رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حُسن الظن بالله

7-3-2022 | 20:27


إسلام حامد,

كلمات بسيطة تأتي فى الأساس لترسخ بداخلي، وبداخل من يقرأ تلك السطور، اليقين في رحمة الله عز وجل ورفقه بعباده وخلقه أجمعين.

 

مع اشتعال وضع السوق العالمي، جراء الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا، ورغم ما يمر به العالم من موجات غلاء وارتفاع فى الأسعار تضرب الجميع بلا رحمة، نجد الحاجة الماسة إلى شىء واحد فقط مصحوباً بالسعي والعمل، وأداء ما على الإنسان من واجب تجاه أسرته ومجتمعه، ألا وهو حُسن الظن بالله.

 

لا أدعى التزاماً دينياً، فربما أكون الأكثر حاجة وطمعاً إلى التماس المغفرة من خالقي، ولكن حُسن الظن بالله واليقين فى رحمته وكرمه، لهو من أساسيات الإيمان لدى أى إنسان.

يذهب البعض إلى الدخول فى موجة من الاكتئاب والحزن، جراء تلك الارتفاعات فى الأسعار، فيحيلون حياتهم وحياة من حولهم إلى جحيم لا يطاق، ونسى هؤلاء أن من خلق الطير في السماء لا ينساها، وأنه يرزق الدود في قلب الحجر الأصم، وأنه كتب على نفسه رزق عباده، فلا حزن إذاً ولا فزع.

 

أتابع الحياة اليومية لصغار الشارع من قطط وكلاب، تتكاثر وتكبر أجسادها، بلا عائل، أخلد الى التفكير فى معيشتها، كيف كبرت ونمت؟.. فلا أجد إلا إجابة واحدة فقط: أن من خلقهم لهو كفيل بهم تمام الكفالة، هو يطعمهم ويشربهم، إما عن طريق ترقيق قلوب البشر عليهم بالعطف والإحسان، أو عن طريق غير مباشر، عن طريق السعي في البحث عن أرزاقهم فى جنبات الشوارع والحارات، فأطمئن ويهدأ عقلي.

 

وتمر الأيام وأرى من كان منهم صغيراً قد كبر، وأدرك أن لقيماتى البسيطة ليست سبباً مباشراً فى بقائهم على قيد الحياة، ولكنها إرادة خالقهم سبحانه، الذي كتب على نفسه الرحمة ورزق جميع الخلائق، مهما غارت في باطن الأرض أو ارتفعت في عنان السماء.

 

كذلك البشر، ترتفع من حولهم مسببات الحياة وتضيق عليهم أحيانا أرزاقهم، وما عليهم في مواجهة ذلك، إلا الاستمرار في السعي بحثا عن الرزق وجلب المنافع، وضعوا توكلهم على خالقهم، ويقينهم وحسن ظنهم به، ورفعوا أكف الدعاء، فاستجاب لهم، فاستراحت القلوب وهدأت العقول وشبعت البطون.

 

ما كان لنا من أنفسنا شىء، وما كنا برازقي أنفسنا أو غيرنا من شركاء الكون، لكنه سبحانه يرسل لكل حي نصيبه، وما يكفيه، لنا، أو لغيرنا مخبأ ومكتوب لهم داخل أرزاقنا، فحُسن الظن بالله ييسر كل صعب فيحوّل المُر، حلواً، سبحانك ربنا.