بقلم – مدحت بشاى
مما لا شك فيه أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل صارم يحب الانضباط ويكره العشوائية فى كل مناحى الحياة، هذا بالطبع ما اكتسبه الرئيس من تربيته العسكرية فى مختلف مراحل تدرجه الوظيفى داخل الجيش المصرى، حتى تركه تحت ضغوط شعبية بالنزول فى الانتخابات والترشح للرئاسة، إلا أن الرئيس السيسى وبرغم كل هذا ظل محتفظًا بطيبته ورقة قلبه على المصريين، رغم قسوته وشدته على أعداء الوطن.
احتفالاً بمناسبة ذلك اليوم العظيم ، تشرفت بدعوة الإعلامية القديرة « سناء منصور « للحوار في تغطية خاصة من جانب قناتها الرائعة ابتهاجا بيوم نصر عظيم على قوى الشر والجهل والتخلف ، وإسقاط حكم جماعة كارهة للوطن والجمال والإبداع والسلام الاجتماعي ، وهي عشيرة كما وصفها من حكم باسمهم غليظة وسميكة جلود عناصرها .. وكان السؤال الأهم باعتباري مواطنا مسيحيا حول مشاعر المصري المسيحي في ذلك اليوم ، ولأن مساحة الهواء المتاحة للمشاركة عادة ماتكون غير كافية لاختزال المشهد العبقري لشعب اعترف بالخطأ ورأى تبعات الاختيار الخاطئ لحاكم يحكمه مرشد لجماعة إرهابية ،وقال أحدهم للرئيس السيسي: « يانحكمكم يا نقتلكم ، وإذا حكمنا لا أقل من ٥٠ سنة تباتة وغلاسة على كراسي الحكم ، أحاول هنا رصد أبعاد ماجرى من وجهة نظر أهالينا أقباط مصر بعد أن ظن أحد عناصر تلك الجماعة الحاكمة أن قمة الإهانة والشماتة مناداتهم «يامسيحييييين» أمام قصر الاتحادية !!
ولكن ، قبل الإشارة لحال المواطن المسيحي على مدى العام الإخواني ، دعونا نتذكر ماحدث في مثل ذلك اليوم الخامس من يوليو ، كانت الحكاية الأبشع التي لن ينساها شعبنا العظيم لإخوان الشر الأسود ... نعم ، في يوم ٥ يوليو ٢٠١٣، شهدت الإسكندرية اشتباكات عنيفة بشارع المشير بمنطقة سيدي جابر بين أعضاء التنظيم والأهالي وقوات الأمن احتجاجًا على عزل الرئيس الأسبق،محمد مرسي، من منصبه إبان ثورة ٣٠ يونيو، أسفرت عن مقتل ما يقرب من ٢٢ شخصًا، وإصابة أكثر من ٢٠٠ آخرين ، والمشهد الأبرز توفي شاب عقب إلقائه من أعلى خزان العقار، والحادث شهده العالم عبر مقطع فيديو متداول هو الشاهد الأعظم على تاريخ جماعة دموية لم يرو ظمأ مجرميها مشاهد الدم عبر مايقارب القرن من الزمان بعد أن غادرتهم كل المشاعر الإنسانية !!
إنني أرى أن أعظم ثمار ثورة ٣٠ يونيو تلك المشاركة الرائعة من جانب نساء وأقباط مصر وحالة الاندماج الوطنية والتفاعل السياسي مع أحوال ومتغيرات الوطن ...
وساعد على تحريض ودفع الأقباط ماتناقلته كل وسائط الميديا من أمور تحريضية لاستهداف وجودهم وسلامة حياتهم ... منها :
رجل حوكم وأدين وتلطخت يداه بدماء عشرات المصريين فى وقائع إرهابية شهيرة، يظهر على إحدى الفضائيات، فيقول للكنيسة: «لا تضحوا بأبنائكم»، مهدداً المسيحيين الذين قد يشاركون فى تظاهرات ٣٠ يونيو المنتظرة.
قيادى فى حزب «الحرية والعدالة» يعلق على أحداث «الاتحادية» التى قُتل فيها عدد من معارضى الرئيس، فيقول إن «٦٠٪ من المعتصمين أقباط»، وهو قول لا يختلف كثيراً عن تعليق شهير قاله أحد أفراد «الميليشيا» التى فضت الاعتصام على شاشة إحدى الفضائيات، حين أراد أن يهجو المعتصمين المندحرين، فعايرهم بالقول: «يا مسيحييييين».
يقف خطيب وسياسى «إسلامى» مفوّه على منصة منصوبة فى ميدان نهضة مصر، قبل ستة شهور، أمام حشود كبيرة من المصريين البسطاء، الذين تم شحنهم من الأرياف والأقاليم فى «أتوبيسات»، ليتظاهروا فى القاهرة، «دفاعاً عن مرسى والشريعة الإسلامية»، فى «جمعة الشرعية والشريعة».يخطب السياسى والداعية فى الجمهور المحتشد بقوة وحماس، ويقول بوضوح: «رسالة إلى الكنيسة المصرية من مصرى مسلم، والله.. ثم والله، إذا تآمرتم واتحدتم مع الفلول على إسقاط مرسى، سيكون لنا معكم شأن آخر».
لقد رأى المصريون جميعا تشهيل إجراءات تمكين الجماعة وخلاياها وعناصرها الإجرامية من مؤسسات الوطن .. أصبح هناك ١١ من بين ٣٦ وزيراً من الإخوان ..١٢ محافظا من بين ٢٧ محافظاً .. ٢٣٥ نائباً بمجلس الشعب من ٤٩٨ نائباً ... ١١٥ في مجلس الشورى من ٢٧٠ .. ٦٠ ٪ من النقابات العمالية .. ١٢ ألف وظيفة في الجهاز الإداري للدولة من الإخوان !!!!