رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المشاركون بندوة «التنمية الأسرية» يطالبون بتجديد الخطاب الديني وفتح حوار مجتمعي

9-3-2022 | 11:10


جانب من الفعالية

دار الهلال

دعا المشاركون في الندوة التي نظمها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بعنوان "ركيزة أساسية: الوعي الإعلامي والديني والمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية"، إلى حشد الطاقات وإشراك كل فئات المجتمع في حوار مجتمعي حول تلك القضية المهمة.

وشدد المشاركون بالندوة على أهمية الوعي الديني والإعلامي لتحقيق أهداف المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، ويعد أحد أهم المشروعات التي تأتي في إطار بناء الإنسان.

ونبه المشاركون من أن الزيادة السكانية تعد أحد أسباب عرقلة جهود التنمية، لاسيما فيما يتعلق بتداعياتها السلبية على ملفي الصحة والتعليم، داعين كل مؤسسات الدولة للمشاركة في رفع وعي المواطن نظرًا "لأنه بدون هذا الوعي فلن نستطيع أن ننجز الكثير في هذا المشروع". 

وفِي كلمته بالندوة، قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز، إن هذا المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية يعد أحد المشروعات العملاقة التي تبنتها الدولة المصرية، ويجب أن تتضافر الجهود لكي ينجح هذا المشروع.

وأكد ضرورة أن يسير هذا المشروع بالتوازي مع الوعي الإعلامي والديني ومع كل جهود تنمية الأسرة المصرية، مذكرًا بأن قضية تحديد النسل هي قضية مطروحة منذ الستينيات، قائلًا: "إذن نتحدث عن قضية قديمة تتطلب مقاربات جديدة".

وأضاف اللواء الدويري أن طبقات المجتمع العادية هي المستهدفة ولذلك فمن المهم أن تكون اللغة المستخدمة مفهومة، وأن من يتحدث في هذا الأمر يكون مقنعًا حتى تصل الرسالة صادقة مقنعة للمتلقي، مشددًا على أننا نحتاج إلى خطة لتنفيذ تلك الرؤية وهذا المشروع.

من جانبه، قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى، مدير مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية، إننا نتحدث عن قضية نموذجية وهي قضية تنمية الأسرة المصرية، ونبه من خطورة التأخر في التعامل مع تلك القضية والذي اعتبرها تعرقل عجلة التنمية. 

ولفت الورداني إلى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تجديد الخطاب الديني، ويمثل رسالة لتحصين القيم وتحسين الوعي وترميم المجتمع ودعم التنمية، معتبرًا بأن المشرعين أمام فرصة حقيقية للتعامل مع القضية السكانية نظرا لكونها فرصة جيدة في مسألة تطوير الأدوار وتجديد الخطاب الديني في المجتمع و تحويله إلى خطاب أكثر فاعلية. 

وشدد على أهمية الاستثمار في وعي كل المواطنين الجاهزين للتعامل مع الأسرة، وضرورة الاهتمام بتأهيل "أسرة المنشأ" وهي العائلة والأسرة الممتدة، والتي وصفها بأنها "الأخطر على القضية السكانية" وعليها أن تدعم الأسرة الجديدة والتشجيع على عدم التسرع في الإنجاب، منبهًا من خطور ما اسماه "بالطفل السريع".

وأشار إلى ضرورة مواجهة العادات السلبية والمفاهيم الخاطئة التي استخدمتها التيارات المتطرف، وذلك في إشارة إلى "فكرة التكاثر"، محذرًا من أن عدم التحدث في تلك المسائل وتركها يؤدي إلى عدم حلها جذريًا، وقال: "نحن لا نريد أن نعيش عصر النبي بل نريد العيش كحياة النبي صل الله عليه وسلم.. ولذلك فلابد من خريطة للمفاهيم التي تعطل عملية تنمية الأسرة وكيفية الرد عليها".

ودعا الدكتور عمرو الورداني إلى تربية جيل جديد من داعمي قضايا الوطن والتواصل الفعال والتأثير في القضايا، وإلى تكوين ما اسماه "فريق التدخل السريع" المتمثل في المبدعين لاستكشاف أماكن بؤرة تفتيت التنمية. 

من جانبه، دعا الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقًا، كل وسائل الإعلام لتقديم خطاب يتناسب مع لغة المواطن لكي تصل إليه الرسالة بنجاح، مشددا على أهمية دور المجلس القومي للسكان ووزارة الصحة في ملف الزيادة السكانية وتنمية الأسرة.

ونبه عميد كلية الإعلام سابقًا من أن معظم أمراض التطرف والعدوانية تأتي نتيجة السنوات الأولى في حياة كل طفل التي يحتاج فيها إلى الاهتمام والرعاية.

وأكد الدكتور سامي عبد العزيز أهمية تجديد الخطاب الإعلامي وفتح الحوار المجتمعي في تلك القضية، منوها بأن إشراك المواطن في النقاش سيجعله يعيد النظر في طريقة تفكيره لأننا سنجعله طرفا.

كما أشار إلى ضرورة طرح بدائل وأمثلة ومقارنات ودعم القيم الإيجابية لاسيما بالتأكيد على اتباع الزواج في السن الشرعي، فضلا عن تنوع الرسائل وعدم استخدام المشاهير في مثل تلك الحملات نظرا لأنه "إذا أردت أن تؤثر في الناس فابدأ من عند الناس".

ولفت إلى أهمية أن يكون الإعلام لديه فهم حقيقي للمستمع وعدم تقديم مفهوم عالي للمواطن والتحدث معه بلغته، داعيا القائمين على البرامج الإعلامية خاصة "التوك شو" بدراسة القضية قبل طرحها، ونصح قائلا :" اعرف 100 معلومة ولا تقل إلا عشرة واترك الـ90 للحوار المجتمعي".

وأضاف :" وعلينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا .. فآخر حملة للسكان كانت عام 2009"، موضحا أنه لكي تنجح في تعديل سلوكيات ومنظومة قيم فلابد من الاستمرار.

واختتم الدكتور سامي عبد العزيز كلمته بالتأكيد على حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية بساطة اللغة والمخاطبة التي تدخل لقلب وعقل المواطن البسيط.

وأدار ندوة "الوعي الإعلامي والديني والمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية"، الدكتور صبحي عسيلة، رئيس تحرير الموقع الإلكتروني، رئيس وحدة الرأي العام بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بحضور اللواء محمد إبراهيم نائب مدير المركز، والدكتور عبد المنعم السعيد رئيس الهيئة الاستشارية للمركز، بجانب مشاركة عدد من الإعلاميين.