رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عندما رأيت صفاء!

14-3-2022 | 19:10


د. هبة سعد الدين,

لم يكن احتلال اسم الفنانة صفاء أبو السعود مؤشرات البحث بعد رؤيتها كفراشة تتهادى على المسرح بين الأطفال صدفة، فقد أثار ظهورها مساحة من الحنين والذكريات بعد غياب سنوات وسنوات؛ لم تكن فحسب الأحد عشر عاما الأخيرة، بل ما سبقها من سنوات منذ أن ارتبط اسمها باحتفالات أعياد الطفولة التى كنا ننتظرها بكلمات الرائع الراحل نادر أبو الفتوح وألحان الجميل عمار الشريعى، فنرى الفلة والياسمينة فى صفحات كتاب، وفجأة تتحول "الصابونة" والفرشاة إلى كائنات يمكننا أن نشاركها الحوار، ليردد كل طفل حكايته، فقد كانت الأوبريتات تتداخل مع اليوميات وتضخ المزيد من الخيال والرؤية لما وراء الأشياء.

 

ذلك الجيل كان على يقين أن الشمس "البرتقانى" تدين له بال "سِنه" من خلال شجن صوت الفنان عبد المنعم مدبولى ويعرف قصة مصنع الشيكولاتة التى تحولت إلى مسرحية بطلها الفنان سمير غانم، ولذلك شكلت تلك الأوبريتات والمسرحيات التى كانت تنتج خصيصاً للاطفال "طفولة" قادرة على التمييز بين الجيد والردئ.

لم تكن الاحتفالات والمسرحيات تقف بمفردها، بل شاركتها أغنيات للاطفال تسعى لإمتاع الخيال ولا نجد غيرها حتى الآن بعد كل هذه السنوات!

 

على الشاطىء الآخر.. كانت برامج الأطفال تقف فى ذات الخندق، بطبيعة مختلفة كل يوم، أدركت علاقة الطفل بالشخصيات الخيالية وتفاعله معها، فكان "بقلظ" ماما نجوى و"كرنبه" ماما فاطمة، ومن خلال ماما عفاف الهلاوى كانت "سينما الأطفال" أحلى حقيقة وأحلى خيال، وكما ظهرت "ماما" بحضورها على مدى الأيام، كان "بابا" ماجد يفتح الافاق الرحبة بصوته العذب وحكاياته الكارتونية وذهابه للمواهب ومجيئه بالحواديت حتى ارتبط اسمه بالعصفورة "ياسمينة" التى تكن فحسب تطير.

لم تكتفِ البرامج بتلك الجوانب، بل كانت "النشرة" الأسبوعية التى يقدمها الأطفال وكذا "برلمان" الطفل الذى يناقش فيه الاطفال واقعهم مع الكبار!

ثم توالت الشخصيات بدون برامج فكان "بوجى وطمطم وبكار" ومن حولهم ؛ شخصيات انتظرها الكبار والصغار فى رمضان، تلك السيمفونيات لم تكن كل منها تعزف بمفردها ؛ بل كانت تشكل حالة استمتع بها الجميع ؛ الطفل الذى وجد عوالم غاص فيها واستطاع رؤية ما حوله بشكل جديد، والاهل الذين شاركوه كل ذلك وعاشوا طفولتهم من جديد أو على الأقل كانوا على ثقة فى أنه يستمتع ويبحر فى عوالمه الرحبة.

كل ذلك قدمته الدولة من خلال جهاز إعلامى "عظيم" يدعى ماسبيرو!!! كان بمفرده يدعم الأفكار التى كانت مبتكرة فى ذلك الوقت ويأتى بكل جديد!!

بالطبع لا يمكننا أن نعيد عجلة الزمن للوراء ؛ متناسين كافة التطورات والتغييرات التى حدثت، بل لابد من البحث عن وسائل قادرة على القيام بتلك الأدوار فى ظل التطورات التكنولوجية التى تجاوزت الخيال، فلا يمكن أن يستمر الصمت أمام جميع أنواع الرياح التى تعصف بالجيل الجديد.