سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الاثنين، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة (الأهرام)، أبرز الكاتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة الزيارة الناجحة، بكل المقاييس، تلك التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بروكسل، الأسبوع الماضي، لحضور القمة الإفريقية - الأوروبية السادسة.
وقال سلامة - في مقاله بعنوان (من إفريقيا إلى أوروبا) - إن ما بين إفريقيا وأوروبا الكثير، حيث احتلت الدول الأوروبية دول القارة السمراء عقودا طويلة، وممتدة، وخلال تلك الفترة استنزفت القوى الاستعمارية موارد دول القارة، وسخرت تلك الموارد لخدمة أهدافها الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية.
وأشار سلامة إلى أنه بعد الاستعمار، كان من المفروض أن تعتذر الدول الأوروبية عن الحقبة الاستعمارية البغيضة، وتمد يد العون، والدعم، لدول القارة، إلا أن ذلك لم يحدث، وبدلا من ذلك ذهبت الدول الأوروبية إلى العداء السافر مع الدول التي كانت تستعمرها، وحاولت تعطيل مسيرة العمل، والإنجاز، بها إلى أقصى درجة ممكنة.
وأضاف سلامة أن خير نموذج على ذلك مصر وبريطانيا، حيث احتلت الأخيرة مصر نحو 70 عاما، واستنزفت الموارد المصرية طوال تلك الفترة، وبعد الاستقلال ناصبت بريطانيا مصر العداء، واشتركت ضدها في العدوان الثلاثي الشهير، وكانت هي وراء كارثة زرع الكيان الإسرائيلي في المنطقة من خلال "وعد بلفور" الشهير، وظلت ترعى إسرائيل، وتساندها، على حساب الحقوق العربية حتى الآن.
وأعرب سلامة عن اعتقاده أن أوروبا مدينة لدول القارة الإفريقية بالكثير من الاعتذار المادي، والمعنوي، وتابع أن دول القارة تجاوزت تلك «المعضلة»، وباتت إفريقيا في وضع أفضل الآن، بل إنها أصبحت القارة «المدللة» التي تتسابق إلى ودها القوى العظمى في العالم، بدءا من الصين، وروسيا، ومرورا بالولايات المتحدة الأمريكية، وانتهاء بأوروبا، لكن تظل هناك حاجة إلى وضوح الرؤية، وتصويب العلاقة، بين الطرفين.
وفي صحيفة (الجمهورية)، قال الكاتب صالح إبراهيم إن مصر أكدت مكانتها في مجال الرعاية الصحية، بشهادة منظمة الصحة العالمية وتقريرها الذي حرصت على إعداده منهجياً معتمداً على الحقائق ورصد الواقع الذي تمت به مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «100 مليون صحة» لتكشف عن موقف فيروس «سي» وحجم الإصابات ثم العلاج المجاني الذي وفرته الدولة، بالإضافة إلى الفحص للأمراض غير السارية مثل السكر والضغط والسمنة، وخلال أكثر من 2000 ساعة عمل لفرق طبية جيدة التجهيز، متكاملة الإمكانيات، شملت كل مكان في أرض الوطن، وامتدت إلى التجمعات الجماهيرية.
وأوضح إبراهيم - في مقاله بعنوان (تاج.. على رأس "أم الدنيا") - أن هذه النتيجة أسفرت عن مكسبين مهمين: الأول تبني الاستفادة من التجربة المصرية على الساحة الأفريقية حيث أطلق الرئيس السيسي مبادرة فحص وعلاج مليون من الأشقاء الأفارقة من فيروس «سي»، والثاني إعلان منظمة الصحة العالمية رسميا، دعمها للخطوة العملاقة التي بدأتها مصر على طريق أحدث منظومة للتأمين الصحي الاجتماعي خلال عدة سنوات، وأطلقت مرحلتها الأولى في محافظة بورسعيد، تمهيدا لتطبيقها في 4 محافظات أخرى، لأن التأمين الصحي بالمفهوم العالمي والتنظيم المحدد لعناصر المنظومة، يعد نقلة حضارية كبرى، على طريق الرعاية الصحية التي تقدمها الدولة لمواطنيها، وتجسد قاعدة مهمة للأمان الاجتماعي، تعزز نجاحات الإصلاح الاقتصادي وتطلق استراتيجية بناء الإنسان المصري، وتشجيع الحكومة على إطلاق المزيد من مبادرات الرعاية الصحية، مثل حملات «نور العيون»، والفحص الشامل لتلاميذ المدارس، والحملة القومية للكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تستهدف 28 مليون سيدة هذا العام.
وأضاف إبراهيم أنه بالطبع مع هذه الجهود المشكورة، ومبادرة الحكومة في توجيه ما وفره تحرير أسعار الوقود والكهرباء إلى مجال الرعاية الصحية والتعليم والبحث العلمي في ضوء اهتمام الدستور بتوفير الموارد اللازمة لتوفير إمكانيات وآليات التطوير والمنافسة العالمية، لابد من تسجيل تاريخ بالغ الثراء وتعميق الدلالة على الشراكة المجتمعية ونخص به المجال الطبي، حيث ما زالت القلاع الطبية الشامخة التي بناها الأجداد، أو تبرعوا بالأراضي اللازمة لها والأجهزة والعمل الإداري والطبي، وابتكروا - ولا يزالون يطلقون المبادرات والابتكارات - للتيسير وتوسعة قاعدة الراغبين في الإسهام في هذه الأعمال العظيمة.
وأوضح أنه على سبيل المثال لا الحصر، يتوارد إلى الذهن، قصر العيني وتوسعات معاهده، ومستشفى الدمرداش الذي أقامه عبد الرحيم الدمرداش باشا، مشترطاً أن تُفتح أبوابه لجميع المحتاجين للعلاج، دون تمييز أو تخصيص ثم الحلقة الواسعة من الإنشاءات والمعاهد حوله، تلك القائمة المتنوعة من المستشفيات المتخصصة، وربما آخرها مستشفى القلب الذي تبرعت به ابنة رائد الاقتصاد طلعت حرب لإنشائه، وأيضاً نجد الكثير من هذه الصروح في المحافظات: المواساة بالإسكندرية، اجدة بطنطا، المنشاوي بالمنصورة، المساعي المشكورة بالمنوفية، الجمعية الخيرية بالقاهرة، أبو الريش للأطفال ومستشفى سرطان الأطفال، مركز القلب للدكتور مجدي يعقوب بأسوان، مستشفى الأورام بالصعيد، الهلال وسيد جلال وغيرها الكثير، وهي المستشفيات التي تحتل مساحة متميزة ضمن مظلة الرعاية الصحية وتتعاون مع المستشفيات العامة والمركزية والتعليمية.
وتابع إبراهيم: إن الحديث يكتمل بإضافة بالغة الأهمية، إلى منظومة الرعاية الصحية، وهي إنشاء صندوق مواجهة الطوارئ الطبية، يتبع رئيس الوزراء، ويهدف لاستدامة تحويل الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة والسكان للمواطنين في مجالات الوقاية والعلاج والتأهيل، وعلى الأخص ما يتعلق بالقضاء على قوائم الانتظار للمرضى ومنع تراكمها، ويدعم أيضاً عمليات شراء الأدوية، ويساهم في تمويل تكاليف حالات الحوادث الكبرى والطوارئ والعناية المركزة والأطفال المبتسرين والحروق، بالإضافة لما يستجد من احتياجات لا تكفي الاعتمادات المتاحة في الموازنة لتغطيتها، ويدير الصندوق مجلس أمناء يرأسه رئيس الوزراء ويضم وزراء الصحة والتعليم العالي والمالية ومحافظ البنك المركزي والشخصيات العامة أصحاب الخير، وعندما نتأمل أهداف واختصاصات الصندوق الذي وافق مجلس الوزراء على مشروع القانون الخاص به، نجد أنه يتيح منافذ وقنوات، لمساهمات خيرة، لأغراض نبيلة، تكمل حلقات التكامل الاجتماعي ويساهم في تتويج الخدمات الصحية الراقية، تاجاً على رأس المحروسة أم الدنيا.
وفي صحيفة (الأخبار)، قال الكاتب كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إنه في قضية عروس الإسماعيلية التي جرى ضربها وسحلها في الشارع، الجميع خاسرون.
وأوضح جبر - في مقاله بعنوان (الجميع خاسرون!) - أن الخاسرين هم: الزوج الذي أهان كرامة زوجته، وظهر في صورة غير إنسانية بملامحه الحادة وشكله غير العاطفي، وترك نفسه لأخلاقه الشاذة التي سمحت له أن يرتكب فعلاً لقى استنكار الجميع، والزوجة التي مسحت دموعها في قهر ومذلة، مضطرة إلى قبول الصلح والإذعان لقوى أهلها وأهل الزوج، وهي لا قبل لها بتحمل ضغوطهم وقسوتهم، وأهل الزوج الذين ظهروا في الفيديوهات في صورة منفرة، يقومون بتبريرات تثير السخرية والازدراء، خصوصاً وهم يحملون في أيديهم الطعام بطريقة استفزازية، وكأنهم في حالة ذهول من الصدمة.
وأشار إلى أن الخاسرين أيضا هم أهل الزوجة الذين تركوها فريسة للضرب والسحل دون أن يتدخل أب أو أم أو قريب للدفاع عنها، ودفع الضرر والإهانة، والجمهور الكبير الذي شاهد المهزلة، واكتفى بالفرجة والمشاهدة، دون أن يتدخل أحد بكلمة حق، وهي ظاهرة عامة اسمها "ملناش دعوة"، إما خوفاً أو إيثاراً للسلامة أو التعود على ذلك، وحملة الموبايلات الذين اكتفوا بالتصوير و"شير" وأصبحت عادة سيئة أن يلتف الناس حول حادث أو مصيبة، ليس بهدف إنقاذ الضحية أو الدفاع عنها، ولكن للتصوير والبث في فيس بوك، والتبريرات الفاشلة مثل "عندنا في الصعيد كده"، في الصعيد موطن الرجولة والشهامة والكبرياء، ولا تهان فيه النساء أبداً، بل المرأة الصعيدية في كثير من الأحيان بمائة رجل.
وأكد جبر أن المرأة الصعيدية رمز الكرامة والكبرياء، والرجل الصعيدي مثال للشهامة والمروءة، وإذا اجتمع الاثنان فتكون الأسرة صالحة وأساسها التقوى والمعروف، وليس الإهانة والضرب.
وأضاف جبر أن هذه الصورة التي سلبت النوم من العيون في ليلة شتوية باردة، لا تمثل بأي حال الحياة الاجتماعية للشباب المقبلين على الزواج، في زمن أصبحت فيه المرأة فخرا للمجتمع، وتملأ الأماكن القيادية والوظائف والأعمال الخاصة بنجاح وتفوق، ولم يحدث في تاريخ مصر أن حصلت المرأة على حقوقها مثل هذه السنوات.
وشدد جبر على أنه من الظلم أن تظهر المرأة المصرية وهي تضرب بهذا الشكل المهين، وهي حالة شاذة لا تقبل التعميم ولا التهويل فانقسم الناس نصفين: بين مؤيد لموقف الزوجة ومستنكر لصلحها وتنازلها عن حقوقها، وتابع أنه في كل الأحوال الجميع خاسرون، وفي زمن فيس بوك وسوشيال ميديا توقع الفتن الكثيرة من هذا النوع، وقودها السمعة والشرف والأخلاق والضمير.