بعد التشكيك في رحلة «الإسراء والمعراج».. 9 علامات توضحها «الأوقاف» رآها النبي في رحلته للسماء
شهدت الساعات الماضية حالة من الجدل والغضب حول تصريحات أحد الإعلاميين بشأن واقعة الإسراء والمعراج، حيث وصفها بأنها «وهمية»، وشكك في حدوثها، مما أثار غضب المسلمين في شتى بقاع الأرض.
وعقب تلك التصريحات، سادت حالة من الغضب والحزن الشديدين من جانب رواد التواصل الاجتماعي، مما جعلهم يقومون بإعادة نشر مقاطع فيديو مصورة، إضافة إلى آراء فقهاء الأمة حول حادثة الإسراء والمعراج، وإثباتها بنصٍ شرعيٍ من الكتاب والسنة.
هذا إلى جانب قيام المؤسسات الدينية ببيانات رسمية، تؤكد هذه الواقعة بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وأن من يسعى لإثارة الفتنة لا يعلم ولا يفهم النصوص الشرعية، ويحدث بلبلة وإثارة تؤدى إلى تشكيك الناس في أمور دينهم.
من جانبه، قال الأزهر في بيان له، ردًا على أحد المشككين في حادثة الإسراء والمعراج، إنها من مُعجزات سيدنا رسول الله ﷺ المُتواترة، الثَّابتة بنصِّ القرآن الكريم في سُورتي «الإسراء» و«النَّجم»، وبأحاديث السُّنة النَّبوية المُطهّرة في الصّحيحين والسُّنن والمسانيد ودواوين ومصنَّفات السُّنة، والتي انعقد على ثبوت أدلّتها ووقوع أحداثها إجماعُ المُسلمين في كلِّ العُصور، بما لا يَدع مجالًا لتشكيك طاعِن، أو تحريف مُرجِف.
وأضاف الأزهر، أن هذه مُحاولات الطّعن البائسةِ في صحابةِ سيّدنا رسولِ الله ﷺ، والتشكيك في عدالتهم بعبارات لا تليق بمقام خير جيلٍ من هذه الأمّة؛ جُرم محرَّمٌ، وجَرْأةٌ مُستهجَنَة ومرفوضة، ودَرْبٌ من التّجاوز البغِيضِ والمُستَنكر.
وأشار الأزهر إلى أن كلُّ ما ورد في القُرآن الكريم وسنّة سيّدنا النّبي ﷺ الثّابتة من المُسلّمات التي لا يُقبل الخوض فيها مُطلقًا، ولا يُقبل تفصيل أحكامها وبيان فِقهها من غير المُتخصّصين، سيّما إذا كانوا من مُروجِي الأفكار والتَّوجُّهات المُتطرّفة التي تفتعل الأزمات وتُثير الفِتن، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمِهنيّة والمِصداقيّة، وتستثمر الأحداث والمُناسبات في النَّيل من المُقدَّسات الدّينيّة، والطّعن في الثّوابت الإسلاميّة بصورة مُتكرِّرة مُمنهجة.
وفي السياق ذاته، أكدت دار الإفتاء على أن رحلة الإسراء والمعراج حَدَثت قطعًا، لأنَّ القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال؛ فقال عزَّ وجلَّ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾، والآية دالَّة على ثبوت الإسراء، وأَمَّا ثبوت المعراج؛ فيدل عليه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾، والمقصود بالرؤية في الآية الكريمة: رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل في المعراج.
وأوضحت الإفتاء أنه قد اتَّفق جمهور العلماء على أَنَّ الإسراء حَدَث بالروح والجسد؛ لأنَّ القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أنَّ المعراج وقع بالجسد والروح يقظةً في ليلة واحدة.
لافتتة إلى أن تعيين رحلة الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب، قد حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا، فضلًا عن أنَّ تتابع الأمَّة على الاحتفال بذكراها في السابع والعشرين من رجب يُعدُّ شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على قوته.
ومن جانبه، قال الشيخ خالد عمران، مدير المركز الإعلامي بالإفتاء، وأمين الفتوى بالدار، إن الإسراء والمعراج اختبار للإيمان، وتكريم للإنسان، وصلة بالرحمن، بين عالم الغيب والشهادة، جسر موصول لا ينكره إلا الجاحدون، والإنسان الكامل دومًا هو درة تاج الأكملين، سلم تسلم، ومن آمن نجا.
واستشهد بما جاء في قوله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».
من جهته، قال الشيخ محمد داوود، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، إن رحلة الإسراء والمعراج ثابتة الأدلة الشرعية، وقد رأى فيها النبي 9 معجزات، ولا شك أن في هذا كله تكريم للنبي (صلى الله عليه وسلم).
وأضاف «داوود» أن هذه العلامات التى رأها النبي ليلة الإسراء والمعراج هي 9 معجزات، وهي: «شق صدره صلى الله عليه وسلم، فتبدأ رحلة الإسراء والمعراج كما في "صحيح البخاري" بشق صدر النبي (صلى الله عليه وسلم)، تهيئة الجسد البشري لهذه المعجزة العظيمة».
وتابع: «ثم تسخير الله (عز وجل) البراق للنبي، واستقبال الأنبياء له صلى الله عليه وسلم، في المسجد الأقصى، وصلاته بهم إمامًا، ثم رؤيته صلى الله عليه وسلم البيت المعمور في السماء، إضافة إلى نهر الكوثر، فعَنْ أَنَسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: "أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ" (رواه البخاري)».
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عواقب بعض الذنوب، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ، قَال: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ» (رواه أبو داود).
وأشار إلى أن من العلامات التى حدثت للنبي ورأها في ليلتي الإسراء والمعراج، رؤيته لجبريل (عليه السلام) على صورته الحقيقية، ورؤيته خازن النار، فقد جاء في بعض أحاديث الإسراء والمعراج، قوله صلى الله عليه وسلم: «وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ»، وبلوغه صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى، إذ يقول الحق سبحانه: «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ».