تطوير مصر القديمة.. أستاذ تخطيط عمراني: الدولة تعمل وفقا لاستراتيجية شاملة
أكد الدكتور سيف الدين فرج، أستاذ التخطيط العمراني، أن الدولة المصرية عازمة على التخلص من العشوائيات بشكل نهائي، فرغم إنشاء صندوق تطوير العشوائيات في 2008، إلا أنه لم يتم تفعيله بصورة جيدة إلا في 2014، حيث كانت القيادة السياسية تملك إرادة التغيير، وهو ما كان ينقص الحاكم السابق.
وأكد «فرج»، في تصريح لبوابة «دار الهلال»، أن الدولة بعد 2014 طبقت استراتيجية عمرانية تعتمد على محاور متعددة، منها القضاء على الإسكان العشوائي، وقسمت ذلك الإسكان إلى نوعين، الأول العشوائيات شديدة الخطورة، والثاني الإسكان العشوائي غير المخطط، موضحًا أنه تم منح الأولوية لشديد الخطورة في الإحلال.
وأشار إلى أن الدولة لم تقم بإحلال لأي منطقة عشوائية بعد 2014، ونصبت خيمة إيواء واحدة، بعكس ما كان يتم قبل ذلك، فكل من خرج من وحدته منذ ذلك الحين إما يخرج على وحدة متكاملة وكاملة التشطيب والتأثيث بالأجهزة الرئيسية، سواء الأسمرات وبشائر الخير وغيرها من المناطق، أو يحصل المواطن على مقابل مادي يكفي للحصول على وحدة سكنية، أو في شقة سكنية إيجار جديد لفترة محددة على نفقة الدولة، حتى عودته مرة أخرى إلى منطقته بعد التطوير.
وأضاف أستاذ التخطيط العمراني، أن هذا ما حدث في منطقة تل العقارب، التي كانت تعتبر غير إنسانية تمامًا - على حد تعبيره-، وتحولت إلى روضة السيدة، والتي أصبحت مكانًا آمنًا ولائقًا للمواطنين، وتضم ساحات خضراء وإضاءة وخدمات متكاملة وجيدة رفعت جودة حياة المواطن المصري، مشيرًا إلى أن الدولة منذ 2014 وحتى 2021، نجحت في القضاء على الإسكان العشوائي شديد الخطورة بتكلفة 40 مليار جنيهًا.
وأوضح أن هناك نوعًا آخر من الإسكان العشوائي ليس بخطيرٍ، فمنشآته سليمة، لكن تقوم بالدولة بإعادة تخطيطه مرة أخرى وهو مشروع يتم تنفيذه من 2021 حتى 2030، بتكلفة 318 مليار جنيهًا، مضيفًا أنه خلال هذا المشروع تعمل الدولة على شق الشوارع والطرق وشرايين جديدة للتنمية، وإزالة بعض المساكن في نهر الطريق، وتعويض السكان بشكل عادل ومناسب وكاف.
ولفت إلى أن مبادرة «حياة كريمة»، تضم أيضًا جزءًا منها للإسكان، لأن العنصر الأساسي بها هو إعادة كرامة المواطن المصري من خلال فرص عمل ومسكن مناسب في جميع ربوع مصر، مشيرًا إلى أن الدولة تقوم عن طريق وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية ببناء أكثر من مليون وحدة سكنية سنويًا، وهي وحدات كاملة التشطيب بالإضافة إلى الإسكان البديل وسكن العاملين بالخارج.
وأضاف سيف الدين فرج، أن الدولة تعمل على استراتيجية عمرانية تشمل جميع المحاور، وقد انتهت تمامًا مشكلة الإسكان في مصر، مؤكدًا أن منطقة مصر القديمة وتطويرها يجري وفقًا لاستراتيجية لها محاور محددة، تتمثل في إعادة القاهرة التاريخية إلى ما كانت عليه، حيث يجري تجديدها وتطويرها وإنهاء العشوائيات بها، والأماكن التي كانت غير صالحة مثل عزبة أبو قرن والجيارة وحوش الغجر، تمت إزالتها وإحلالها بمناطق أخرى أكثر أمنًا وحضارية على غرار ما تم في روضة السيدة.