وزير "اقتصاد المعرفة" الجزائري: مصر لديها تجربة اقتصادية ناجحة وزيارات متبادلة قريبا
أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة الجزائرية المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة ياسين المهدي وليد أن مصر حققت قفزة اقتصادية في العديد من المجالات، ولديها تجربة ناجحة في مجال الشركات الناشئة، وتربطها بالجزائر علاقات استراتيجية وطيدة، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة ضمن الوفد الوزاري بقيادة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى مصر كانت دليلا على الرغبة المشتركة لتعزيز التعاون وتحقيق الشراكة المتكاملة بين البلدين.
وأوضح المهدي، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، أن مصر شهدت تطورا كبيرا في قطاع الإنشاءات والالكترونيات والزراعة الصحراوية، والسياحة، ولديها تجربة ناجحة في مجال الشركات الناشئة، التي استطاعت النجاح والخروج للعالمية، ولابد من الاستفادة منها، خاصة فيما يتعلق بآليات التمويل والدعم.
وأكد أن هناك قناعة حقيقية من قبل الحكومة الجزائرية حول حتمية ومصيرية التعاون بين مصر والجزائر، وضرورة استغلال التقارب الجيوغرافي والثقافي، والاجتماعي، والسياسي في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولاسيما في مجال المؤسسات الناشئة، وتشجيع الشباب على الابتكار، قائلًا:" التعاون بين البلدين مصيري وسيعزز من مكانتهما كقوتين لديهما ثقل على الساحة الإقليمية والدولية".
وحول المحادثات التي أجراها مع وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، خلال زيارته لمصر، أوضح الوزير المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة أنها كانت ثرية، وشملت بحث آفاق تعزيز سبل التعاون في مجال الابتكار بين البلدين .
وأضاف أن الوزيرة نيفين جامع استعرضت جهود الحكومة المصرية لتشجيع الابتكار، ودعم الاستثمار في الشركات الناشئة، واستقطاب رؤوس الأموال، وتم عرض التجربة الجزائرية في هذا المجال، وسبل الدعم الشركات الناشئة، وآليات تحفيزها.
وأضاف الوزير الجزائري أنه تم الاتفاق على تنظيم زيارة لوزيرة التجارة والصناعة في الجزائر خلال الأسابيع القادمة لعقد اجتماع مشترك، واستعراض آليات عمل الشركات الناشئة في الجزائر، والاتفاق على إبرام اتفاقية تعاون في هذا المجال، مشيرا إلى أن الشركات الجزائرية مدعوة للمشاركة بقوة في المعارض، التي سوف تنظمها وزارة التجارة والصناعة في مصر.
ونوه إلى أنه تم الاتفاق مع الوزيرة نيفين جامع على تنظيم زيارات متبادلة بين الشركات المصرية والجزائرية الناشئة للتعرف ميدانيا على السوق المصري والجزائري، وفرص الاستثمار المتاحة، وتبادل الخبرات بين الطرفين.
وأشار الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة الجزائرية المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة إلى أن بلاده لديها تحديات كبيرة تخص الاقتصاد، لافتا إلى أن التحدي الأول هو الخروج من نموذج الاقتصاد التقليدي المبني على عائدات النفط إلى اقتصاد يعتمد على الكفاءات البشرية، واستقطاب الكفاءات والمواهب، وتمكينها من خلق ثرورة في الجزائر.
وتابع قائلًا إن تعزيز دور الشركات الناشئة هو أفضل السبل لجذب هذه الكفاءات والمواهب، وتمكينها من إنتاج تكنولوجيا محلية، تخلق قيمة مضافة وتساهم في نهضة اقتصادية حقيقية، مضيفا أن الحكومة الجزائرية تهتم بهذه الشركات وتعمل على خلق آفاق جديدة لها لتمكينها من تحقيق طموحاتها.
واستطرد قائلا " إنه تم إنشاء وزارة باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة منذ عامين، وتم وضع آليات للتمويل والدعم من خلال إنشاء صندوق لتمويلها، وووضع عدد من الأطر التنظيمية "، منوها إلى أن عدد الشركات الناشئة في بلاده تضاعف خلال الأشهر الماضية .
وأكد المهدي أن بلاده لديها قدرات اقتصادية معتبرة لابد من استغلالها، لافتا إلى أن وزارته منذ نشأتها عملت على تحسين النظام البيئي للاستثمار والتنمية، ومحاولة تطبيق نموذج اقتصادي جديد يعتمد على المواهب واقتصاد المعرفة .
وتابع أن السوق المصري والجزائري يمثلان قرابة ١٥٠ مليون شخص، وهو سوق ضخم ومهم لكافة الشركات، لذلك لابد من تمكين الشركات في البلدين من الاستثمار في هذا السوق، وهو ما سيعود بالفائدة على اقتصاد البلدين، الدي يملك مقومات مشتركة، وصولا إلى شراكة وتنمية حقيقية.
وثمن الوزير المكلف باقتصاد المعرفة والشركات الناشئة قوة الشركات المصرية الناشطة في السوق الجزائري، وجهودها في تحقيق الإنعاش الاقتصادي الجزائري، مضيفا أن بلاده لديها خبرات كبيرة في مجال الطاقة واستغلال المناجم والخدمات الرقمية، ومن الممكن أن تشاركها مصر .
وحول قوة الروابط الشعبية بين البلدين، أشار الوزير الجزائري إلى أنه خلال زيارة الرئيس الجزائري لمصر على رأس الوفد الوزاري، الذي ضم وزراء الخارجية والثقافة والتعليم العالي، ولقائه مع الجالية الجزائرية التي أكدت على حسن الضيافة والترحيب منذ وصولهم إلى بلدهم الثاني مصر، لافتا إلى أنه لابد من استغلال هذه العلاقة الطيبة في زيادة حجم التبادل التجاري وتنمية اقتصاد بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين.
وحول الإنجازات التي حققتها وزارته منذ نشأتها، أفاد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة الجزائرية المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة ياسين المهدي وليد أنه تم وضع إطار قانوني وتنظيمي للشركات الناشئة، ووضع تحفيزات ضريبية، وإعفاءات لمدة ٥ سنوات، لتشجيع هذه الشركات على الابتكار بكل أريحية، فضلا عن إنشاء صندوق لتمويلها، وتبسيط الإجراءات الإدارية؛ بحيث يتسطيع المستفيد إنجاز إجراءاته عن طريق شبكة الإنترنت، والعمل مع البنك المركزي لتسهيل الإطار التنظيمي للمعاملات التجارية وتنويع مصادر التمويل، فضلا عن دراسة إمكانية طرح هذه الشركات الناشئة في البورصة، وعقد ندوات بصورة منتظمة لإطلاع صغار المستثمرين بكل ما تقوم به الحكومة في سبيل تحسين مناخ عملها.
يذكر أن الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة الجزائرية المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة ياسين المهدي وليد يعد أصغر أعضاء الحكومة الجزائرية الحالية سنا، ويبلغ من العمر ٢٨ عاما، واستطاع تأسيس عدة شركات في مجال تكنولوجيا المعلومات من بينها شركة يقع مقرها في بريطانيا.