د. علي عبد النبي,
موقع محطة تشيرنوبل النووى، يحتوى على 4 مفاعلات نووية من نوع RBMK-1000 روسية الصنع، قدرة المفاعل الواحد 1000 ميجاوات، وهذا النوع من المفاعلات يستخدم الجرافيت فى تهدئة النيوترونات السريعة الناتجة من الانشطار النووى داخل قلب المفاعل.
يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، وقعت كارثة نووية فى مفاعل رقم 4 فى محطة تشيرنوبل والذى دخل الخدمة عام 1983. قوة الانفجار نسفت سقف المفاعل الذى يزن 2000 طن من الفولاذ وانطلق ما يوازى 8 طن من المواد المشعة فى الجو. أدت قوة الانفجار إلى انتشار التلوث على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفييتى، التى تتبع ما يعرف الآن بيلاروس وأوكرانيا وروسيا. وقد لقى 31 شخصا حتفهم على الفور، وتعرض الآلاف من المشاركين فى مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف، لجرعات عالية من الإشعاع. كما تعرض أكثر من 8 ملايين شخص فى بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا للإشعاع.
بعد كارثة المفاعل رقم 4، استمر بعدها العمل بباقى المفاعلات المتواجدة بالمحطة، حتى خرج المفاعل رقم 2 من الخدمة عام 1991، وفى عام 1996 توقف العمل بالمفاعل 1، والمفاعل رقم 3 تم إيقافه عام 2000.
بعد الكارثة أصبحت منطقة تشرنوبل "منطقة منكوبة"، وبعد فترة بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل رقم 4 بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع من المفاعل المدمر.
بدأ الهجوم الروسى على تشيرنوبل من حدود بيلاروسيا، التى تبعد 16 كم من تشيرنوبل، واحتلت القوات الروسية موقع محطة تشيرنوبل النووية.
موقع محطة تشيرنوبل به مواد مشعة، وبه ثلاث مفاعلات مغلقة لم يتم تفكيكهم بعد، ومعدات محطة مدمرة مدفونة فى قبو من الخرسانة المسلحة، وهناك حراسة خاصة لهذا الموقع، كما أن الجيش الأوكرانى يسيطر على مدينة تشيرنوبل.
عندما احتلت القوات الروسية محطة تشيرنوبل، تم الاتفاق بين القوات الروسية الموجودة هناك مع وحدات من الجيش الأوكرانى، واتفقوا على حماية مشتركة لمحطة تشيرنوبل النووية، والهدف من ذلك هو:
- حماية موقع محطة تشيرنوبل من عمليات التخريب، وخاصة وأن الموقع به مواد مشعة، وبه معدات المحطات النووية الروسية الثلاث.
- فى نفس الوقت هى نوع من البروباجندا، حيث أن موقع محطة تشيرنوبل يبعد حوالى 100 كم عن مدينة "كييف" العاصمة، فمن خلال بث هذه الأخبار عبر وسائل الإعلام المختلفة، يهدف الروس أن يصاب العدو بالذعر وتنخفض الروح المعنوية للجيش والشعب الأوكرانى.