سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الصحيفة إن بيان معجزة «الإسراء والمعراج» واضح في سورتي «الإسراء» و«النجم»، ولا لبس في ذلك، وليس معنى وجودهما في سورتين مختلفتين أنهما حدثان مختلفان، فالقرآن الكريم وحدة واحدة، وآياته، وسوره تُكمل بعضها بعضا، وهناك أحداث كثيرة ورد ذكرها بالقرآن في أكثر من سورة.
وأوضح سلامة -في مقاله بعنوان "حديث «الإسراء والمعراج» (2)"- أن سيدنا عيسى ورد ذكره في القرآن في أكثر من سورة، وكذلك سيدنا موسى، وغيرهما من الرسل، والأحداث، دون أن يعني ذلك أي دلالة على الاختلاف، والتعارض.
واعتبر سلامة أن المشكلة تكمن في أن هناك من يحاول قياس المعجزات الإلهية بالمقاييس البشرية، بعدم فهم وسطحية، وتلك هي «الخطيئة» الكبرى، التي يقع فيها هؤلاء، لأن معنى ذلك، ببساطة، نكران كل معجزات الأنبياء، والرسل، بدءا من سيدنا نوح، ومرورا بيونس، وإبراهيم، وغيرهم، وانتهاء بموسى، وعيسى، ومحمد عليهم، جميعا، الصلاة والسلام.
وتساءل الكاتب: هل يمكن تطبيق المقاييس البشرية على معجزة سيدنا نوح، حينما أرسل الله الطوفان ليُغرِق المشركين به، وينجو هو وأصحابه بقدرة الله سبحانه وتعالى؟ وهل يمكن تطبيق المقاييس العقلية على معجزة سيدنا يونس، حينما لبث في بطن الحوت، ثم قذفه الحوت سليما معافى؟ والحال نفسها تنطبق على سيدنا إبراهيم حينما ألقوا به في النار وأمر الله النار أن تكون بردا وسلاما عليه، وخرج منها دون أذى.
وأضاف سلامة أنه بالنسبة لسيدنا موسى، فقد قام بشق البحر بعصاه، لينجو هو وأصحابه، ويغرق فرعون، ومن معه، أما سيدنا عيسى، فقد كانت ولادته معجزة، وتعجبت السيدة مريم حينما أخبرها الوحي بذلك، لأنه لم يمسسها بشر، لكنها إرادة الله، ومعجزته، ثم كانت معجزات سيدنا عيسى حينما تحدث في المهد، والعديد من المعجزات الأخرى، فهل يمكن تطبيق مقاييس البشر على كل تلك المعجزات الإلهية؟
وتابع سلامة أن معجزة «الإسراء والمعراج» لا تختلف عن معجزات الرسل، والأنبياء السابقين، لأن المعجزة هي خرق لقوانين الطبيعة، والبشر، وهي تخضع لقدرة الله سبحانه وتعالى، بعيدا عن مقاييس العقل البشرى، ومنطقه.
وفي صحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات إن حقيقة واضحة ومؤكدة أثبتتها الحرب المشتعلة في أوكرانيا حاليا، مثلما أثبتتها من قبل كل الحروب التي نشبت على مر التاريخ في كل المواقع وكل الدول على خريطة العالم بطول وعرض الكرة الأرضية.
وأوضح بركات -في مقاله بعنوان "مفاجآت الغزو الروسي"- أن هذه الحقيقة تقول ببساطة، إنك تستطيع أن تحدد توقيت وموعد بدء المعارك واشتعال الحرب، لكنك لا تستطيع أبدا تحديد موعد انتهاء المعارك وتوقف الحرب.
وأشار بركات إلى أنه وكما انطبقت هذه الحقيقة وتلك القاعدة على كل المعارك والحروب في السابق، فهي أيضا المرشحة للتطبيق والسريان على ما يجرى الآن على الأراضي الأوكرانية.
وأضاف بركات أنه ليس هذا فقط، بل إن هناك من الشواهد ما يشير بوضوح، إلى وجود أطراف دولية ذات تأثير تعمل بجدية على إطالة أمد الحرب، وتسعى لاستمرار أوارها وزيادة التورط الروسي في أوكرانيا.
واعتبر الكاتب أن ذلك يعني أن هذه الدول تسعى لوضع العراقيل أمام الفرص، التي يمكن أن تتاح لإنهاء الحرب عن طريق المفاوضات، بهدف الحيلولة دون تمكين الجانب الروسي من تحقيق أهدافه، والخروج الآمن من أوكرانيا دون أن يصاب بأضرار جسيمة على المستويين المادي والمعنوي.
أعرب بركات عن اعتقاده أن هذه المحاولات وتلك المساعي، قد بدأ تطبيقها مع الساعات الأولى للغزو، وفقا لخطة معدة سلفا من الجانب الغربي ـالأمريكي الأوروبيـ قبل بدء الغزو، وتم الاتفاق على تنفيذها فور توغل القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية، وهو ما حدث بالفعل.
ورأى بركات أن ما جرى هو تهيئة الظروف التي تدفع بالروس للغزو ودخول قواتهم، ثم مفاجأتهم بالمقاومة وحجم القتال الذي يواجههم على الأراضي الأوكرانية، نتيجة ما تم من دعم أوروبي وأمريكي عسكري مسبق، بهدف إعاقة القوات الروسية ومنعها من تحقيق أهدافها من الغزو بالسرعة التي كانت مقررة، وتكبيدها أكبر قدر من الخسائر الممكنة، وهو ما لم يكن متوقعا.
وتابع بركات أنه فإذا أضفنا إلى ذلك، الكم والحجم الكبير من العقوبات الاقتصادية، التي قررتها أمريكا وأوروبا على الجانب الروسي، والآثار المتوقعة لها، نجد أننا أمام مخطط متكامل لجر روسيا إلى فخ أعد سلفا للإيقاع بها، في إطار الصراع بين ديناصورات وقوى العالم، فهل هذا صحيح؟ أم أن هناك مفاجآت أخرى؟