كتب إسلام أحمد
المشهد الذي عاشته الفتاتان أكبر من تحملهما، حيث الدم يتدفّق في عروقهما ساخنا هائجا مجنونا مسحوقا، وتصاعد لهيبه حتّى شعرتا وكأنّه يحرق روحيهما.
وجدا نفسيهما وجها لوجه أمام ثلاثة ذئاب بشرية داخل الميكروباص الذي تنهب عجلاته الطريق نهباً، بينما وميض الأسلحة البيضاء يجذب عيناهما بخيط رفيع غير مرئي يشوبه رعب وفزع، وقاما بإعطائهم كل ما تملكانه من متعلقات ونقود.
انطلقت صرخاتهما المكتومة، وترقرقت عيناهما بالدموع وطلبا من الذئاب النزول في أقرب مكان شعرت إحداهما بصدرها ينتفخ ويتصلب وتبدو كالأفعى إذا هوجمت معتقدة بأنهم سيشرعون في اغتصابهما خاصة بعد أن لمحتا بعينيهما المقابر، بجانب الطريق، وفي لمح البصر، وبعد أن تشابكت الأفكار في رأسها، وبطريقة لا إرادية فتحت باب الميكروباص وألقت بنفسها خارجه ليرتطم جسدها النحيل بالأسفلت وتتدحرج كالكرة في مهب الريح، وتلقي حتفها متأثرة بجراحها.
أصيب الذئاب بحالة من الذعر والهلع، بعدما انطلقت صرخات صديقتها التي انتابتها حالة من الجنون واللطم على وجهها الذي كاد أن تنفجر منه الدماء، وتوقف السائق وبصوت أجهش يطلب منها النزول وتركاها وصديقتها يلاقيان مصيرهما.
الواقعة بدأت عندما اصطحبت الطالبة بجامعة الأزهر - إندونيسية الجنسية- صديقتها لشراء بعض الاحتياجات بمدينة نصر، وأثناء العودة إلى المدينة الجامعية استقلتا ميكروباص، كان بداخله صديقان للسائق، الذي انعطف بالسيارة وتوجه إلى أحد المناطق النائية بجوار مقابر الوفاء والأمل بحي مدينة نصر، وأشهروا الأسلحة البيضاء في وجهيهما واستولوا على كل متعلقاتهما، بينما خشيت إحداهما من أن يشرعوا في اغتصابهما، لم تبال بسرعة الميكروباص الجنونية، وخشيت على نفسها، وألقت بنفسها خارج السيارة ولقيت مصرعها، وجاء قرار محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة الذئاب الثلاثة بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا.