في ذكرى ميلاد الشاعر الثائر.. يهودية أحبها درويش ورفض الزواج بها انتماء للوطن
تحل اليوم 13 مارس ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ويعتبر واحدًا من أهم وأشهر الشعراء الفلسطينيين والعرب، ولد "درويش" سنة 1941 في قرية البروة الفلسطينية.
ويعد "درويش" أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ويعتبر أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، فمزج شعره بحب الوطن والحبيبة الأنثى.
ولم يكن درويش صاحب حظ جيد في النساء، فقد مر بثلاث تجارب نسائية، وأول هذه التجارب: هي "ريتا"، فتاة تخفت في سطور شعره أعطاها درويش اسما مستعارا لكي لا ينطق اسمها فيدق قلبه بالحنين لها اسمها الحقيقي "تامار" أحبها درويش وهي في الـ16 من عمرها وقابلها أول مرة بعد أن أنهت رقصتها في عرض أمام الحزب الشيوعي الذي كان ينتمي له درويش، ووقع بشباك حبها لتقابلهما صعاب كونها يهودية من أب بولندي وأم روسية وافترق الحبيبان.
أشعلت قصائد محمود درويش عن ريتا فضول جمهوره الكبير في معرفة من هي تلك الفتاة التي كسبت قلب الشاعر ليكشف درويش عام 1995، في مقابلة تليفزيونية مع الصحفية الفرنسية "لور إدلر"، أن "ريتا" اسم فني مستعار لا وجود له بمعنى أصح خيالي، ولكنه مقتبس من ملامح إنسانة موجودة أو كانت موجودة، فتلك قصة محفورة عميقًا في قلبه.
"أنا لا أنام لكي لا أحلم".. كلمة قالها درويش معبرًا عن خوفه ليحلم فيحن قلبه إليها، وقال إنها انضمت لجيش الاحتلال الإسرائيلي وهذا سبب انفصالهما، فلم يختر هو أن يخلق شاعرًا قوميًا عاشقًا لبلاده وهي لم تختر أن تكون يهودية إسرائيلية، حسبما ذكر "درويش".
- الزواج الأول: عرض من اللقاء الأول وموافقة
التقى درويش عام 1977 رنا صباح قباني، ابنة أخ الشاعر نزار قباني، وتروي رنا في مذكراتها التي قامت بنشر أجزاء منها في القدس العربي، أنها حضرت أمسية شعرية لدرويش في أمريكا، وقالت: "في اللحظة التي جلست أثناءها، كانت عينا محمود تحدقان بالأسود الطاغي المتنافر مع بياض جلدي. كان ينظر بفضول واستغراب، وحين رفع عينيه، وجد أنني أمسكته متلبسًا بالنظر إلى ساقي، فضحكت. حينها، بدأ هو الآخر بالضحك اللا إرادي، ثم التثاؤب من دون توقف".
وبعد انتهاء الأمسية، قال لها: "اسمحي لي بسؤالك على انفراد للحظة، هل تقبلين الزواج مني؟" وتقول رنا: "أجبت بنعم، أقبل الزواج منك"… وحصل ذلك على وجه السرعة، وسافرا بعدها إلى لبنان الغارق بالحرب الأهلية وتضيف: "وفي الأيام التي تلت وصولنا إلى لبنان مدمر، لم يخرج بعد من حربه الأهلية، ازدحمت شقتنا الصغيرة بعدد هائل من الزوار، قادهم فضولهم ليأتوا للمباركة لمحمود بزواجه المفاجئ. لم يفهموا كيف ولماذا كتب كتابه على فتاة شامية تصغره بست عشرة سنة، أعادها معه من رحلة قصيرة إلى واشنطن
ظل زواجهما ثلاثة أعوام أو أربعة، وغادرت رنا لتحصل على شهادة الدكتوراه في جامعة كمبريدج.
الزواج الثاني لم يدم أكثر من عام
منتصف الثمانينيات تزوج درويش من المترجمة المصرية حياة الهيني، ولا تفاصيل عن هذا الزواج الذي استمر لمدة عام، تقول حياة الهيني عن انفصالهما: "التقينا محبين وافترقنا محبين"، ويقول درويش: "لم نُصب بأية جراح، انفصلنا بسلام، لم أتزوج مرة ثالثة ولن أتزوج، إنني مدمن على الوحدة. لم أشأ أبدًا أن يكون لي أولاد، وقد أكون خائفًا من المسئولية، ما أحتاجه استقرار أكثر، أغيّر رأيي، أمكنتي، أساليب كتابتي، الشعر محور حياتي، ما يساعد شعري أفعله وما يضره أتجنبه".
حصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، درع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.
وتوفي محمود درويش في التاسع من أغسطس عام 2008، بعد عملية قلب مفتوح أجراها في مركز تكساس الطبي بهيوستن، الولايات المتحدة الأمريكية، دخل بعدها في غيبوبة، ليعلن الأطباء وفاته بعد رفع الأجهزة عنه حسب وصيته، فقد صرح قبل العملية بأنه لا يريد أن يعيش وهو ميت إكلينيكيًا.