شيماء محمود
العيد.. تلك المناسبة المباركة بما تحمله من عادات وشعائر محفورة فى وجداننا ..لاقى من ريشة التشكيليين نصيباً .. واستطاع كل فنان أن يعبر عنه بأسلوبه الخاص الذى يوثق هذا المضمون من العادات التى تربيناعليها والطقوس المتبعة لاستقباله.
ورغم تطور العصر واختلاف العادات إلا أن تلك اللوحات ستظل شاهدا على هذه المشاهد التى عكست تفاعل الفنان مع بيئته .. وأصبحت فى وقتنا هذا ذكريات.
تنوعت الرؤى والمواضيع لهذه المناسبة فمنهم من عبر عن فرحة الأطفال باستقبالهم العيد وألعابهم المتنوعة من الحجلة والنيشان والأراجوز والمراجيح وصندوق الدنيا ومنهم من عبر عن خروج العائلات للاحتفال فى الجنائن او تجهيز الكعك ..حيث رسمت جاذبية سرى عام 1956 لوحة "المراجيح" مستخدمة خامة الزيت على توال .. ويظهر فيها إجادة اختيار الوقفات وقدرتها العاليةه على التلوين لإقامة حالة حوارية للون الذى يحتوى الضوء.
كما قدم الفنان حسين بيكار مجموعة من اللوحات تحت عنوان "كعك العيد" من بينها اللوحة التى تظهر بها تلك الفلاحة المرحة ذات الحركة العفوية خلال حملها طبقا من كعك العيد فوق رأسها لتنقلها للفرن بخفة ورشاقة.
ولعل أكثر اللوحات المعبرة عن بهجة العيد وفرحة الأطفال هي لوحة الفنانة زينب السجيني .. حيث ركزت في لوحاتها على إظهار حركة ورشاقة الأطفال وهم يلعبون بلعبة "الحجلة" أو "العجلة الحديدية" وهى من الألعاب الشعبية التى يمارسها الأطفال..كما صورت البنات الصغار بالطوق وفرحتهم بالعيد.
وتعتبر لوحة "عيد الأضحى" من أهم لوحات الفنانة مرجريت نخلة (1908- 1977) وهى من أشهر فنانات الجيل الثاني بعد جيل الرواد في الفن المصري الحديث والتي أجادت استخدام الأسلوب الواقعي التعبيري برؤية متعمقة متأملة لأعمال تتسم بالحركة و بتدفق هائل في المشاعر..حيث إن لوحتها تتسم بالحركة عبر اعتمادها إعطاء كل شخصية تعبيرا خاصا فى الحركة وقسمات اللون كما أن عنايتها بمفردات لوحاتها يجعل الشخوص تعبيرية تقترب من الكاريكاتير ذات مذاق فطرى.
أما الفنان فاروق وجدى من مواليد 1936 فقد عبر أيضا عن العيد ومظاهر الاحتفال به من خلال التجمعات البشرية بأسلوب فريد حيث رسم تفاصيل الشخوص والوجوه والعناصر بأسلوب بسيط ورشيق دون الدخول في التفاصيل المملة ..من خلال لوحات عديدة تصور الأطفال وهم منهمكون فى اللعب من النيشان والأراجوز وصندوق الدنيا والمراجيح .. ورسم أيضا الفنان على دسوقى العديد من الأعمال المعبرة عن فرحة العيد خاصة من خلال الرسوم التوضيحية المرافقة للقصص والموضوعات المتخصصة ..حيث وثق من خلال خطوطه وألوانه تلك العادات والطقوس التى تمارس فى فترة العيد والتى ترسخت فى وجداننا.. أهمها تعاون النساء على إعداد كعك العيد ومشاركة الأطفال فى تلك المهمة ..فى جو ملئ بالبهجة والفرح والحيوية..وتجمعات العائلات البسيطة بملابسهم الشعبية احتفالا بالعيد.
ورغم أن تلك الأعمال من المواضيع القيمة كانت تجذب الجمهور لما تحتويه من تداعيات ترسخت فى الوجدان ..إلا أنها الآن أصبحت تكاد تكون منعدمة لتعبر عن هذه المناسبة فى الساحة العربية ولم تلق نفس الاهتمام من الفنانين الشباب ورغم ذلك ستظل عالقة فى أذهاننا كأهم المشاهد التى وثقها جيل الرواد وكبار الفنانين المصريين.