شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، فعالية إبداعية كبيرة، في إطار احتفالية الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، استعرض خلالها مجموعة منتقاة من الفنانين والمبدعين الشباب تصوراتهم حول المستقبل، مستشرفين آفاقا جديدة للثقافة والفن والإبداع، لتحقيق الرفاهية الوجدانية والجمالية للعالم.
وقد شارك في هذه الفعالية، التي عقدتها منظمة الإيسيسكو، بشراكة مع منظمة اليونيسف، ومؤسسة كونراد أديناور، ومؤسسة هبة بالمملكة المغربية، اليوم الخميس (10 مارس 2022)، حضوريًا في مقر الإيسيسكو بالرباط وعبر تقنية الاتصال المرئي، عدد من ممثلي المنظمات والمؤسسات الدولية المتخصصة، والفنانين التشكيليين، والموسيقيين، والمصورين الفوتوغرافيين، من العالم الإسلامي وخارجه.
واستهل الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، الجلسة الافتتاحية بكلمة رفع فيها أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على موافقته السامية لمقترح الاحتفال بمدينة الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022، منوها إلى أن "المستقبل كما تخيله فنانون شباب" هو أول موضوع للنشاطات التي سيساهم بها مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي في هذه الاحتفالية، وأوضح أن هذا الاختيار ينبع من رؤية الإيسيسكو الجديدة والتطويرية لبرنامج عواصم الثقافة في العالم الإسلامي، لجعل الاحتفال بها مناسبة لاستشراف مستقبل العمل الثقافي.
وأكد بن محمد المالك، أن الإيسيسكو تضع الشباب في صميم اهتماماتها، وتضع الثقة في قدراتهم، ليس في بناء المستقبل فحسب، بل في تجسيد الآفاق الثقافية بمختلف الأشكال الفنية، وأن مشروع "المستقبل كما تخيله فنانون شباب" يأتي ليعبر جليًا عن التزام الإيسيسكو بدعم المواهب الفنية الشابة في العالم الإسلامي وخارجه، والاستثمار فيها من أجل ضمان نجاحها، مؤكدًا عزم المنظمة دعم الفنانين الشباب ليصبحوا قادة المستقبل.
من جانبه أكد السيد مصطفي مسعودي، الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب بالمملكة المغربية، أن الوزارة تولي أهمية كبيرة للفن واستشراف المستقبل، وتشجع الفنانين الشباب للنهوض بالاقتصاد الوطني وتطويره، مستعرضًا مجهودات الوزارة في تأطير وتكوين الشباب في مجال الثقافة.
وفي كلمته، أشار السيد مروان فشان، المدير العام لمؤسسة هبة، أن المؤسسة تهدف إلى دعم مبادرات الشباب في مجال الفنون وبناء المستقبل، حيث إن شباب اليوم هم صناع القرار في المستقبل، وبالتالي يجب أن نوفر ما أمكن من الآليات المناسبة ليصبحوا قادة الغد، فيما أكدت السيدة نسيم أول، الممثلة المساعدة لليونيسف في المغرب، ضرورة ضمان انخراط جميع الأطفال في الحياة الثقافية والفنية، وأهمية صقل مهاراتهم في مجال التكنولوجيا.
وقدمت السيدة دانييل بايي، المديرة الإقليمية للوكالة الجامعية للفرنكوفونية المغاربية، عرضًا حول لماذا يجب أن نركز على جهود الفنانين لاستشراف المستقبل، مشيرة إلى أن تحديات المستقبل مرتبطة بالإبداع والابتكار لتوجيه العالم نحو الأفضل، فيما أكد الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي، الحاجة إلى تحقيق أحلام وتصورات الفنانين، مبرزًا دور الفن والإبداع في بناء المستقبل.
وعقب الجلسة الافتتاحية، بدأت أعمال الجلسة الأولى تحت عنوان: الفن والمستقبل، حيث جمعت بين الفنانين للحديث عن أعمالهم وتصوراتهم حول المستقبل، وإبداء آراءهم وعرض تجاربهم الرائدة، ليعقب ذلك عقد ورشات عمل لفائدة المشاركين من أجل تعريـف الفنانيـن بمفهـوم الاستشراف وجمـع إسهاماتهم الغنية حـول المسـتقبل.