يواصل المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلامية، نشر سلسلة "كتاب وكاتب"، وتستهدف توجيه القراء إلى كنوز علمية شكّلت طاقة نور لما نتعرض له من قضايا متنوعة، تمثل محاورها جزءًا مهمًا من حياة الناس وعلاقتهم بغيرهم، وتستعرض السلسلة في هذه الحلقة كتاب "الإسراء والمعراج" لإمام الدعاة محمد متولي الشعراوي.
ويتناول الكتاب حادثة الإِسراء والمعراج باعتبارها حدثًا ضخمًا من أحداث الدعوة الإسلامية، سبقته البعثة، وجاءت بعده الهجرة النبوية المباركة؛ ويبدأ الكتاب بذكر الأحداث والملابسات التي صاحبت حادثة الإسراء والمعراج، أهمها وفاة أبي طالب عم النبي "صل الله عليه وسلم"، وأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، وما تبع ذلك من زيادة اضطهاد كفار قريش للنبي "صل الله عليه وسلم" وأصحابه، ثم يقف الكتاب وقفة مع دعاء المضطر الذي ورد عن النبي، صل الله عليه وسلم، في رحلة الطائف.
وينتقل الكاتب إلى بيان ذكر الإسراء والمعراج في القرآن الكريم؛ موضحًا إمكان هذه المعجزة، ما دامت أنها داخلة في القدرة الربانية، ثم يوضح الفرق بين الرؤيا والإرادة، مبينًا ما رآه النبي، صل الله عليه وسلم، في الإسراء والمعراج، ليختم الكتاب الحديث عن فرض الصلاة خلال هذه الرحلة المباركة.
ويعد الشيخ الشعراوي هو إمام الدعاة، وشيخ المفسرين في العصر الحديث، والأديب اللغوي، صاحب قدرات علمية وتحليلية فذة، تجلت في تفسيره وتحليله للقرآن الذي اجتذب البسطاء والمتخصصين على حد سواء، كما تنوعت مؤلفات الشيخ الشعراوي تنوعًا كبيرًا: في علوم القرآن، والعقيدة، والسيرة النبوية، والتاريخ، والفقه، والأذكار والدعاء، وغيرها من الموضوعات، فكان له -رحمه الله- حضوره المتميز على شاشة التليفزيون المصري، وله لقاءات شهيرة.
وظل الشيخ محمد متولي الشعراوي خادمًا للدعوة الإسلامية حتى لقي ربه في صباح يوم 22 صفر1419هـ/17يونيو 1998م، فكان لوفاته صدىً كبيرًا؛ فنعاه الأزهر الشريف ومؤسساته، ونعته رئاسة الجمهورية والحكومة والوزارات المصرية، وملوك وزعماء الدول الإسلامية والعربية، والهيئات الدينية الإسلامية بل وغير الإسلامية في مصر والعالم، وكذلك قيادات العمل الوطني في مصر، وشُيّعت جنازته في موكب مهيب، ودفن في مسقط رأسه بناءً على وصيته.