يوم المرأة المصرية.. من التهميش لـ«عصرها الذهبي»
تحتفل نساء مصر، اليوم الثلاثاء، بيوم المرأة المصرية، والذي يوافق يوم 16 مارس من كل عام؛ ليوثق بطولة ونضال سيدات مصر عبر تاريخها ضد الاستعمار ومن أجل الاستقلال، والمعارك التي كن حاضرات فيها بقوة من أجل دعم الوطن واستقراره اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا.
وقد كانت المرأة المصرية مشاركة بفعالية في صناعة القرار في مصر، وظهر ذلك جليًا في العديد من المواقف والمحطات في تاريخ مصر، ومن بينها ثورة 30 يونيو 2013، حيث كانت مشاركتها فيها قوية وعكست حرصهن على حماية البلاد وإنقاذها من النفق المظلم التي كانت تسير فيه آنذاك.
ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014، حرص على تعزيز تمكين المرأة وتأكيد دورهن في المجتمع، فدائمًا ما يصفهن بأنهن «عظيمات مصر»، مؤكدًا أهمية دورهن في استقرار الوطن ومواجهة كافة التحديات التي تشهدها مصر.
يوم المرأة المصرية
ويوثق 16 مارس ذكرى ثورة المرأة المصرية عام 1919 ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، ولاسيما استشهاد السيدة «حميدة خليل» أول شهيدة مصرية من أجل الوطن، ليصبح هذا اليوم من كل عام مناسبة وطنية تبرز دور المرأة المصرية عبر التاريخ.
ففي 16 مارس 1919، تجلى المشاركة المصرية في ثورة الشعب آنذاك، حيث تظاهرت في هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي، رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية، ومنددين بالاحتلال البريطاني والاستعمار، وخلال هذا اليوم سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن: «نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح».
وكانت هدى شعراوي، تعد من أبرز الناشطات المصريات اللاتي شكلن تاريخ الحركة النسوية في مصر في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وفي 16 مارس عام 1923، دعت لتأسيس أول اتحاد نسائي في مصر، وكان على رأس مطالبه رفع مستوى المرأة؛ لتحقيق المساواة السياسية والاجتماعية للرجل من ناحية القوانين، وضرورة حصول المصريات على حق التعليم العام الثانوي والجامعي، وإصلاح القوانين فيما يتعلق بالزواج.
وكذلك في 16 مارس عام 1928، دخلت أول مجموعة من الفتيات إلى جامعة القاهرة، وفي اليوم نفسه أيضًا عام 1956، حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشيح، وهو أحد المطالب التي ناضلت المرأة المصرية من أجلها، وهي التي تحققت بفعل دستور 1956، وواصلت المرأة المصرية في المشاركة في مختلف أوجه الحياة سواء سياسيًا أو اجتماعيًا.
وقد كانت ثورة 30 يونيو، بمثابة ثورة المرأة المصرية بعد أن عانين في ظل حكم الجماعة الإرهابية، التي سعت بكل قوة لتهميش دورها والانتقاص من مكتسباتها، لتخرج المرأة في 30 يونيو من أجل إنقاذ البلاد، وهو ما تحقق بالفعل بفضل اصطفاف الشعب المصري بكل فئاته من أجل تحقيق هذا الهدف.
وبعد ثورة 30 يونيو، وتحديدا منذ تولي السيسي رئاسة البلاد، وعبر الـ7 سنوات الماضية، حصلت المرأة المصرية على العديد من المكتسبات، لتبدأ «عصرها الذهبي» في ظل قيادة سياسية تؤمن بدورهن وتقدره، حيث حصلت المرأة على العديد من المكتسبات من أهمها تعيينهن قاضيات في مجلس الدولة، بجانب تعيينهن في كافة المناصب التنفيذية وزيادة تمثيلهن في السلطة التشريعية.