في أوكرانيا.. الولايات المتحدة تخوض حرباً ضد روسيا بـ"العتاد المحمول كتفاً"
أعلنت واشنطن تقديم مساعدات عسكرية فورية للجيش الأوكراني بـ350 مليون دولار، تضم غالبيتها قاذفات وصواريخ أرض- جو ومضادات للدروع والدبابات، وذلك في إطار سعي الولايات المتحدة لتعزيز دعمها للجهود الحربية الأوكرانية لمواجهة الهجوم الروسي الذي دخل يومه الخامس.
وفي ضوء تطورات العمليات العسكرية الروسية التي استهدفت المطارات والقواعد الجوية الأوكرانية المحيطة بنظم الدفاع الجوي "إس-300" وتسببت في تحييدها وتدميرها، إلى جانب ضعف سلاح المدرعات الأوكراني، الذي يعتمد على دبابات "تي-64 بي"، التي يعود تاريخ تصنيعها إلى سبعينيات القرن الماضي، وعجزها على مواجهة الوحدات الروسية المزودة بدبابات ومدرعات متطورة وأكثر دروعاً، بات الجيش الأوكراني مرغماً، على حد وصف مجلة "ميليتري ووتش" الأميركية، على تكثيف اعتماده الميداني على نشر قوات المشاة المزودة بقاذفات صواريخ أرض- جو ومضادات للدبابات والدروع المحمولة على الكتف.
ورغم أن تلك الأسلحة لن تتمكن من الوقوف أمام التفوق الملحوظ لسلاحي الطيران والمدرعات الروسيين، فإن تسليم قاذفات متطورة محمولة على الكتف من بينها قاذفات "جافلين" المضادة للدبابات، وقاذفات صواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات، قد تعطي للوحدات العسكرية الأوكرانية القدرة على تهديد القوات الروسية .
وتصب الولايات المتحدة تركيزها على تسليم هذه المنظومات لأوكرانيا، معلنة عن حزمة مساعدات الـ350 مليون دولار، رغم أن هناك احتمالات قوية أن يتم اعتراضها لدى دخولها الأراضي الأوكرانية نظراً للسيطرة الجوية الروسية على المجال الجوي، فضلاً عن قدرات موسكو غير المحدودة في توجيه ضربات صاروخية عن بعد لتلك الشحنات.
وتقول المجلة الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية إن أوكرانيا ليست حديثة العهد بقاذفات "جافلين" المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، إذ زودت بها منذ عام 2018 حين طلبت 37 قاذفاً و210 صواريخ، بعدها تدفقت عليها مئات القاذفات والصواريخ التي استلمتها حكومة كييف كجزء من مساعدات عسكرية أوسع نطاقاً، وذلك في إطار التعاون المتنامي بين أوكرانيا وحلف "الناتو"، في أعقاب تولي حكومة موالية للغرب في كييف مع بدايات عام 2014.
وتعاود المجلة تأكيدها بأن تقادم العتاد العسكري التقليدي في حوزة القوات الأوكرانية سواء مدرعات تعود للسبعينيات أو قوات ودفاعات جوية منتجة منذ ثمانينيات القرن الماضي، جعل نشر وحدات مشاة مزودة بأسلحة متطورة محمولة على الكتف وسيلة فعالة لمواجهة غير متماثلة مع القوات المدرعة الروسية.
وتشير إلى أن سعي الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لتزويد أوكرانيا بمثل هذا العتاد المحمول كتفاً ،لتكبيد القوات الروسية خسائر كبيرة في حربها مع القوات الأوكرانية، ليس بالأمر الجديد إذ سبق حدوثه في ساحات نزال أخرى وحروب سابقة، حين قامت واشنطن بتزويد جماعات تمرد عديدة خاضت حروباً مع روسيا وقوات متحالفة معها بهدف تعقيد الوضع الميداني أمام جهود مكافحة التمرد.
وما زالت صواريخ "تاو" المضادة للدبابات، المزودة بخاصية التوجيه السلكي المباشر حتى وصولها إلى الدبابة المستهدفة، تستخدم على نطاق واسع في عشرات الدول، وهي النسخة القديمة لوريثتها المتطورة "جافلين" التي تعمل وفق مستشعرات توجيه إلكتروني بصري بالأشعة فوق الحمراء، بما يتيح لها قدرات "إضرب وإنسى"، التي تمكن العنصر الضارب من سرعة الانتشار والابتعاد عن موقع الإطلاق.
وأشارت المجلة إلى حالات نشر العتاد المحمول كتفا من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لمواجهة روسيا، مشددة على أن أوكرانيا تختلف كل الاختلاف عما سبق إذ أنها دولة عضو في الأمم المتحدة ولديها الحق في الحصول على السلاح للدفاع عن نفسها، أما في أفغانستان وسوريا، فالأمر كان مغايراً إذ سُلمت الأسلحة لجماعات مسلحة دون الدولة، وهو ما أحاطها بشكوك المشروعية.
وأشارت إلى أنه بينما كانت "وكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية (سي آي إيه) المسؤولة عن تسليم تلك الشحنات في حالتي أفغانستان وسوريا، فإن في حالة أوكرانيا تُبرم الصفقات علانية مع الحكومة الأميركية.
وترى المجلة أنه رغم انخفاض تكاليف العتاد المحمول كتفاً، فإن قيمته الاستراتيجية وقدرته على إنزال خسائر وإلحاق أضرار بالأعداء ، في الماضي بين أفغانستان والاتحاد السوفييتي، تقدمان برهانا وحافزاً على تكثيف الجهود لتطوير نوعيات من الأسلحة المحمولة كتفاً أكثر تطوراً وقدرة على تكبيد الأعداء المزيد من الخسائر في الصراعات المستقبلية.