بالصور.. بنت كفر الشيخ تغسل السيارات لتكون مهندسة ديكور
أنهت هايدي هيكل فتاة صغيرة امتحانات الشهادة الابتدائية، وتوجهت للعمل مع والدها في غسيل السيارات بمغسلة بإحدى قرى محافظة كفرالشيخ يمتلكها الأب لينفق منها على إخواتها الخمسة وهايدي أوسطهم عمراً.
لم تحلم هايدي بلعبة تلهو بها أو صفحة على فيس بوك تطل منها على عالم التواصل الاجتماعي بل تحلم بأن تكون فنانة تشكيلية فهي تهوى الرسم والتصميمات، وتأمل في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لتكون مهندسة ديكور.
ورغم صغر سنها فإنها تعلمت مهنة غسيل السيارات من والدها عندما كانت تراقبه أثناء عمله اليومي في المغسلة، التي تجاور منزله الريفي البسيط.
وتفوقت هايدي على الشباب القابع في بيته لمتابعة مباريات كرة القدم أو التدوين على فيس بوك أو التسكع على المقاهي والتجول في الشوارع لسعيها الدءوب في مساعدة أسرتها وكسب المال الذي تعطية لوالدها، وتدخر جزءا منه (كبقشيش) لها من أصحاب السيارات مع والدتها ليس لشراء الحلوى أو اللعب أو الملابس، ولكن كما قالت لشراء كمبيوتر تصمم عليه الأشكال الهندسية والزخرفية.
قالت هايدي البنت زي الولد ما فيش فرق والعمل شرف ما دام أنه مش عيب وأنا بساعد أسرتي وبحافظ على المشروع اللى بدأه والدي، وتلاعب به العمال من الشباب وتقاضوا مرتبات وكانوا يتاخروا عن العمل ويغيبوا أحيانا ما يعطل العمل ما دفعنى إلى غسيل السيارات حتى يحضروا إلى العمل أو مساعدتهم لأن المغسلة تستوعب أكثر من سيارة فى وقت واحد وشوية بشوية اتعلمت المهنة وأحببتها لأني أجمل شكل السيارة واجعلها نظيفة زي الكوافير اللي بيجمل العروسة وأجد علامات الرضا على وجوه أصحاب السيارات وسعادتهم من اتقاني العمل وسرعة الأداء ما يدفعهم إلى دفع أكثر من المبلغ المستحق ويعطونني (بقشيشا)، وهم راضون عن عملي.
وأضافت هايدي: أنا بنت لـ4 أخوة غيري بنتان أكبر مني، وولدان أصغر مني، ولكنهم لا يعملون في هذه المهنة ما عدا أخي الصغير محمود، 7 سنوات، هو الوحيد الذي يساعدني بجوار الأب الذي يتركني غالبا لمرعاة ظروف ومتطلبات الأسرة وزراعة قطعة الأرض، التي نمتلكها وتجاور منزلنا.
وابتسمت هايدي متساءلة إنت بتصورني ليه يا أستاذ أكيد هتطلعني على النت، وردت في نفس الوقت، قائلة: وما له أنا مش مكسوفة أو زعلانة من شغلي، لأن ده شرف ليه أني أساعد أسرتي وأشغل المشروع اللي عمله والدي، وكاد يتوقف بسبب تكاسل الشباب اللي كان بيشتغل في المغسلة، وأنا بشغل وقت فراغي بدل القعدة وتضييع الوقت.
ووجهت هايدي كلمة للشباب، قائلة: أنا بقولهم العمل كرامة وشرف واعتماد على النفس وتوفير المال للأسرة وتحقيق الأهداف اللي بيحلم بيها كل شاب وكل فتاة ومصر محتاجة مننا كلنا أن نعمل وأن نساهم في توفير المال للأسرة.
وجذب عابدين أحمد أحد المترددين على المغسلة لتنظيف سيارته أطراف الحديث بقوله هايدي بنت رائعة وأنا بحب أجي للمغسلة دي علشانها، لأنها بتنضف السيارة بسرعة فائقة وكمان بتحاول تنظف كل أجزاء السيارة والأماكن المختفية وده ما بيحصلش في المغاسل التانية.
وأشار إلى أن هايدي بنت بميت شاب من اللي بينتظروا طابور الوظيفة، وهم في منازلهم دون السعي على لقمة العيش والعمل الشريف في أي وظيفة أو مهنة توفر لهم سبل العيش الكريم بدلا من إضاعة الوقت في أشياء لا تفيد.
وقال هايدي بنت صغيرة بس تفكيرها وتصرفاتها تسبق سنها بكتير ودعا لها بالحفظ من كل سوء وشر وأن يكثر الله من أمثالها في مصر.