رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بمبي يا "صلاح"؟!

6-7-2017 | 19:00


كتب – عاطف بشاي

أصبح الحنين إلي الماضي يراودني دائماً.. وذكريات الزمن الجميل تداهمني في صحوي ونومي، لذلك استمتعت جداً في الابحار مع الكاتب الساخر "مؤمن المحمدي" وحكاياته الطريفة التي سطرها في كتابه الممتع "كل العواطف.. حكايات 100 غنوة"والذي كتبه بالعامية السلسة بذكاء في التعليق والاستنباط وانتزاع المغزي العميق لمفارقات الزمن العجيب بسهولة وبساطة دون تقعر أو تحذلق أو لي لعنق الحقائق..

بعنوان "بمبي يا صلاح.. أيوة بمبي" بدأ المحمدي المقال بتوضيح أن "صلاح جاهين" كان من أكثر الشعراء الذين كتبوا أغاني وطنية مثل ثوار.. والله زمان يا سلاحي وبالاحضان.. وصورة.. الخ (وجاهين هو اللي وعدنا بأن الثورة هاتعمل تماثيل رخام علي الترعة واوبرا في كل قرية عربية.. وهو اللي حدد بالضبط إن اللي حيخرج من الميدان.. عمره ما حيبان في الصورة) وهذا يفسر أنه بعد هزيمة (67) لم يكتب أغنية وطنية واحدة.. وعندما زاره "عبد الحليم حافظ" في منزله ليخرجه من حالة الاكتئاب التي اصابته قال له الكلمة المأثورة: «احنا جينا نغني للناس غنينا عليهم يا حليم».

لذلك فمن الملاحظ أن انتاج "صلاح جاهين" الفني سواء من خلال كتابة سيناريو وحوار فيلمي "خاي بالك من زوزو" و "أميرة حبي أنا" أو من خلال كتابة الأغاني.. كان انتاجاً يتجه في شكله ومضمونه إلي الترفيه والصياغة المرحة بعيداً عن طرح قضايا هامة أو أفكار عميقة.. أو هموم وطنية.

واتذكر أني كنت طالباً بالمعهد العالي للسينما في ذلك الوقت وكان يدرس لنا الفنان "حسين فهمي" إحدي المواد.. فتحلقنا حوله نلومه في غضب جامح علي قبوله الاشتراك بالتمثيل في فيلم كنا نراه يساهم في تزييف وعي المتلقي.. وتخريب وجدانه.. وافساد ذوقه واغراقه في سينما تجارية تبعده عن حقيقة واقعه المفزع بعد الهزيمة.. بل إن الناقد الراحل "سامي السلاموني" حرضنا علي الاتجاه في مظاهرة إلي سينما "أوبرا" التي كانت تعرض الفيلم نهتف ونشجب ونرفض ان تكون هذه هي السينما التي نريدها.. وندعو إلي سينما جديدة مختلفة تناقش واقعنا الاجتماعي والسياسي في جرأة وصدق..

يقول المحمدي في ذلك: (المثقفين) و(الثوريين) في السبعينات هاجموا "جاهين" كتير.. وفيه منهم اللي شتموه بالاسم.. ومنهم من هاجموه مباشرة بسبب أغنية "بمبي" حيث تزعم الراحل "نجيب سرور" حملة الهجوم وواجهه بسخرية لاذعة مردداً بدهشة واستنكار "بمبي يا صلاح؟ (حيث إن المفارقة تكشف التناقض الكبير بين وصف "صلاح جاهين" للحياة في ذلك الوقت وحقيقة الأمر بعد الهزيمة).. النهارده بعد أكثر من (40) سنة أقدر أقول بكل ضمير مستريح أني مصدق "جاهين" ومش مصدق أي حد من اللي هاجموه أو شتموه، وأيوة "بمبي" يا "سرور".. (بمبي) فعل مقاومة.. وفيها فن وفيها ابداع.. فيها محاولة سير لقدام ولفوق.. في تقديري "جاهين" أدرك أن الموضوع أكبر من التفاعل اللحظي ومحاولات الاصطفاف وأن البلد دي محتاجة فعل ثقافي أكثر منه سياسي.. وأنا أيضا أدرك الان ذلك.