رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سر الصراع بين عبد الوهاب والكحلاوي بسبب «نقابة العوالم»

16-2-2022 | 23:31


الموسيقار عبد الوهاب والفنانة بهيجة حافظ والمطرب الكحلاوي

خليل زيدان

قد يجول في خاطر الكثيرين أن أول نقابة للموسيقيين أنشأتها الرائدة بهيجة حافظ، وتولاها بعدها المطرب محمد الكحلاوي، لكن لمجلة الكواكب رأى آخر، ففي عددها الصادر في مثل هذا اليوم من 68 عاما، يؤكد أن أول نقابة للموسيقيين تم تأسيسها في بداية الخمسينيات.

وشغلت السيدة أم كلثوم منصب النقيب، ثم خلفها بعد ذلك الموسيقار محمد عبد الوهاب بداية من عام 1952، وسارعت بهيجة حافط بدعم الكحلاوى بإنشاء نقابة موازية لفئة أخرى رفضتها نقابة عبد الوهاب .. لكن لماذا اشتعل الصراع بين عبد الوهاب والكحلاوي .. ولماذا وصل الأمر بينهما إلى تقديم بلاغات في أقسام الشرطة والقضاء .. سنرصد التفاصيل والأسرار من خلال عدد الكواكب الصدار في 16 فبراير 1954.

 

تحت عنوان "هذه المعركة" كشف الصحفي الكبير أنور أحمد أسرار الخناقة والصراع بين الكحلاوي وعبد الوهاب، وحسب وصف الكاتب فقد ضحكت الدوائر الفنية من تلك الخناقة، وأكد أنور أحمد أن نقابة الموسيقيين أنشأت منذ أعوام وبعد أن تولى عبد الوهاب مهام النقيب خلفا لأم كلثوم، ولم تستوعب تلك النقابة المشتغلين بالطرب والغناء في الأفراح، لذا اجتمعوا وكونوا نقابة موازية مستقلة برئاسة بهيجة حافظ ، ثم خلفها محمد الكحلاوي، وكان البعض يطلق على النقابة الأخيرة "نقابة العوالم"، لأنها تضم عدد من "عوالم الأفراح" ومن على شاكلتهن ممن رفضت نقابة الموسيقيين ضمهم.

وسارت النقابتان كل في طريقها إلى أن صدر قانون نقابات العمال الجديد عام 1953، والذي ينص في مادته السابعة على عدم جواز تكوين نقابتين لأبناء المهنة الواحدة في بلد واحد.

 

 

 

أسرع الكحلاوي إلى مكتب العمل وأودع أوراق نقابته، وبذلك أصبح لها كيان قانوني يمنع تكوين نقابة أخرى، فلما أودع "عبد الوهاب" أوراق نقابته في مكتب العمل بعده، نازعه الكحلاوي في صفة هذه النقابة، بل وطالب بحل نقابة الموسيقيين والاستيلاء على أموالها لحساب نقابته .

 

 

 

من هنا اشتعلت الحرب بين النقابتين، وتقدم الكحلاوي ببلاغ إلى قسم الشرطة يتهم فيه عبد الوهاب ومجلس نقابته بمخالفة القانون وارتكاب جريمة الاعتداء على حق الغير في الانضمام إلى الجمعيات، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس والغرامة .. ورفض عبد الوهاب الذهاب إلى قسم البوليس، ورفع دعوى يطالب فيها الكحلاوي بتعويض كبير لأنه قدم ضده بلاغا كاذبا إلى البوليس.

 

وقف الناس يشهدون في أسف شديد ما يحدث بين أبناء المهنة الواحدة، ويتساءلون لماذا كل هذا؟ وهل أنشأت النقابات لتنشب بينها الحروب أم لتوجه جهودها لخدمة أعضائها والنهوض بأحوالهم؟ وأكد أنور أحمد بأن سبب كل ذلك الخلاف هو خضوع أهل الفن لقانون النقابات العمالية، الذي صدر في الأساس لعمال الصناعة وليس للفنانين، وأن هذا الخلاف وهذه المعارك سيقضي عليها القانون الجديد الذي وضع مشروعه منذ عام ولم يصدر حتى الآن وهو قانون نقابات المهن الفنية

 

بقي أن نؤكد أن هذه ليست المعركة الوحيدة التي خاضها الكحلاوي ضد أبناء مهنته، ففي بداية الستينيات فوجئ الموسيقار محمد فوزي بأن المغني بوب عزام "مجلي عزام" وهو من أبناء الصعيد، قد اشتهر في فرنسا وأوربا بسبب لحن أغنية "يا مصطفى يا مصطفى"، فرفع فوزي دعوى ضد عزام ليثبت فيها أنه صاحب اللحن، وأن له الحق في نسبة كبيرة في مبيعات اسطوانات عزام في أوربا، وهنا سارع الكحلاوي برفع دعوى ضد محمد فوزي يتهمه فيها بأنه أخذ لحن "يا مصطفى" من أغنيته "فضلك يا سايج المطر"، واستمر ينازع فوزي قضائيا حتى مات محمد فوزي، فنازع الكحلاوي ورثته، رغم أن محمد فوزي نفسه لم يتقاض شيئا من بوب عزام الذي أكد أنه استقى لحن "يا مصطفى" من التراث القديم.