قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لأول مرة منذ الضربة العسكرية الروسية لأوكرانيا، إن بلاده تخلت عن فكرة انضمامها إلى حلف الناتو، مقابل اتفاق السلام مع روسيا.

ويمكن القول أن تصريحات زيلينسكي  جاءت في أعقاب حديثه مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وممثلين من دول البلطيق وشمال أوروبا عبر مؤتمر بالفيديو اليوم، والذي قال فيه إن غزو فلاديمير بوتين قوض البنية التحتية الأمنية الأوروبية من خلال غزو دولة ذات سيادة، وأعرب عن إحباطه من عدم السماح لأوكرانيا بالانضمام لحلف شمال الاطلسي.

وقال زيلينسكي، إن سياسة "الأبواب المفتوحة" للتحالف لم تنجح في أوكرانيا، وبالطبع أوكرانيا ليست عضوا في الناتو، مضيفا "لقد سمعنا لسنوات عديدة عن الأبواب المفتوحة، لكننا سمعنا أيضًا أنه لا يمكننا دخول تلك الأبواب، هذه هي الحقيقة وعلينا ببساطة أن نقبلها كما هي".

وطالب الرئيس الأوكراني، بمنع سفن البحرية الروسية من دخول الموانئ في جميع أنحاء العالم، وفرض حظر تجاري كامل عليها، واستبعاد جميع البنوك الروسية من نظام الرسائل المالية السريع " Swift"، وزيادة الإمدادات العسكرية لأنها تُستنفد بسرعة، قائلا:"المبلغ الذي نحصل عليه في الأسبوع نستخدمه عادة في غضون 20 ساعة، كما أن العقوبات الغربية ليست كافية، لإنهاء العدوان الروسي".

كما انتقد الشركات التي واصلت التعامل مع روسيا محذراً من أنها "لا تهتم بـ 97 طفلاً قُتلوا حتى الآن" وأدان القادة الدوليين لكونهم "صامتين" أثناء الاستيلاء على محطات الطاقة النووية وقصفها، وقال يجب أن نعترف بروسيا كدولة مارقة، للتأكد من أن هناك سلامًا في أوروبا وأوكرانيا.

وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن هناك العديد من العقبات التي تقف أمام أي اتفاق سلام، حيث إنه  سيواجه أي اتفاق بين موسكو وكييف عددًا لا يحصى من الصعوبات، بما في ذلك ما إذا كانت القوات ستحترم وقف إطلاق النار وما إذا كان يمكن الوثوق بروسيا للوفاء بصفقة سلام نهائية. 

يبدو أن كلا الجانبين يتقبلان فكرة وقف إطلاق النار، والذي سيسمح لأوكرانيا بالحصول على مساعدات إنسانية تشتد الحاجة إليها إلى المدن، والتي أصبح بعضها الآن تحت الحصار منذ أسابيع.

كانت مدينة ماريوبول الساحلية الأكثر تضرراً وهي المدينة المطلة على البحر الأسود، والتي كانت بلا ماء أو طعام أو كهرباء منذ الأول من مارس، واستمرت الأوضاع هناك في التدهور، لكن حدثت بعض عمليات الإجلاء في الأيام الأخيرة، حيث غادرت المدينة اليوم 2000 سيارة مدنية، على طول "الممر الإنساني"، يأتي ذلك بعد أن تمكنت بضع عشرات من السيارات من المغادرة أمس، لكن الظروف في مدن أخرى تستمر في التدهور، قبل وقت قصير من حديث زيلينسكي، فرض رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو حظر تجول لمدة ثلاثة أيام في العاصمة، ومنع المدنيين من الخروج وحذرهم من الاستعداد لقصف مكثف من قبل رجال بوتين.

وقال كليتشكو في بيان على تليجرام: "اليوم لحظة صعبة وخطيرة"، "هذا هو السبب في أنني أطلب من جميع سكان كييف أن يستعدوا للبقاء في المنزل لمدة يومين، أو في حالة انطلاق صفارات الإنذار، في الملاجئ".