من القاهرة إلى يوغسلافيا.. كواليس الزواج الثاني لمحمود رضا
تزوج الفنان محمود رضا لأول مرة من الفنانة نديدة فهمي، شقيقة الفنانة فريدة فهمي، وهي ابنة الدكتور حسن فهمي الداعم الأول لفرقة رضا، وقد لا يعرف الكثيرون أن فكرة إنشاء فرقة رضا كانت مشتركة بين الحبيبين محمود رضا ونديدة فهمي، وسرعان ما قررا تنفيذ الفكرة لتصبح أول فرقة للفنون الشعبية في مصر.
تزوج الفنان محمود رضا من الفنانة نديدة فهمي التي دعمت الفرقة بكل طاقتها، إذ تخصصت في تصميم ملابس الرقصات وكل التابلوهات الشعبية التي تؤديها الفرقة، وكانت الزوجة -رغم مرضها بروماتيزم القلب- إلا أنها كانت تبذل كل ما في وسعها لتنفيذ تصميمات الملابس، والتي كانت تستدعي سهرها حتى الساعات الأولى من الصباح، إلى أن تمكن منها المرض وسقطت صريعة له حسب ما جاء في عدد مجلة الكواكب الصادر في 13 سبتمبر 1960، ونقلت إلى المستشفى الإيطالي، لتفارق الحياة وهي في ريعان الشباب.
كانت تلك هي النكبة الأولى التي أصابت فرقة رضا، لكن عجلة الحياة لا تتوقف.. التقى محمود رضا بفتاة أخرى يوغسلافية لتربط بينهما العاطفة وتصبح زوجته الثانية، فقد جاءت الفتاة إلى القاهرة في زيارة خاطفة، وحضرت أحد العروض لفرقة رضا، ثم أعجبت برقص محمود، وبعد انتهاء الفقرة ذهبت إليه لتحييه على براعته.
وفي حديثه لمجلة الكواكب عدد 6 مارس 1962، أي منذ 60 عامًا بالتمام والكمال، أكد أن الفتاة «روشكا» سافرت إلى بلادها وتبادلا عدة خطابات لم يعلن فيها أي منهما للآخر غير الإعجاب.
بتكليف من وزارة الثقافة والإرشاد، سافرت فرقة رضا بداية من شهر يوليو 1961 إلى الإتحاد السوفيتي ويوغسلافيا؛ لتقديم عروض الفرقة هناك، لدعم الروابط الثقافية بين البلدين، الطريف في الأمر أن الحفلات الراقصة التي أدتها الفرقة في البلدين جمعت إيرادها الدولتين، ولم تحصل الفرقة على أي مبلغ منها، وكان ذلك اتفاقًا فائدته فقط نشر الفن المصري الشعبي في أوروبا؛ ليعلموا نهضتنا في الفنون، وكان المكسب الوحيد لمحمود رضا في تلك الرحلة هو زيارة «روشكا» اليوغسلافية في منزلها.
وأكد محمود رضا، أنه لاقى استقبالًا بالغ الحفاوة من «روشكا» ووالديها، ودخل محمود حجرتها ليجد صورة له بالحجم الطبيعي معلقة على الجدار، وهنا بدأ كيوبيد سهامه، فدعا الفتاة للعمل معه في القاهرة كمدربة رقص، وفرحت الفتاة وأهلها بالعرض.
وعند عودة الفرقة من رحلتها وجدت مفاجأة سارة، إذ طلب التليفزيون ضم الفرقة لتعمل لديه، بالإضافة لتكفله بتوفير رواتب وملابس وديكورات ومسرح للفرقة، وأخبر محمود المسئولين بالتليفزيون عن رغبته في تعيين الفتاة اليوغسلافية كمدربة للرقص الكلاسيكي، ونال الموافقة وجاءت «روشكا» إلى القاهرة لتبدأ عملها معه.
اعترفت «روشكا» لمحمود أن في قلبها نحوه حبًا لا تقدر على وصفه، وشعر هو الآخر بدقات قلبه تنبض حبًا لها.
كانت زوجة محمود الأولى قد رحلت من عام تقريبًا، وشقيقتها هي الفنانة فريدة فهمي نجمة الفرقة، ووالدها دعم الفرقة منذ نشأتها، فكان الأمر يصعب البوح به وهو الحب الجديد أو نية الزواج من اليوغسلافية، إلى أنه وحسب تأكيده للكواكب، لاقى تشجيعًا من الدكتور حسن فهمي وفريدة فهمي، ليتمم زواجه من «روشكا» ويبدأ حياة أخرى سعيدة مع زوجته الجديدة.
حليم بين محمود رضا وروشكا