دراسة عن تشابه القرود مع الأطفال.. يشعرون بالغيرة من وجود أشقاء جدد
بالنسبة لأي طفل، فإن وصول أخ أو أخت جديد، وما ينتج عن ذلك من صراع لجذب انتباه الوالدين، هو دائمًا وقت مرهق والآن، وجد باحثون في ألمانيا أنه ليس الأطفال فقط هم من يكافحون للتكيف مع وجود شقيق جديد فقد درس الأكاديميون قرود البونوبو في حديقة سالونجا الوطنية، وهي محمية غابات استوائية مطيرة معزولة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ، وسط إفريقيا.
ووفقًا للنتائج، فإن صغار البونوبو يتعرضون لضغوط شديدة عندما يحصلون على أخ أو أخت ولا يتعافون لمدة سبعة أشهر فمن المعروف بالفعل أن صغار البونوبو تربطهم علاقة قوية بأمهاتهم؛ إذا تم فصلهم مبكرًا جدًا، فهناك مخاطرة كبيرة في أن يترك الصغار أنفس يموتون.
من الأنواع المهددة بالانقراض من القردة العليا، وأحد النوعين اللذين يشتملان على جنس 'Pan'، جنبًا إلى جنب مع الشمبانزي وتشتهر هذه الأنواع أيضًا بسلوكها غير الشرعي وتستخدم الجنس كتحية وتوطيد وحل النزاعات.
تبدو قرود البونوبو والشمبانزي متشابهة جدًا وكلاهما يشتركان في 98.7 في المائة من الحمض النووي الخاص بهما مع البشر مما يجعل النوعين أقرب أقربائنا الأحياء.
وقد قادت الدراسة الجديدة فيرينا برينجر في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ بألمانيا، ويقول بهرنجر وزملاؤه في ورقتهم البحثية: "في الثدييات ذات الجنين البطئ ، تمثل ولادة أحد الأشقاء تحولًا تطوريًا كبيرًا".
تشير الدراسات السلوكية إلى أن هذا الحدث يمثل ضغوطًا على الأبناء الأكبر سنًا، لكن الأدلة الفسيولوجية على ذلك غير متوفرة، ولا يزال مجهولاً ما إذا كانت ولادة أحد الأشقاء مرهقة إلى أبعد من مجرد إجهاد الفطام.
تشير نتائجنا إلى أن الانتقال إلى الأخوة أمر مرهق يتجاوز الفطام الغذائي والاجتماعي وتشير إلى أن هذا التأثير قديم تطوريًا وبالنسبة للمشروع، درس الفريق 20 أنثى وستة ذكور من ذرية البونوبو تتراوح أعمارهم بين عامين وثمانية أعوام يعيشون في البرية في منتزه سالونجا الوطني في الكونغو.
سالونجا، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، هو أكبر محمية للغابات المطيرة الاستوائية في إفريقيا، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق المياه.
بالإضافة إلى البونوبو، فهي موطن لأنواع أخرى مهددة بالانقراض مثل الشمبانزي القزم، وطاووس الكونغو، وفيل الغابة، والتمساح الأفريقي ذو الأنف النحيف.
لدراسة الانتقال إلى الأخوة في قرود البونوبو البرية، قام الباحثون بالتحقيق في كل من التغيرات الفسيولوجية والسلوكية وتضمنت التغييرات الفسيولوجية تغييرات في مستويات الكورتيزول، وهو هرمون ضغط رئيسي، وكذلك النوبترين، وهو علامة على المناعة كلاهما موجود في البول وبالتالي يدل على وجوده في الدم.
وفي الوقت نفسه، كانت التغيرات السلوكية الملحوظة هي العلاقة بين الأم والرضيع ومؤشرات التغذية (الرضاعة ، الركوب ، القرب ، ملامسة الجسم ، البحث المستقل عن الطعام) ووجد الفريق أنه مع ولادة شقيق جديد، انخفضت مستويات النيوبترين وزادت مستويات الكورتيزول خمسة أضعاف في النسل الأكبر سناً.
ظلت مستويات الكورتيزول مرتفعة لمدة سبعة أشهر، بغض النظر عن العمر وبشكل حاسم، لم تكن استجابة الإجهاد هذه ناتجة عن إجبار الأبناء الأكبر سنًا على التوقف عن الرضاعة، حيث كان معظمهم مفطومًا بالفعل.
يقول الفريق في ورقتهم البحثية: "كان هذا مرتبطًا بانخفاض المناعة ولكن ليس بالتغيرات السلوكية.