية الأوروبية الذي تم التوقيع عليه في بروكسل بتاريخ 25 يونيو 2001، ليحل محل اتفاق التعاون الشامل والذي ظل ساريًا منذ عام 1977.
العلاقات المصرية البلجيكية في عهد السيسي
وشهدت العلاقات بين البلدين مجالات تعاون عديدة في عهد الرئيس السيسي، من بينها إنشاء المتحف المصري الكبير، بجانب مشروعات بلجيكية في منطقة قناة السويس الجديدة وغيرها من المشروعات.
وفي سبتمبر 2019، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، برئيس وزراء بلجيكا «شارل ميشيل» بنيويورك، على هامش اجتماع الرعاية الصحية الشاملة بالأمم المتحدة، حيث قدم الرئيس السيسي بالتهنئة لرئيس وزراء بلجيكا على انتخابه في يوليو 2019، رئيسًا للمجلس الأوروبي، خلفاً لـ«دونالد توسك»، تطرق اللقاء إلى جهود مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس أهمية تضافر الجهود في هذا الصدد، لاسيما فيما يتعلق بوقف أي تمويل أو دعم سياسي للإرهاب.
كما بحث الجانبان سبل تسوية الأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة، وكذا تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد الالتزام بحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام، وقرارات الشرعية الدولية كأساس لتسوية الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ودعم مصر لمختلف الجهود الرامية لإحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات.
وفي يونيو 2020، عقدت جولة مشاورات سياسية عبر خاصية «الفيديو كونفرانس» بين مصر وبلجيكا، برئاسة السفير بدر عبد العاطي مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، والسفيرة انيك فان كالستر مدير عام وزارة الخارجية البلجيكية، وبحضور السفير مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «بيتر هويجيبايرت»، و«سيبيل دي كارتييه» سفيرة بلجيكا بالقاهرة، حيث استعرض الجانبان الجهود المبذولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجَد، وإجراءات التعايش معه واحتواءه والتعامل مع تداعياته الصحية والاقتصادية، حيث تم التوافُق على أهمية تضافر الجهود الدولية، والتنسيق لتبادل الخبرات من أجل الحد من انتشار الفيروس، ومواجهة تداعياته المختلفة وخاصةً الاقتصادية.
وفي يوليو الماضي، أعربت مصر عن خالص تعازيها وصادق مواساتها وتضامنها مع كل من جمهورية ألمانيا الاتحادية، ومملكة بلجيكا، ودوقية لوكسمبورج، ومملكة هولندا، في ضحايا الفياضانات المروعة، وتضرر بعض المناطق، والتي أسفرت عن وفاة وفقدان عددًا كبيرًا من الضحايا، وتقدمت مصر بصادق تعازيها لذوي الضحايا، متمنية نجاة المفقودين، ومعربة عن تضامنها مع حكومات وشعوب تلك الدول الصديقة جراء تلك الأزمة.
كما التقى بدر عبد العاطي في 12/1/2022، سفير مصر لدى بلجيكا ودوقية لوكسمبورج، ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، بكل من المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان «إيمون جيلمور»، ونائبة سكرتير عام جهاز الخدمة الخارجية للمفوضية الأوروبية والمعنية بالشئون الاقتصادية والقضايا الدولية «هيلينا كونيج»، ومدير مكتب المفوض الأوروبي لسياسة الجوار والتوسيع «لازلو كرستوفي»، حيث تناولت المقابلات التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية الأوروبية، وسبل تعميق التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
ويجري الرئيس السيسي، زيارة حاليًا إلى بلجيكا؛ للمشاركة في الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، حيث تعقد القمة الأفريقية / الأوروبية هذا العام تحت عنوان «أفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى2030».
يتضمن برنامج زيارة الرئيس لبلجيكا، عقد مباحثات قمة مع كل من الملك فيليب ليوبولد، ملك بلجيكا، والسيد ألكسندر دي كرو، رئيس وزراء بلجيكا؛ وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن التشاور والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر كذلك، أن يعقد الرئيس لقاءً مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال البلجيكي؛ لبحث سبل دفع التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين، كما يجتمع الرئيس أيضًا على هامش القمة بقيادات الاتحاد الأوروبي، وكذا عدد من رؤساء الدول والحكومات؛ للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.