رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


100 حاجة فى 100 يوم

6-7-2017 | 19:33


بقلم – سحر الجعارة

تستطيع النجمة "هند صبرى" أن تدهشك دائما، أن تخطفك الى تفاصيل دقيقة فى الشخصية التى تؤديها لترتبط بها إنسانيا وعاطفيا ، وتحترم ضعفها حتى لو كانت مخطئة.

منذ ظهرت "هند" بطلة لفيلم "مذكرات مراهقة"، عام 2001 مع المخرجة المتميزة "إيناس الدغيدى"، وهى تتسم بالجرأة فى اختياراتها، وتبدع فى تجسيد مشاعر الأنثى ونقل الإحساس بالرومانسية الى المشاهد الذى يفتقدها فى دراما مليئة بالصراع الطبقى والاجتماعى والعنف أحيانا أو التشويق.

"أمينة الشماع" بطلة مسلسل "حلاوة الدنيا" ، شابه عملية تتدفق بالحيوية والحماس للعمل والحب والحياة، تتأهب لحفل زفافها الذى خططت له مع خطيبها "عمر" او النجم "هانى عادل" .. ثم تكتشف فجأة أنها مصابة بسرطان الدم.. و تبدأ تداعيات المرض فى التوالى: تكتم الأمر فى البداية عن أسرتها الصغيرة، وتفاجأ بأن لها أختا غير شقيقة، وتلجأ لعمها الطبيب المتخصص فى علاج هذا المرض الذى اقتحم حياتها. ورغم أن القصة مأخوذة عن فورمات أجنبية للمسلسل المكسيكي Terminales وباعتبار الفورمات "موضة" أصبح يسايرها معظم الكتاب، من باب الاستسهال والإشراف على ورش كتابة تضم عددا من الشباب الموهوبين ..

إلا أن السيناريو والحوار جاء ممتلئا بالمشاعر ومفعما بالعلاقات الإنسانية المتشابكة، ليضاف إلى قائمة النجاحات الخاصة بالسيناريست "تامر حبيب" المشرف على كتابة سيناريو المسلسل ، والذى تقاسم كتابته (إنجي القاسم وسماء عبد الخالق) .. فجاءت أحداثه سلسة مفعمة بالدفء، تحسب بحساسية اللمسة والنظرة والكلمة.

"هند" صرحت للصحافة بأنها شاهدت الحلقات الخمس الأولى فقط من العمل الأصلىTerminales ، للتعرف على الخطوط العامة وسمات الشخصية الرئيسية، التى تعتبرها بعيدة تماماً عن شخصية وملامح "أمينة الشماع"، ورغم هذا الاختلاف رفضت مشاهدة باقى الحلقات واعتمدت على سيناريو "حلاوة الدنيا" .. وهو مختلف فعليا عن المسلسل المكسيكى.

"صدمة المرض" هى نقطة التحول فى حياة البطلة، التى تغير مسار حياتها من حفل الزفاف الى المستشفى، ومن الانطلاق الى ملازمة السرير.. تعد أنفاسها انتظارا لانتهاء جرعة العلاج الكيماوى لتعود تتنسم الحياة من جديد.

ورغم صعوبة وكآبة مرض اللوكيميا إلا أن "حلاوة الدنيا" لم يضع تفاصيل المرض فى قالب مليودرامى، بل إن رسالة العمل نفسه هى فى الاستمتاع بالحياة والحب والصداقة واللهو البرئ رغم الألم والإنتظار الثقيل .. والموت الإكلينيكى الذى خيم على حياتك .

فى جو من المرح والشجن ، من الحب والحنين والدعم النفسى، تمر الأحداث بالبطلة فى وجود العائلة والجيران وابنتهم صديقة البطلة ( حنان مطاوع) بكل الألفة التي تجمعهم، وكل ما فى الحياة من نجاحات وفشل ولحظات انكسار أو انتصار .. ينسج السيناريو قصص حب للأم "أنوشكا" تفسر غياب العم سابقا عن حياتهم .. وقصة أخرى شقيقة البطلة التي جسدتها "سلمى أبوضيف" .. إلخ ما يجعل للحياة معنى حتى لو كان مؤلما .

أهم ما فى العمل هو "مجموعة الدعم النفسي" لمرضى السرطان، وهى فكرة قائمة فى المجتمعات الغربية، وإن كانت قليلة أو نادرة فى المجتمعات العربية.. والأهم منها وجود الممثلة "ياسمين غيث"، التي هزمت بالفعل سرطان الثدى ، وكانت تذهب أحيانا وقت التصوير لاستكمال علاجها الإشعاعي.

"أمينة" التى تعمل في إحدى شركات الدعاية في مجال تنظيم الحفلات والفعاليات، تتعرف على "سليم" او النجم "ظافر العابدين" من خلال العمل وتفاجأ بوجوده ضمن جلسة مرضى السرطان كواحد منهم.. إنه رجل الأعمال الشاب الذى ترك دنيا المال وتفرغ لمساندة مرضى السرطان لأنه -ببساطة- واحد منهم .

"سليم" شخص متفائل يعشق الحياة ويسخر من ألمه فى كل موقف ، يعانى من ورم خبيث فى المخ، لكن هذا لا يمنعه من التفكير فى هموم كل شخص فى مجموعة الدعم النفسى.

ينجذب "سليم" الى "أمينة" رغم اختلافهما ، ويتسلل الحب الى قلبيهما دون أن يسأل أحدهما عن الفرق بين "الحب والاحتياج" ؟.

وفى واحد من أروع مشاهد المسلسل يعترف سليم بحب أخفاه خوفا من الموت فجأة ، بعد أن امتلكت "أمينة" شجاعة الاعتراف وبادرت بالبوح بمشاعرها.

يمتزج الحب بالحزن بالامتنان فى نظرة من عيون "سليم" بعد خروجه من غرفة العمليات، ليدرك المشاهد أن التمثيل ليس عملية "فرد عضلات" أو «تشنج وصراخ»، أو أداء مبالغا فيه أقرب لمسرح "يوسف بك وهبى".

أجمل ما فى "حلاوة الدنيا" حالة الصدق التى تغلبت على النجوم،وقادها بنعومة المخرج "حسين المنباوي" ، فاستطاعوا أن ينقلوا للمشاهد الرغبة في الحياة والإقبال على كل لحظة فيها، و أن تشعر معهم أن "المعاناة" مجرد سطر فى دفتر يومياتك وأن الموت قبله أيام كثيرة يجب أن تعاش .. أن تفعل فيها- كما فعلت البطلة- 100 حاجة فى 100 يوم.