أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن مصر تولي أقصى اهتمام لتنظيم استضافة مؤتمر المناخ القادم "COP27"، وتبذل الحكومة المصرية جهودا حثيثة للخروج بالمؤتمر بالشكل اللائق الذي يعبر عن مكانة مصر الحقيقية وعراقة شعبها، حيث يتم متابعة كل خطوات الإعداد اللوجيستي والتنظيمي والموضوعي ومتابعتها أولا بأول من خلال رئيس مجلس الوزراء والوزارات المعنية، كما يتم العمل على قدم وساق للانتهاء من إعداد استراتيجية المساهمات الوطنية لانبعاثات تغير المناخ وصياغة المشروعات التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050.
جاء ذلك خلال مباحثات وزيرة البيئة، اليوم، مع البعثة الفنية الأولى لسكرتارية الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة "UNFCCC"، حول خارطة الطريق لاستضافة مؤتمر المناخ القادم "COP27"، وآخر مستجدات التجهيزات اللوجيستية والفنية للمؤتمر.
وتناول الاجتماع مناقشة اتفاق الدولة المضيفة والملحقات الخاصة به، والوقوف على آخر مستجدات تصميم وتخطيط مكان انعقاد المؤتمر، حيث تم عرض مخطط لتصميم الموقع ومخطط لتوزيع مواقع أنشطة المؤتمر، ومنها المنطقة الزرقاء ومكان الفعاليات الجانبية ومجموعات العمل والمراقبين، موقع الأجنحة والمعارض المشاركة، وإضافة مساحة للمنطقة الخضراء بناء على طلب البلد المضيف (مصر) لتضم فعاليات المجتمع المدني وبعض المعارض للمبتكرات المصرية ومشاركات القطاع الخاص المصري .
وطلبت وزيرة البيئة تخصيص مساحة للشباب داخل فعاليات المؤتمر تحت مسمى (المشروع الأخضر Green venture)، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بضمان مشاركة فاعلة للشباب وإتاحة الفرصة لهم لعرض أفكارهم ومبتكراتهم وقصص نجاح رواد الأعمال والمجتمع المدني؛ لمواجهة آثار تغير المناخ، مما سيخلق دفعة قوية للمؤتمر خاصة وأننا نسعى ليكون مؤتمرا للتنفيذ، حيث أشاد ممثلو السكرتارية بالمقترح، الذي يعد فكرة ملهمة لإتاحة الفرصة للشباب لقيادة العمل المناخي خاصة في إفريقيا .
كما تم مناقشة الأمور المتعلقة بالإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا وإجراءات السلامة والصحة، ودور الرعاة والشركاء في دعم المؤتمر، بالإضافة إلى النواحي المتعلقة بالاتصالات وتجهيزاتها الفنية وتسيير عملية التواصل والإعلام.
وتناول الاجتماع أيضا عرض الدروس المستفادة من مؤتمر جلاسكو "COP26"، خاصة فيما يتعلق بالناحية الأمنية والصحية وتطبيق الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، وإدارة العلاقة مع الشركاء والمجتمع المدني والأحزاب السياسية، الأجنحة المشاركة، وخطة عمل المتطوعين والفريق المحلي، والتنسيق الوطني بين الوزارات المعنية.
وتم الاتفاق على عقد مجموعة من اللقاءات وفق خطة زمنية واضحة للاجتماعات والفعاليات القادمة.
من جانبهم، أشاد ممثلو البعثة، خلال الاجتماع، بجهود الحكومة المصرية في الإعداد للمؤتمر، وثقتهم في قدرة مصر على التنظيم المتميز لهذا الحدث الكبير، وتقديرهم لحرص مصر على تسريع وتيرة العمل للانتهاء من الترتيبات الخاصة بالمؤتمر بالمستوى اللائق وفق الخريطة الزمنية.
وكانت وزيرة البيئة قد عقدت ورشة عمل لأول بعثة تخطيطية للترتيبات اللوجستية والتنظيمية لمؤتمر تغير المناخ بشرم الشيخ، حيث قدمت خلالها عرضا لخارطة الطريق المقترحة من الجانب المصري والهيكل التنظيمي والمؤسسى للمؤتمر، حيث يترأس رئيس مجلس الوزراء اللجنة العليا التي تشمل عضوية أكثر من 8 وزارات و3 لجان، مشيرة إلى حرص واهتمام القيادة السياسية على استضافة هذا الحدث العالمي، وإلى المجهودات التي بذلت على المستوى الوطني، ومقترح خطة العمل التنفيذية الخاصة بتنظيم المؤتمر، والتي تتضمن محاور رئيسية، وهي الاتصالات، والصحة، والإقامة، والنقل، والطيران المدني، والإعلام، بالإضافة إلى خطة الاستدامة للمؤتمر، والتي تهدف إلى خفض الانبعاثات الناتجة من أعمال المؤتمر بجانب استدامة الأنشطة بالمحافظة، وكذلك أهمية الشراكة مع الأمم المتحدة للخروج بخطة عمل مشتركة تلبي احتياجات المشاركين في المؤتمر.
وتم خلال الورشة أيضا مناقشة التحضيرات الفنية الخاصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي سيتم توفيرها خلال المؤتمر، والتي تشمل الاحتياجات الخاصة بالشبكات الداخلية الخاصة، بمقر عقد المؤتمر، وتتضمن الاحتياجات الخاصة بمركز البيانات المخصصة للمؤتمر والخاصة بتأمين البيانات المخصصة للمؤتمر والتجهيزات الخاصة بأجهزة الصوتيات والعرض المرئي وكاميرات متابعة المتحدث وآنظمة الترجمة الفورية والبث التليفزيوني وبث المحتوى على شبكة الإنترنت، وقد قدم فريق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عرضًا توضيحيًا لاستعداد الفريق لتطوير تطبيق جوال خاص لمساعدة المشاركين على الاستفادة من الخدمات المقدمة خلال "COP27" في مجالات النقل وإدارة نظام الانتظار واختبار "COVID19" السريع وخدمات الإعاقة ومجموعة متنوعة من خدمات تكنولوجيا المعلومات الأخرى، كما تم خلال الورشة مناقشة الخطة الزمنية لتنفيذ كافة التجهيزات حتى انطلاق المؤتمر.
وأشارت ياسمين فؤاد إلى قيام الدولة بتنفيذ خطة تطوير كبرى بالمدينة تشمل عمليات رصف ورفع كفاءة وتوسعة لكافة الشوارع، فضلا عن طلاء كافة المباني باللون الأبيض لكونها مدينة السلام، كما يتم إضافة المساحات الخضراء والتشجير وكافة أعمال التجميل وتفعيل العمل بالطاقة الشمسية عن طريق شركات متخصصة، وقيام المدينة بتوفير موقعين لإنشاء محطات للشحن الكهربائي للحافلات التي ستعمل بالمؤتمر، والزام كافة الفنادق الكبرى بتخصيص أماكن لشحن السيارات وتحويل كافة سيارات الأجرة للعمل بالكهرباء وتوفير زي مميز للسائقين.
وأضافت الوزيرة أن مدينة شرم الشيخ بها عدد غرف فندقية قادرة على استيعاب ضيوف المؤتمر، كما يتم تطوير كافة عناصر الترفيه من مراكب سياحية ورحلات بحرية للضيوف على هامش المؤتمر، بالإضافة للاستعدادات والتطوير الجاري بمطار شرم الشيخ الدولي الذي سيكون جاهزا لاستقبال أكثر من 10 ملايين زائر ابتداء من أغسطس القادم، بالإضافة للمستوى المتميز للمنظومة الأمنية واستخدامها لأكبر الوسائل التكنولوجية والمراقبة بالكاميرات لتوفير الأمن والأمان للضيوف.