سيطرت حالة من الأسي والحزن على بعض الفنانين في مصر بسبب قلة أعمالهم، والظروف المعيشة الصعبة التي يمرون بها، مما جعل بعضهم يلجأ إلى أعمال أخرى بجانب الفن تساعدهم على الحياة بشكل أفضل، وآخرون قرروا ترك الفن نهائيًا، وبدء حياة عملية جديدة.

ويخرج علينا من حين لآخر أحد الفنانين يكشفوا لنا حالتهم وما وصل إليه الوسط الفني من مشكلات تؤدي به إلى الإنصراف فنيًا ومواصلة حياته في مجال ثاني يلقي فيه بكل النعم التي لم يحصل عليها في الفن، لعل أكثر تلك الأسباب هي قلة توفير فرص العمل لهم، وضعف الأجور، أو تجاهلهم، وتوفير ميزانية الأعمال من قبل شركات الإنتاج التي تلجأ أحيانًا إلى إظهار شخصيات جديدة وغيرها من الأسباب، فقد أصبح الوسط الفني صعبًا على ساكنيه.

وكان آخر هؤلاء الفنانين شريف إدريس الذين قرر أن يترك الفن بسبب قلة الأعمال التي تعرض عليه، وعدم قدرته على تغطية مصاريفه الشخصية والأسرية من الفن.

 حيث فوجئ صباح اليوم، الجمهور بنشره نبأ اعتزاله على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث كتب: " بعد 35 سنة سعي وتعب وشقى في الوسط الفني قررت الاعتزال والابتعاد تماما وتغيير مسار حياتي وأي حد عنده فرصة سفر ليا هاكون شاكر ليه وده طلبي الوحيد.. وده قرار أخدته بعد ما الأمور وصلت في الوسط الفني لمرحلة عبثية وصلت إني بقيت بشوف بعض الزملاء بيشحتو الشغل علني علشان يشتغلوا لأن الشغل بقي متقسم علي ناس معينة.. فلو الأمور وصلت لكده أبعد أحسن.. وحتي لما بيجي شغل بيتفرض عليك توافق بأقل الفلوس وتخرج من الشغل مديون..ومواقف مهينة".

وتابع: "هحكيلكم موقف حصل معايا من أسبوع.. اتصل بيا حد قالي عايزين حضرتك بكره عندك تصوير في مسلسل كذا بس هتدفع عشرة في المية للكاستينج دايريكتور..كان هيجيلي جلطة بعد ماقفلت المكالمة ووافقت علشان أنا محتاج اشتغل ومحتاج فلوس..وماقدرتش أستوعب الفكرة بصراحة إني بعد العمر ده مضطر أدفع علشان اشتغل فاتصلت واعتذرت…وده الحال حاليا إن الأمور بقت في إيد كاستينج دايريكتور..وده موقف من مواقف كتير مريت بيها لو حكيتها محتاجه كتاب مش بوست عالفيس.. فطالما الشغل بقي لازم يتدفعله..وطالما الشغل بقي بالشحاته..يبقي بلاش أحسن".

وأضاف إدريس: أنا طول عمري راضي الحمد لله.. بس حقيقي أنا وصلت لمرحلة اكتئاب وصلتني إني بقيت بنام أحلم بكابوس إني بقتل عيالي وبقتل نفسي لأني وصلت لمرحله نفسية ومادية إني بقيت مش قادر أربيهم ولا أصرف عليهم وأنا عندي تلات أطفال بعبدهم عبادة متخيلين حجم المسؤولية..وبقيت مديون لطوب الأرض.

وأكد انه سيرفض أي عمل يعرض عليه بعد هذه المنشور قائلًا: "حقيقي لو اتعرض عليا بطولات بعد البوست ده هرفضها لأن البوست ده هو نهاية علاقتي بالمجال اللي اتربيت فيه ودرسته وعشت فيه كل تفاصيل حياتي والحمد لله على كل شئ.. همسح إبلكيشن فيسبوك من تليفوني لأني هنزل ابيع تليفوني أصلا.. فأنا هاكون متاح أونلاين لحد بالليل.. لو حد عنده فرصة شغل وسفر ليا ومش معاه رقمي ياريت يجيبه من أي حد".

وأضاف شريف إدريس: "ملحوظة: أنا مش محتاج طبطبة من حد أنا محتاج فرصة سفر وشغل تخليني أعيش ولادي حياة كريمة وبس، شكرا ليكم محبتي للجميع..هاين عليا اقوم أرمي نفسي من البلكونه بعد ماوصلت اني أكتب البوست ده".

كريم الحسني

كما تصدر الفنان كريم الحسيني، اهتمامات رواد التواصل الاجتماعي، خلال الفترة الماضية، بعد نشره مقطع فيديو له، ظهر فيه وهو يقوم ببيع القهوة والمشروبات الساخنة على الطريق، بسبب عدم عمله في الوقت الحالي.

ونشر "الحسيني"، الفيديو عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعلق قائلًا: «مشروعى الجديد.. الشغل مش عيب.. حلمك ملوش تاريخ صلاحية». 

حسين أبو حجاج 

وقال الفنان حسين أبو حجاج في تصريحات إعلامية: أنه بدأ العمل في مجال الكوتش، قبل عمله في مجال التمثيل، وأشار إلى أنه عندما أشتهر وكان يعمل في أعمال فنية كثيرًا كان دايماً الذهاب إلى ورشته حتي يستطلع الوضع هناك ويطمئن أن العمل يسير بشكل أفضل.

وتابع أبو حجاج: "عملي في الفن، لم يمكني من إغلاق الورشة، والتفرغ له فقط، وأنه لم يتمكن طوالي مسيرته الفني من تكوين مبلغًا كبيرًا من المال"، وأشار إلى أن عمله في الكوتش مكنة من تعليم ابناءه في مدارس خاصة ودخولهم بعد ثانوية عامة.