لحظة صدق.. الأسعار.. ورمضان!
لا حديث للبيوت المصرية هذه الأيام إلا عن ارتفاع أسعار البيض والدواجن واللحوم والكل يتساءل وماذا عن ياميش رمضان والسلع الرمضانية، والحقيقة أن الأسعار بدأت ترتفع، والجنون يصيب الأسواق، مع اختفاء بعض السلع.. وفي المقابل إجراءات حكومية مشددة لمواجهة الأزمة، ففي ظل الحرب المشتعلة فى أوكرانيا.ِ. يمر العالم كله بأزمة وموجة غلاء طاحنة.
الحمد لله من قبل اندلاع الحرب وسياسة مصر تقوم على ترشيد الاستيراد ومنع الممارسات الاحتكارية والاعتماد على إنتاجنا المحلي من السلع والمحاصيل والحبوب والخضروات، كما وضعت الحكومة سياسات لمنع البناء على الأرض الزراعية وزيادة الحد الأدنى للأجور، صحيح أن موجة الغلاء طالت معظم السلع الأساسية فتأثرت أسعار القمح والمكرونة والأرز والسكر والزيت الذي نستورده بكميات كبيرة.. لكن الحكومة اتخذت إجراءات استباقية جيدة منها زيادة الرقعة الزراعية وزيادة المساحة المخصصة لبعض المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والأرز، وتشجيع مشروع البتلو ومنع تصدير السلع الرئيسية والإستراتيجية لمدة 3 شهور مثل العدس والأرز.. وتشديد الرقابة على الأسواق وإقامة شوادر وأسواق رمضانية بأسعار مخفضة بكل الأحياء.
لن نضع رؤوسنا في الرمل، فهناك حرب عالمية تأثرت بها حركة التجارة والتأمين على السفن والشاحنات والعالم كله على سطح صفيح ساخن.. وعلى المواطن أيضا أن يقوم بدوره.. رضينا أم أبينا لابد من ترشيد الاستهلاك وتغيير بعض العادات والسلوكيات التي لا تتفق مع تعاليم ديننا الحنيف الذي جعل شهر الصوم لنشعر بالفقير ونتعاطف معه وليس لجعله شهر الأكل وإعداد الطعام بلا حساب!
الحرب عالمية.. وتأثيرها على الكل، ولا يستطيع أي خبير اقتصادي أن يقول إننا بعيدين عن المشهد على الأقل سيكون هناك ارتفاع تكاليف الشحن، مع ندرة السلع وحرص كل دولة على توفير المنتج لمواطنيها أولا.
نعم بعض التجار يحجبون السلع ليبيعونها بأسعار مرتفعة وهو تصرف سيئ جدا إنما الأزمة على الكل ولابد أن نتحول الى شعب منتج وتعود القرية لدورها في إنتاج الغذاء وتربية الدواجن والنحل وإنتاج العسل.. لا بد أن تحاول كل أسرة أن تنتج وترشد من الاستهلاك.
واضح أن الحكومة تبذل جهدا كبيرا وإن شاء الله ربنا يعدي موجة الغلاء على خير على مصر وشعبها.. ورمضان كريم، ويا رب تختفي مظاهر البذخ في رمضان وتنتشر مظاهر التكافل الاجتماعي أكثر مثل شنط رمضان وموائد الرحمن.. وكل عام واحنا بخير ومصر دايما وشعبها قادر علي تخطي كل صعب، الأزمة عالمية ونحن قادرون بتماسكنا وتكافلنا وتديننا أن نحتفل ونقضي رمضان سعيد بإذن الله.
وكل عام وأنتم بخير