قالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، اليوم، أنه لا يعني عدم زيارة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" إلى رام الله بعد زيارته الأولى إلى تل أبيب أنه قد أدار ظهره إلى القضية الفلسطينية، ولكن الحرب الباردة في الهند قد انتهت، والآن هو بحاجة لإطعام مليار شخص.
مع زيارة “مودي” إلى إسرائيل التي بدأت، أمس الثلاثاء، ومن المقرر أن تستمر لمدة 48 ساعة، والتي تعد أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي، تتزايد الأسئلة حول عدم زيارة “مودي” مدينة رام الله الفلسطينية، وسبب تعزيز العلاقات الهندية الإسرائيلية الآن.
قالت “هآرتس” في تقريرها إنه من المعتاد زيارة السياسيين رام الله واللقاء بالقيادة الفلسطينية بعد القيام بزيارة إسرائيل كنوع من التعبير عن الحيادية تجاه القضية الفلسطينية الإسرائيلية إلا أن خروج “مودي” عن هذا التقليد أذاع الخيفة في قلوب المحللين السياسين من تغيير موقف الهند، والتي تعد أول دولة غير عربية اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم أقامت معها علاقات رسمية عام 1980، أي قبل عشرة أعوام من اقامتها للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والتي صادفت مناسبة 27 عاما على أقامتها الثلاثاء، يوم وصول مودي إلى إسرائيل.
قالت “هآرتس” إنه في الوقت الذي أصبح فيه الوصول إلى التكنولوجيا الدفاعية والمدنية الإسرائيلية عاملا رئيسيا بالنسبة للبلدين، فإن وضع القضية الفلسطينية قد انخفض خاصة في أعقاب ثورات الربيع العربي، حيث إن العالم العربي مشغول بالنضال ضد التنظيمات الإرهابية وغيرها من التهديدات المحلية.
وفي الوقت نفسه، فإن إنخفاض أسعار النفط تلعب في أيدي مستوردين كبيرين للنفط في الشرق الأوسط مثل الهند والصين، والذين يعرفون جيدا أنه لا يمكنهم أن يختاروا سياسة زبائنهم.
وأشار التقرير إلى أنه في كل الأحوال لا الهند ولا الصين لاعبا سياسيا رئيسيا في المنطقة، فلن تقود نيودلهي عملية سلام إسرائيلية-فلسطينية أو ترسل قوات إلى سوريا أو تواجه إيران، كما تفعل الولايات المتحدة. وموقفها من هذه القضايا ليس له أثر عملي، مما يعطيها الحرية في أن تكون صداقة مع الجميع.
أضافت “هآرتس”: ”إن إسرائيل ليست مصدرا ممتازا للتكنولوجيا المتقدمة في مجال الصواريخ والطائرات بدون طيار ومعدات المراقبة فحسب بل إنها كانت أكثر استعدادا من موردين آخرين لتبادل الخبرات وتشكيل مشاريع مشتركة مع الشركات الهندية، فهناك رغبة لـ”مودي” ليست فقط لرفع مستوى الجيش الهندي، ولكنه يريد بناء صناعة الدفاع على مستوى عالمي، ولدى شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية وحدها ثلاثة مشاريع مشتركة في الهند، بما في ذلك مشروع واحد لباراك 8 نظام الدفاع الجوي.
ويعتقد أن إسرائيل تصدر نحو مليار دولار سنويا في شكل أسلحة إلى الهند. وهذا من شأنه أن يجعل منها أكبر سوق للدفاع في إسرائيل، فإن إن حصة إسرائيل ثالث أكبر مورد للأسلحة في الهند بعد روسيا والولايات المتحدة من المتوقع أن تنمو بعد أن فازت صناعات الفضاء ورافائيل بعقد بقيمة ملياري دولار في أبريل لصواريخ أرض جو، وهي أكبر شركة فازت بها شركة الدفاع الإسرائيلية.
يذكر أن الهند من أكثر مشتري الأسلحة من إسرائيل، إذ إنه تبين من مستندات قُدمت للبرلمان هناك بأن الدولة أبرمت 37 صفقة مع دول أجنبية خلال العامين الأخيرين، 7 منها مع إسرائيل، التي أتت بالمرتبة الثانية من حيث الصفقات، خلف الولايات المتحدة التي حظيت بتسع صفقات.