رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"واشنطن بوست": أوروبا تفتح ذراعيها للاجئي أوكرانيا في تناقض صارخ لما حدث عام 2015

1-3-2022 | 16:47


أوكرانيا

دار الهلال

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على التناقض الصارخ الذي اتسمت به سياسة دول الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين الأوكرانيين والباحثين عن اللجوء من أفريقيا والعالم الإسلامي، واصفة ما يحدث الان بأنه "ترحيب مفاجئ".

وفي تقرير نشرته الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أشارت إلى أن دول أوروبا تفتح أبوابها الان لموجة تاريخية من اللاجئين الهاربين من الحرب في أوكرانيا، ما يكسر المقاومة السابقة لدول القارة العجوز في استقبال الباحثين عن اللجوء من العالم الإسلامي وأفريقيا، لاحتضان مئات الآلاف من الوافدين الجدد الذين يصفهم بعض القادة بأنهم أوروبيون ثقافيًا وعرقيًا.

وذكرت الصحيفة أن موجة اللاجئين الأوكرانيين المتصاعدة سريعا، حيث تجاوز عددهم بالفعل 660 ألف لاجئ خلال أقل من أسبوع، مازالت ضئيلة مقارنة بأزمة الهجرة الأوروبية عامي 2015 و2016، عندما سعى نحو مليوني شخص، أغلبهم من السوريين الهاربين من النزاع المسلح، لعبور حدود الاتحاد الأوروبي بحثا عن اللجوء.

ولفتت الصحيفة إلى أن الموجة السابقة من اللاجئين السوريين أثارت خصاما شديدا بين دول الاتحاد الأوروبي، وأشعلت انبعاث حركة اليمين المتطرف، وأدت إلى تطبيق سياسات عنيفة لوقف تدفق اللاجئين أو إعادتهم مرة أخرى إلى بلادهم.

واعتبرت الصحيفة أن التضامن الأوروبي مع الأوكرانيين حاليا يمثل تناقضا صارخا، خاصة وسط التقديرات التي تتوقع ارتفاع أعداد اللاجئين الأوكرانيين لتبلغ الملايين وتُشكل أكبر موجة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ورغم ذلك فإن بعض قادة أوروبا لم يخجلوا من التحول الكبير في مواقفهم.

ونوهت الصحيفة إلى تصريح رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف حين قال: "هؤلاء ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم.. هؤلاء الناس أوروبيون أذكياء ومتعلمين.. هذه ليست موجة اللاجئين التي اعتدنا عليهم التي ضمت ناس لم نكن واثقين من هوياتهم ومن ماضيهم وكانوا قد يكونوا إرهابيين.. لا يوجد دولة أوروبية واحدة الآن تخشى الموجة الحالية من اللاجئين".

وذكرت الصحيفة أنه حتى الحكومات في الأجزاء الشرقية والوسطى من أوروبا والتي كانت معارضة بشدة لاستقبال اللاجئين، أصبحت فجأة من أكبر المؤيدين لسياسة الباب المفتوح، حتى إن كان موقفها الترحيبي يقتصر على الأوكرانيين.

وأشارت الصحيفة إلى قيام رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في 2015 و2016 بتشييد أسوار شائكة ونشر قوات حدودية خاصة لمنع دخول اللاجئين من أفريقيا وأفغانستان، لكن الآن أعلن أن "أي شخص يهرب من أوكرانيا سيجد صديقا له في المجر".

ولفتت الصحيفة أيضا إلى بولندا التي أرسلت جنودا إلى حدودها مع بيلاروسيا العام الماضي لمنع دخول موجة الأفغان والشرق أوسطيين الباحثين عن اللجوء، والذين تجمد بعضهم حتى الموت في الغابات، لكن خلال الأيام الماضية أعلنت خطوط السكك الحديدية البولندية توفير رحلات سفر مجانية للأوكرانيين الى جانب أطنان من المساعدات التي تبرع بها الشعب.

ورغم اعتبار بعض المحللين السياسيين أن الموقف الحالي يختلف تماما عن الموقف الاوروبي تجاه موجة اللاجئين في 2015، خاصة مع تباين الأوضاع السياسية بشكل كبير، فإن بعض المسئولين الأوروبيين كانوا صريحين للغاية في اعلانهم أن تلك السياسة الجديدة معتمدة على الهوية أولا وأخيرا.

وقال مسئول أوروبي، رفض الكشف عن هويته، للصحيفة إن "الحقيقة هي أن المشاعر مختلفة لأنهم (اللاجئين الأوكرانيين) من البيض والمسيحيين".