أبرزها تحسين جودة الحياة.. عوائد بيئية واجتماعية واقتصادية لمشروع «ممشى أهل مصر»
يعد مشروع ممشى أهل مصر المرتقب افتتاحه خلال الساعات القليلة المقبلة بمثابة متنفس جديد للمواطنين حيث يضم المشروع ممشى ومحال تجارية ومساحات ترفيهية وغيرها من الخدمات وسياحة اليخوت، التي تسهم في تحقيق عوائد بيئية واقتصادية واجتماعية من خلال خلق فرص عمل جديدة وكذلك القضاء على تلويث النيل وكذلك إضافة لجودة حياة المواطنين بخلق متنفسات خضراء لهم.
والمشروع هو ضمن خطة تطوير كورنيش النيل، ومن المرتقب أن يتم افتتاح المرحلة الأولى منه غدا وهي بمساحة تقارب 2 كم ويضم ممشى أفراد متدرج المناسيب على طول الكورنيش ومجموعة من المحال التجارية والمطاعم والكافيهات، وكذلك مسرح عائم وسيشهد الممشى بصورة مستمرة تنظيم فعاليات ترفيهية على مدار العام ممزوجة بروح نهر النيل الأصيلة مستفيدة بالموقع المبهر.
المشروع مقسم إلى أربعة مراحل، الأولى تم الانتهاء منها، والمراحل المتبقية يجري تنفيذها في الوقت الحالي، فالمرحلة الثانية بطول 3.2 كم، المسافة من كوبري قصر النيل إلى كوبري أكتوبر بطول 0.8 كم، والمسافة من كوبري أكتوبر إلى كوبري 15 مايو بطول1.1 كم، والامتداد من كوبري إمبابة إلى كوبري الساحل بطول 1,3 كم، أما المرحلة الثالثة فهي تمتد بطول 3 كم وتتكون من قطاعين، القطاع الشمالي من كوبرى "تحيا مصر" حتى كوبري الساحل بطول 1.9 كم، فيما يمتد القطاع الجنوبي من كوبري قصر النيل إلى كوبري الميريديان بطول 1.1 كم.
والمرحلة الرابعة من مراحل تنفيذ مشروع ممشى أهل مصر يتم تنفيذها بجزيرة الزمالك، من خلال تطوير ممشى كورنيش النيل، عن طريق إنشاء مسار مواز لكورنيش النيل بمحيط جزيرة الزمالك.
عوائد بيئية واقتصادية واجتماعية
وفي هذا السياق، قال الدكتور سيف الدين فرج، أستاذ التخطيط العمراني، إن مشروع ممشى أهل مصر الذي سيتم افتتاح المرحلة الأولى منه غدًا، هو أحد أبرز المشروعات الترفيهية والسياحية التي يجري تنفيذها لتطوير كورنيش النيل، موضحا أن نهر النيل هو رمز استمرار الحياة وهناك مقولة شهيرة لهيرودت أن "مصر هبة النيل".
وأوضح فرج، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا المشروع يعد متنفسا لاستمتاع المصريين بنهر النيل، حيث سيضم ممشى ومسار للدراجات وأماكن للجلوس ومطاعم وكافيهات ومسرح عائم وكذلك مسارات مؤهلة لذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفا أن هذا المشروع يفتح فرص عمل جديدة واستثمارات وكذلك يمنع تلوث البيئة.
وأشار إلى أن الاهتمام بالنيل والأنشطة عليه يتكامل مع جهود الدولة في رفع جودة حياة المواطنين، موضحا أن المشروع المرحلة الأولى منه ممتدة من كوبري 15 مايو إلى كوبري الساحل بمساحة تقريبا 2 كيلومتر.
وأكد أستاذ التخطيط العمراني أن هناك مراحل أخرى من المشروع في الفترة المقبلة تستهدف أجزاء أخرى من الكورنيش بجانب أنه يجري تنفيذه في كل محافظات الجمهورية حيث يجري تطوير كورنيش النيل في كل المحافظات كمتنفس ترفيهي لكل المواطنين في ربوع البلاد، مشيرا إلى أن هذا يفتح فرص عمل جديدة ويدعو للاستمتاع بالحياة ويربط المواطنين بتاريخهم بالحاضر والمستقبل.
وأضاف أن هذا المشروع ليس الوحيد من نوعه بل هناك مشروعات أخرى منها مشروع حدائق الفسطاط وكذلك الحدائق المحلية في الأحياء مثل حديقة السيدة زينب، كلها تستهدف أن تكون مناطق حضارية جميلة المظهر واستغلال المناطق في مصر بشكل إيجابي، لتكون متنفسات خضراء للمواطنين.
ولفت إلى أن منطقة الفسطاط من المناطق التراثية والتاريخية والمشروع الجديد حدائق الفسطاط سيعيد إحيائها ويعيد لها رونقها لتكون متنفس جديد لأهل مصر، مشيرا إلى أن نصيب الفرد من الأرض الخضراء منخفض، وتلك المشروعات تعمل على رفع نصيب المواطنين منها وخلق متنفس ليعيش حياة نفسية جيدة.
إضافة لجودة الحياة والتنمية المستدامة
ومن جانبه، قال الدكتور محمود غيث، رئيس الجمعية المصرية للتخطيط العمراني، إن مشروع ممشى أهل مصر يستهدف تغطية كل محافظات مصر بداية من أسوان وحتى الإسكندرية في كل المساحات التي يمكن استخدامها كمنطقة خضراء ومفتوحة، بهدف الحفاظ على نهر النيل والمنطقة المحيطة به واستخدامها بشكل مفيد بدلا من الاستخدامات المشوهة.
وأوضح غيث، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المشروع يحتوي على مسارات للمشي وركوب الدراجات والأماكن الترفيهية والتجارية، مضيفا أن الاتجاه العالمي في الوقت الحالي هو لمدن المشاة، وهي المدن التي تزيد من أماكن ومسارات لحركة المشي وسير المشاة وأن توفر المدينة تلك المسارات بشكل آمن.
وأضاف أن مدينة العلمين الجديدة بها أهم وأجمل تلك المسارات وهو بطول 14 كم، وكذلك في العاصمة الإدارية الجديدة وهو النهر الأخضر بطول 10 كم ومساحة كبيرة ليعد بمثابة رئة جديدة للسكان، مشددا على أن هذا الممشى له قيمة في مفاهيم جودة الحياة والتنمية المستدامة واستخدام أمثل للأرض، حيث يوفر فيه كل عناصر الترفيه وخدمات المشاة.
وأشار "غيث" إلى أن ممشى أهل مصر سيضم مسارا آمنا توجد به أماكن للجلوس مؤمنة وبها إضاءة ومجهزة بشكل جمالي يتفق مع أسس تنسيق المواقع، موضحا أن هذا المشروع يعد إضافة جديدة وواجهة جميلة لكل مدينة وخاصة القاهرة التي كان قد تراجع نصيب الفرد فيها إلى أقل من 2 متر مربع من المناطق الخضراء في حين أن إنجلترا نصيب الفرد فيها 16 متر مربع.
وأكد أن المشروع يعد إضافة لنصيب الفرد من المساحات الخضراء فهو ماكن آمن وترفيهي وسياحي وواجهة جميلة للمدن سيعزز الهوية البصرية للمدينة، مشددا على أن الممشى يحقق لكل مدينة شخصية وهوية بصرية تميزها عن غيرها وهو إضافة حقيقية في مخطط التنمية المستدامة.