رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الوعى‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد

18-3-2022 | 22:55


عبد الرازق توفيق

عبد الرازق توفيق

مشاهدات‭ ‬يوم‭ ‬واحد.. ‬من‭ ‬طابا‭ ‬إلى‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬إلى‭ ‬دراما‭ ‬رمضان.. ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬عقول‭ ‬تتمتع‭ ‬بالفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬والرؤية‭ ‬العميقة‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬المصريين‭ ‬كانوا‭ ‬فى‭ ‬طابا‭ ‬بالأمس‭ ‬ليروا‭ ‬نتاج‭ ‬الإرادة‭ ‬الصلبة‭ ‬والبطولات‭ ‬والتضحيات‭ ‬فهكذا‭ ‬تبني‭ ‬الأوطان‭ ‬أمجادها‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬خلودها.. ‬وفى‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬تمتزج‭ ‬قضايانا‭ ‬وتحدياتنا‭ ‬وترتبط‭ ‬بتعليم‭ ‬الدين‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬منابر‭ ‬الجمعة‭ ‬طريقنا‭ ‬إلى‭ ‬الفهم‭ ‬والإدراك‭ ‬والقناعة‭ ‬ومواجهة‭ ‬الزيف‭ ‬والتعصب‭ ‬والتطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬وطرد‭ ‬الأفكار‭ ‬والمفاهيم‭ ‬البالية ‬والمغلوطة‭..‬ ثم‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬الشارع‭ ‬حيث‭ ‬اكتسى ‬بتنويهات‭ ‬عن‭ ‬مسلسلات‭ ‬وأعمال‭ ‬رمضان‭ ‬الدرامية‭ ‬فيما‭ ‬يبدو‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬وجبة‭ ‬درامية‭ ‬شديدة‭ ‬الدسم‭ ‬تتسم‭ ‬بالتنوع‭ ‬الذى‭ ‬يغذى‭ ‬شرايين‭ ‬الوعى‭ ‬ويؤكد‭ ‬جدارة‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬وأيضًا‭ ‬قدرتها‭ ‬الفائقة‭ ‬على‭ ‬الإبهار‭ ‬والإبداع‭ ‬لتتعانق‭ ‬أدواتنا‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬إكسير‭ ‬الحياة‭ ‬والبناء‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

خلال‭ ‬مشاركتى‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬استرداد‭ ‬آخر‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أرضنا‭ ‬الطاهرة‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬ورفع‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬طابا‭ ‬بعد‭ ‬ملحمة‭ ‬مصرية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬القتال‭ ‬وتحقيق‭ ‬النصر‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬ببطولات‭ ‬وتضحيات‭ ‬رجال‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وشهداء‭ ‬مصر‭ ‬الأبرار‭ ‬قفزت‭ ‬إلى‭ ‬رأسي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬والانبهار‭ ‬بما‭ ‬قدمه‭ ‬الأبطال‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬وكنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شباب‭ ‬وأطفال‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يعيشوا‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬الخالدة‭ ..‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬موجودين‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬طابا‭ ‬وعلم‭ ‬مصر‭ ‬يرفع‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬أبطال‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬وفى‭ ‬وجود‭ ‬الإعلام‭ ‬المحلى‭ ‬والدولى‭.‬

هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬لايجب‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬الوطن‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننساها‭ ‬بل‭ ‬علينا‭ ‬إحياؤها‭ ‬دائما‭  ‬فاسترداد‭ ‬طابا‭ ‬الذي‭ ‬تجلت‭ ‬فيه‭ ‬القدرة‭ ‬والإرادة‭ ‬والإصرار‭ ‬والعلم‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬هو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الوطن‭ ‬المجيدة‭ ‬وللأسف‭ ‬بعد‭ ‬المكان‭ ‬ربما‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬زيارة‭ ‬هذه‭ ‬الرقعة‭ ‬الغالية‭ ‬من‭ ‬الجسد‭ ‬المصرى‭ ‬والذى‭ ‬أصرت‭ ‬مصر‭ ‬علي‭ ‬استعادة‭ ‬واسترجاع‭ ‬كل‭ ‬حبة‭ ‬رمل‭ ‬مصرية‭ ‬دون‭ ‬تهاون‭ ‬أو‭ ‬تفريط‭ ‬ومهما‭ ‬بلغت‭ ‬المراوغات‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭.. ‬والاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬احد‭ ‬المشاركين‭ ‬فيه‭ ‬يحكى‭ ‬قصة‭ ‬وطن‭ ‬تعرض‭ ‬للغدر‭ ‬في‭ ‬1967‭.. ‬لكنه‭ ‬أبى‭ ‬أن‭ ‬ينكسر‭ ‬أو‭ ‬يستسلم‭ ‬أو‭ ‬يفرط‭ ‬وبعد‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الاستعداد‭ ‬والكفاح‭ ‬والتخطيط‭ ‬والأخذ‭ ‬بأسباب‭ ‬العلم‭ ‬سطر‭ ‬معجزة‭ ‬أكتوبر‭ ‬وعبر‭ ‬المستحيل‭ ‬إلى‭ ‬النصر‭ ‬المبين‭.. ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬علي‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬القتال‭ ‬والحصول‭ ‬علي‭ ‬سلام‭ ‬الأقوياء‭ ‬فانتزاع‭ ‬الحق‭ ‬من‭ ‬المغتصب‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬معقد‭ ‬وشائك‭..‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬ملحمة‭ ‬أخري‭ ‬هي‭ ‬ملحمة‭ ‬التحكيم‭ ‬والتفاوض‭ ‬عبر‭ ‬الاستعانة‭ ‬بأبناء‭ ‬مصر‭ ‬الأوفياء‭ ‬الذين‭ ‬امتلكوا‭ ‬الجدارة‭ ‬والاستحقاق‭ ‬فى‭ ‬دهاليز‭ ‬وتفاصيل‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬فتحقق‭ ‬النصر‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬وعادت‭ ‬طابا‭ ‬بإرادة‭ ‬مصرية‭ ‬صلبة‭.‬

لا‭ ‬أدري‭ ‬لماذا‭ ‬كنت‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬المصريون‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬طابا‭ ‬يشهدون‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬محاكاة‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬بعد‭ ‬استردادها‭ ‬وعودتها‭ ‬الي‭ ‬أرض‭ ‬سيناء‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬ربما‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬كيف‭ ‬كافح‭ ‬وضحي‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬علي‭ ‬كل‭ ‬حبة‭ ‬رمل‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬الارادة‭ ..‬وكيف‭ ‬تجلي‭ ‬الإصرار‭ ‬ربما‭ ‬قفزت‭ ‬إلي‭ ‬عقلى‭ ‬ممارسات‭ ‬من‭ ‬تسجل‭ ‬أوراقهم‭ ‬انهم‭ ‬مصريون‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يكفى‭ ‬بعد‭ ‬ظهور‭ ‬فيروسات‭ ‬خبيثة‭ ‬ولقطاء‭ ‬خيانة‭ ‬الوطن‭ ‬أسهل‭ ‬شىء‭ ‬عندهم‭ ‬عقيدتهم‭  ‬فاسدة‭.. ‬في‭ ‬استدعاء‭ ‬للقبح‭ ‬وسط‭ ‬الجمال‭ ‬والابداع‭ ‬تذكرت‭ ‬خيانة‭ ‬الاخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬وأشباههم‭ ‬الذين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬كادت‭ ‬مصر‭ ‬تضيع‭ ‬بسبب‭ ‬خيانتهم‭.‬

ما بين‭ ‬من‭ ‬مات‭ ‬شهيدا‭ ‬أو‭ ‬سقط‭ ‬مصابا‭.. ‬أو‭ ‬عاش‭ ‬ليفخر‭ ‬بما‭ ‬قدمه‭ ‬لوطنه‭ ‬سعيدا‭ ‬وقد‭ ‬أقر‭ ‬الله‭ ‬عينه‭ ‬بمصر‭ ‬القوية‭ ‬القادرة‭ ‬الآمنة‭ ‬المستقرة‭ ‬وهو‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬حدودها‭ ‬ويطلق‭ ‬البصر‭ ‬ليجدها‭ ‬حرة‭ ‬يقف‭ ‬علي‭ ‬تأمينها‭ ‬خير‭ ‬أجناد‭ ‬الأرض‭. ‬فيخر‭ ‬ساجداً‭ ‬فرحا‭ ‬بنعم‭ ‬الله‭ ‬وفضله‭ ‬علي‭ ‬مصر‭ ‬الطاهرة‭.‬

إن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬عودة‭ ‬طابا‭ ‬أيضا‭ ‬يذكرنا‭ ‬بملحمة‭ ‬جديدة‭ ‬نعيشها‭ ‬الآن‭ ‬بشرف‭ ‬وفخر‭ ‬هذه‭ ‬الملحمة‭ ‬كانت‭ ‬علي‭ ‬محورين‭ ‬أو‭ ‬معركتين‭.. ‬الأولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البقاء‭ ‬فانتصرت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭ ‬المدعوم‭ ‬والمدفوع‭ ‬والممول‭ ‬والذي‭ ‬كاد‭ ‬ـ‭ ‬لولا‭ ‬بطولات‭ ‬وتضحيات‭ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬ـ‭ ‬يختطف‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬حضن‭ ‬الوطن‭.. ‬والثانية‭ ‬كانت‭ ‬معركة‭ ‬البناء‭ ‬ولك‭ ‬ان‭ ‬تتخيل‭ ‬أن‭ ‬سيناء‭ ‬لوحدها‭ ‬تفوز‭ ‬بـ‭ ‬700‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬ميزانية‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬علي‭ ‬أرض‭ ‬الفيروز‭  ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬وتوفير‭ ‬جميع‭ ‬الخدمات‭ ‬لأهلها‭ ‬الشرفاء‭ ‬وأن‭ ‬ينعموا‭ ‬بالامن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬فهم‭ ‬حراس‭ ‬بوابة‭ ‬مصر‭ ‬الشرقية‭  ‬سيناء‭ ‬نالت‭ ‬اهتماما‭ ‬وأولوية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وأصبح‭ ‬التعمير‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬كلام‭ ‬وشعارات‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬حقيقة‭ ‬وواقعاً‭ ‬علي‭ ‬الارض‭ ‬ومعجزة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭  ‬لتحمي‭ ‬مصر‭  ‬سيناء‭ ‬بقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الرجال‭ ‬والسلاح‭.. ‬وبإرادة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والخير‭ ‬والبشر‭ ‬والرضا‭ ‬والانتماء‭ ‬لذلك‭ ‬تعمير‭ ‬سيناء‭ ‬هو‭ ‬انجاز‭ ‬عبقرى‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬لمصر‭ ‬الانقاذ‭ ‬والإنجاز‭ ‬والاعجاز‭ ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬مبالغة‭ ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬شريف‭ ‬يستشعرها‭ ‬بالموضوعية‭ ‬وأمانة‭ ‬الشهادة‭ ‬وكلمة‭ ‬الحق‭.. ‬فمصر‭ ‬كانت‭ ‬قبله‭ ‬مجرد‭ ‬ركام‭.. ‬أطلال‭  ‬أشلاء‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬السقوط‭ ‬لاتقوى‭ ‬علي‭ ‬الصمود‭ ‬أمام‭ ‬ريح‭ ‬الأزمات‭ ‬أو‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭.. ‬والآن‭ ‬تقف‭ ‬علي‭ ‬أرض‭ ‬صلبة‭ ‬صامدة‭ ‬تستطيع‭ ‬بثقة‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬الأزمات‭.. ‬انظر‭ ‬كيف‭ ‬واجهت‭ ‬ثلاث‭ ‬أزمات‭ ‬قاسية‭ ‬سواء‭ ‬تداعيات‭ ‬الإصلاح‭ ‬او‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬او‭ ‬الازمة‭ ‬الروسية‭ - ‬الاوكرانية‭  ‬ومايحدث‭ ‬من‭ ‬تضخم‭ ‬وزيادة‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬لكن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تتعامل‭ ‬بثقة‭ ‬وهدوء‭ ‬وقدرة‭ ‬علي‭ ‬المواجهة‭ ‬وبث‭ ‬الاطمئنان‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المصريين‭ ‬بالأفعال‭.‬

من‭ ‬طابا‭ ‬ذكري‭ ‬الإرادة‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تسكن‭ ‬جينات‭ ‬المصريين‭ ‬لعبور‭ ‬الصعاب‭ ‬إلى‭ ‬اقتراب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭.. ‬يهل‭ ‬علينا‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬وتدخل‭ ‬مصر‭ ‬شهر‭ ‬الصوم‭ ‬وكل‭ ‬شىء‭ ‬متوافر‭ ‬لدي‭ ‬المصريين‭ ‬وفي‭ ‬الأسواق‭..‬الدولة‭ ‬حاضرة‭ ‬لم‭ ‬تتوان‭ ‬عن‭ ‬الوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬المواطن‭ ‬ومساندته‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجاته‭ ‬بجودة‭ ‬عالية‭ ‬وأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ازمة‭ ‬عالمية‭ ‬قاسية‭ ‬علي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬
يطل‭ ‬علينا‭ ‬رمضان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ومصر‭ ‬في‭ ‬تكاتف‭ ‬وتلاحم‭ ‬واصطفاف‭ ‬ووعي‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الوعى‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬يحتاج‭ ‬دائما‭ ‬استمراراً‭ ‬ودعماً‭ ‬لذلك‭ ‬وعلي‭ ‬مايبدو‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬وجبة‭ ‬رمضانية‭ ‬درامية‭ ‬عالية‭ ‬الدسم‭ ‬ربما‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬الذي‭ ‬تألقت‭ ‬فيها‭ ‬الشركة‭ ‬المتحدة‭ ‬للإنتاج‭ ‬الاعلامى‭ ‬خاصة‭ ‬بالنجاح‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬مسلسل‭ ‬الاختيار‭ ‬الذي‭ ‬أعاد‭ ‬المشاهد‭ ‬المصري‭ ‬إلى‭ ‬الشاشات‭ ‬والدراما‭ ‬المصرية‭ ‬وأدى‭ ‬إلي‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشر‭ ‬الوعي‭ ‬إلى‭ ‬أعلي‭ ‬درجاته‭ ‬ورسخ‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬وعقول‭ ‬شبابنا‭ ‬وصغارنا‭.‬

علي‭ ‬مايبدو‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬مشاهدتى‭ ‬لأفيشات‭ ‬مسلسلات‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬إعلانات‭ ‬الطرق‭ ‬أجد‭ ‬زخما‭ ‬كبيرا‭ ‬وتنوعا‭ ‬لافتا‭ ‬مابين‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬اجتماعية‭ ‬وكوميدية‭ ‬ووطنية‭ ‬وأعمال‭ ‬خفيفة‭ ‬لكنها‭ ‬راقية‭.. ‬الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬عودة‭ ‬نجوم‭ ‬اختفوا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وكذلك‭ ‬تأكيد‭ ‬نجومية‭ ‬فنانين‭ ‬شباب‭ ‬قدمتهم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬أدوار‭ ‬جديدة‭ ‬وشخصيات‭ ‬مختلفة‭ ‬يؤديها‭ ‬نجوم‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬مثل‭ ‬أحمد‭ ‬عز‭ ‬وكريم‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬وهاني‭ ‬سلامة‭ ‬وخالد‭ ‬النبوى‭ ‬وأمير‭ ‬كرارة‭ ‬وأحمد‭ ‬السقا‭ ‬وياسر‭ ‬جلال‭  ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬وربما‭ ‬محمد‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬المشوار‭.‬

النجمات‭ ‬أيضا‭ ‬حاضرات‭ ‬بقوة‭ ‬أرى‭ ‬يسرا‭ ‬وإلهام‭ ‬شاهين‭ ‬ونيللي‭ ‬كريم‭ ‬وتعود‭ ‬ليلي‭ ‬علوي‭ ‬وفيفى‭ ‬عبده‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬النجمات‭ ‬الشابات‭ ‬مثل‭ ‬منة‭ ‬شلبي‭ ‬ودينا‭ ‬الشربينى‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬متواجد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬فرصا‭ ‬كبيرة‭ ‬وكثيرة‭ ‬للعمل‭ ‬والظهور‭ ‬فأرى‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬توفيق‭ ‬عبدالحميد‭ ‬يعود‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

الواضح‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬توليفة‭ ‬رمضانية‭ ‬خاصة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تقدمها‭ ‬المتحدة‭ ‬وشركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬فيها‭ ‬تنوع‭ ‬في‭ ‬نجوم‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬والنجوم‭ ‬الكبار‭ ‬والنجوم‭ ‬الصاعدين‭ ‬بقوة‭ ‬والذين‭ ‬قدمتهم‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنوع‭ ‬وكوكتيل‭ ‬النجوم‭ ‬والنجمات‭ ‬أتوقع‭ ‬أيضا‭ ‬زخما‭ ‬وتنوعا‭ ‬في‭ ‬الموضوعات‭ ‬والقضايا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬اجتماعى‭ ‬ووطنى‭ ‬وكوميدي‭.. ‬فالشباب‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬الجزء‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الاختيار‭ ‬وتوقعات‭ ‬بما‭ ‬سيتناوله‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬لهفة‭ ‬لمعرفة‭ ‬تفاصيل‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬مفاجأة‭ ‬قوية‭ ‬علي‭ ‬غرار‭ ‬الجزأين‭ ‬السابقين‭.. ‬أيضا‭ ‬حديث‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬مسلسل‭ ‬الكبير‭ ‬أوى‭ ‬للنجم‭ ‬أحمد‭ ‬مكى‭ ‬والذى‭ ‬حقق‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬لكن‭ ‬الجمهور‭ ‬افتقده‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭.‬

أسماء‭ ‬المسلسلات‭ ‬تحمل‭ ‬دلالات‭ ‬المضامين‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬أسماء‭ ‬مسلسلات‭ ‬تتوقف‭ ‬عندها‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬رانيا‭ ‬وسكينة‮»‬‭ ‬تعليقات‭ ‬البعض‭ ‬قالت‭ ‬حلوة‭ ‬ملعوبة‭ ‬لكن‭ ‬بصراحة‭ ‬أشفق‭ ‬علي‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬خريطة‭ ‬عرض‭ ‬المسلسلات‭ ‬وتوقيتاتها‭ ‬واختيار‭ ‬بعض‭ ‬القنوات‭ ‬لما‭ ‬ستقدمه‭ ‬من‭ ‬مسلسلات‭ ‬وهذا‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬الدرامية‭ ‬كأحد‭ ‬مكونات‭ ‬قوتها‭ ‬الناعمة‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬ما‭ ‬سيقدمه‭ ‬نجوم‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬والذي‭ ‬سيكون‭ ‬مصدراً‭ ‬للمتعة‭ ‬والوعي‭ ‬علي‭ ‬مدار‭ ‬العام‭.‬

من‭ ‬أكثر‭ ‬المنابر‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استغلالها‭ ‬بما‭ ‬يفيد‭ ‬الناس‭ ‬ويسعدهم‭ ‬ويحقق‭ ‬الوعي‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬او‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭ ‬وربطه‭ ‬بتحدياتنا‭ ‬ومشاكلنا‭ ‬لقد‭ ‬استمعت‭ ‬الي‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬بالأمس‭ ‬فى‭ ‬طابا‭ ‬علي‭ ‬لسان‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مختار‭ ‬جمعة‭  ‬وزير‭ ‬الاوقاف‭ ‬وقد‭ ‬سرد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحاديث‭  ‬القدسية‭ ‬والنبوية‭ ‬عن‭ ‬عقاب‭ ‬المولي‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬للجشع‭ ‬والاحتكار‭ ‬والمغالاة‭ ‬واستغلال‭ ‬الازمات‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬معاناة‭ ‬الناس‭ ‬وأهمية‭ ‬التيسير‭ ‬عليهم‭ ‬وأهمية‭ ‬ومكانة‭ ‬التاجر‭ ‬الصدوق‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يميل‭ ‬الي‭ ‬رفع‭ ‬الاسعار‭ ‬او‭ ‬الكذب‭ ‬علي‭ ‬الناس‭  ‬او‭ ‬احتكار‭ ‬السلع،‭ ‬لذلك‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬منبرا‭ ‬عظيما‭ ‬للوعي‭ ‬الديني‭ ‬والدنيوى‭ ‬معا‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬الي‭ ‬القضاء‭ ‬علي‭ ‬الأفكار‭ ‬المغلوطة‭ ‬والملتبسة‭ ‬علي‭ ‬الناس‭ ‬خاصة‭ ‬قضية‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬والزيادة‭ ‬المنفلتة‭ ‬والعشوائية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬التنمية‭ ‬وبناء‭ ‬الانسان‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجاته‭ ‬ومقومات‭ ‬إتاحة‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭.‬

المصريون‭ ‬شعب‭ ‬ضعيف‭ ‬أمام‭ ‬الدين‭ ‬يعشق‭ ‬ويقدر‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬ضمان‭ ‬تقديم‭ ‬صحيح‭ ‬الدين‭ ‬له‭ ‬وأيضا‭ ‬تعاليم‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬من‭ ‬رحمة‭ ‬ووسطية‭ ‬ومصلحة‭ ‬الانسان‭ ‬وتسامح‭ ‬واعتدال‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والتدليس‭ ‬الإخواني‭ ‬التي‭ ‬رسختها‭ ‬الجماعة‭ ‬علي‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭.‬

خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬هي‭ ‬أعلي‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬تأثيرا‭ ‬وذات‭ ‬نسب‭ ‬مشاهدة‭ ‬تتعاظم‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬وتزيد‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬قضايانا‭ ‬وتحدياتنا‭ ‬وربطها‭ ‬بالإطار‭ ‬الدينى‭ ‬لتصحيح‭ ‬المفاهيم‭ ‬وإزالة‭ ‬القول‭ ‬المغلوط‭ ‬وطرد‭ ‬الأفكار‭ ‬المستوردة‭.‬

تحيا مصر