في اعتقادي أن الجميع مسئولون عن عبور تداعيات الأزمة العالمية.. فلا يجب أن نحمل الدولة وحدها «فاتورة» المواجهة.. لكن المطلوب التقارب من أجل الوطن.. تضافر وتكاتف وحديث متبادل بين الحكومة ورجال الأعمال والصناع والتجار.. ربما يكون عبر سلسلة من اللقاءات والاجتماعات لطرح الرؤى والحلول لسبل وآليات العبور الآمن لتداعيات الأزمة.. تحت شعار الجميع شركاء في مصلحة الوطن.. حكومة وشعبًا ورجال أعمال وقطاعًا خاصًا في كل المجالات والقطاعات.. لا يجب أن نحدث أنفسنا.. الجميع يتحدث ويجتهد ويتبادل الحلول والرؤى ليتحمل الجميع توابع الأزمة العالمية ولا نسمح لها بأن توقف مسيرتنا.. (القناعة) في هذا التوقيت كنز ثمين، كثير من العمل.. قليل من الربح أفضل علاج.. أيضًا النائمون على مدار العقود الماضية عليهم أن يستيقظوا من سباتهم فقد حان وقت العمل والفكر الخلاق.. فأين مراكز البحوث والجامعات لنبحث في داخلنا عن حلول وموارد وكنوز في أرض مصر الطيبة عن المعادن والثروات.. والتطوير والتحديث والأفكار الفريدة والخلاقة.. المواطن أيضًا مطالب بالمشاركة في الخروج الآمن من براثن أزمة عالمية لا ذنب للجميع في مصر في تداعياتها.
على سفينة الوطن .. الجميع مسئولون عن تحقيق العبور الآمن لتداعيات الأزمة العالمية
كلنــا واحــد
لا يجب أن تتحمل الدولة وحدها تداعيات الأزمة العالمية.. ولا أقصد هنا تكلفة توفير السلع والاحتياجات الأساسية للمواطنين وإتاحتها وزيادة المعروض منها، وعدم شعور المواطن بأي عجز أو نقص في احتياجاته، أو تحمل توفير سلع عالية الجودة مع أسعار مخفضة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج ومستلزماته وأسعار البترول العالمية، وتأثر قطاعات مهمة مثل قطاع التشييد والبناء.. ولكن لابد أن يتكاتف ويتضافر الجميع من منطلق أننا جميعاً فى مركب واحد.
في اعتقادي أن رجال الأعمال الوطنيين هذا وقتهم، ولا أعني هنا فقط تقديم العون والمساندة والمساعدة للبسطاء من الفئات الأكثر احتياجًا، ولكن أعنى تنشيط الإنتاج وتجاوز الأزمة والوصول إلى حلول خلاقة لكافة المعوقات والتحديات والتداعيات التي خلفتها الأزمة، وحتى أكون موضوعيًا سوف أستعين بمقولة الرئيس عبدالفتاح السيسي «اشتغل أكثر مع هامش ربح عادل وغير مغالى فيه تربح وتكسب أكثر».
لنتعاون جميعًا في مواجهة تداعيات الأزمة.. الدولة ورجال الأعمال والمواطن.. ولا يجب أن يخل طرف من الأطراف الثلاثة بدوره.. في اعتقادي وبدون أي مجاملة للدولة قيادة وحكومة.. فلك أن تتخيل أيها المواطن الذي يجب أن تطمئن أن رئيس الدولة ينزل بنفسه للناس ليطمئن على الأحوال والظروف المعيشية لشعبه خاصة البسطاء منه.. ويسأل ويطمئن عن كل صغيرة وكبيرة.. ويراجع معهم جدوى الإجراءات والمنافذ والسلع المتاحة بوفرة وأسعارها وهل هي مناسبة، بل ويطلب من المواطن لو له أي ملاحظة أو تعليق أو رؤية.. ويتعرف بنفسه أيضًا على سير حياة المواطنين ومدى رضاهم.. وهل هناك أي مشكلة أو أزمة في أي سلعة من رغيف الخبز والزيت والسكر والأرز وغيرها من احتياجات المواطنين.. وهي رسالة قوية ومدوية لكل محاولات الجشع والاحتكار والمغالاة في الأسعار.
على نفس المسار.. فإن الحكومة فى حالة استنفار لا تنام.. وتبذل جهودًا مضنية لتوفير احتياجات المواطن من السلع الأساسية وبجودة عالية وأسعار مخفضة تتعاون وزارات ومؤسسات وأجهزة الدولة وتسابق الزمن من أجل الاطمئنان على توافر كل ما يحتاجه المصريون بتوجيهات رئاسية ومتابعة على مدار الساعة من القيادة السياسية.
ما أريد أن أقوله أنه لابد ان يتقارب الجميع.. لأن الكل فى مركب واحد.. أتمنى عقد اجتماعات دورية للحكومة مع رجال الأعمال وكبار التجار والصناع وأن يكون السؤال المهم الذى يطرح فى الاجتماع ماذا نحن فاعلون؟.. فى كل المجالات والقطاعات للوصول إلى حلول واقعية تناسب الجميع.. لابد ان يقترب كل منا للآخر فالجميع مصريون هدفهم مصلحة هذا الوطن.. لابد من نقاشات بين رموز جميع القطاعات مع الحكومة فعلى سبيل المثال كبار ورموز مجال البناء والتشييد عليهم ان يقدموا اقتراحاتهم وأطروحاتهم ورؤاهم أمام الحكومة بحيث لا تجور هذه الرؤى على طرف من الأطراف لضمان سير العمل والإنتاج ومواصلة طريق البناء والتنمية.
أيضًا.. أين دور الجامعات المصرية فى هذا التوقيت ومراكز البحوث التى هى بالعشرات فى كل المجالات بالاضافة إلى المراكز البحثية الخاصة وفى الجامعات الكل لابد ان يبحث عن مخرج وحلول خلاقة لتجاوز هذه التداعيات التى لا ذنب على الاطلاق للدولة فيها فهى أزمة عالمية من الدرجة الأولى أثرت على كل مناحى حياتنا لذلك لابد أن نقترب من بعضنا البعض «ونجدف» جميعاً حتى يعبر المركب إلى بر الأمان وإلى شاطئ الإبداع.
تعلمت أن الحاجة أم الاختراع.. وأنه من رحم المحنة تولد المنحة.. لذلك لابد من تحفيز الاكتشافات والتنقيب ومضاعفة الجهود.. وحسناً فعلت وزارة البترول بزيادة الاستثمارات لاكتشاف البترول والغاز لمواجهة الاحتياجات المصرية وتحقيق الاكتفاء.. لذلك علينا أن ندفع جهات البحث والتنقيب والاكتشافات بوتيرة أعلى ودعمها بكل ما تحتاجه فمصر مليئة بالخيرات والكنوز.
أيضاً علينا التوسع فيما يحتاجه الخارج من أجل التصدير والحصول على عوائد تدر العملات الصعبة والحفاظ على الدخل القومي.. وهنا لابد من النظر إلى الأسواق الأفريقية والعربية والتوسع فى تلبية احتياجاتها بالاضافة إلى زيادة معدلات الصادرات الزراعية.
إن جاز لي أقترح على الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بالتوسع فى عقد اجتماعات مع القطاع الخاص.. ورجال الأعمال ورموز كل مجال من المجالات والقطاعات لتطبيق مبدأ «شوية عليك وشوية عليَّ» ولنصل إلى حلول ورؤى واقتراحات ونحل مشاكل وصعوبات ومعوقات للحفاظ على حالة الاستقرار فى الإنتاج والتصدير أو تلبية الاحتياجات المحلية انطلاقا من مبدأ الربح العادل أو المعقول بدون مغالاة لأن هؤلاء رجال أعمال وطنيون هدفهم مصلحة مصر.. ولولا أمن واستقرار البلاد ما حققوا هذه النجاحات.
عقد الاجتماعات والنقاشات الوزارية مع المعنيين لكل مجال وقطاع يفتح أبواب توحيد الرؤية بين الدولة ورجال الأعمال والصناع والتجار.. ويوحد المفاهيم ويقدم حلولاً واستقراراً للجميع فالدولة ترحب وتفتح قلبها لدور القطاع الخاص ومساهماته وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى دائماً.
لنتحمل سوياً تداعيات الأزمة للخروج منها بلا أضرار أو إصابات اقتصادية.. تحت شعار قليل من التضحية لا يضر الدولة.. وقليل من الأرباح يحقق مصلحة رجال الأعمال أو القطاع الخاص مع استغلال مبدأ الحاجة أم الاختراع علينا ان نفتش فى داخلنا عن موارد خفية.. وكنوز مدفونة وان نجتهد فى البحث عنها.. حان دور رجال الأعمال والقطاع الخاص والتعرف على المعادن النفيسة من الرديئة.. حان دور مئات الجهات البحثية التى تجمدت خلال العقود والسنوات الماضية.. وتحصل فقط على المرتبات والمزايا بدون أى عمل يصنع الفارق.
حان دور الجامعات.. لنقيس مدى قدرتنا على الإبداع.. والتجاوب مع تداعيات الأزمة.. حانت الفرصة للجميع للتكاتف والتضافر ومساندة الدولة.. فنحن فى حرب سمها ما تشاء حرب وجود.. ومحاولات تضييق الخناق على الشعوب والدول العربية لابد ان نعرف نواقصنا واحتياجاتنا ومصادر العجز لدينا لنبدع.
فى اعتقادى ان الرئيس عبدالفتاح السيسى بدأ مبكراً قبل 7 سنوات.. ولم يقبل أن تعانى مصر من النقص والعجز والعوز فأبدع فى البناء والتنمية حتى أصبح لسان حالنا جميعاً سؤالا واحدا ماذا لو لم تتحقق كل هذه الإنجازات والمشروعات العملاقة والإصلاح الاقتصادى ومشروعات الأمن الغذائى التى قادها الرئيس السيسى على مدار 7 سنوات ماذا كان حالنا الآن؟.. انها إرادة وقدر الله ان يتولى أمر هذه البلاد الطيبة قائد عظيم لديه قدرة على استشراف المستقبل ورصد أوجاع الوطن والمواطن.. والعمل على درء المعاناة.. وتوفير احتياجات المصريين إلى درجة مناسبة.. لكنها كانت سنوات فارقة وصانعة لاطمئناننا وثقتنا واستقرارنا وقدرتنا على التعامل مع أشد الأزمات قسوة دائماً.
لا أقول أشعاراً.. ولا أردد أغانى وشعارات مطلوب من الجميع ان يتكاتف ويتضافر ويتضامن مع الوطن.. ليس وقت التنافر والتناحر والتنافس والصراعات والمكاسب انه وقت الصمود باصرار فى وجه أزمة يراد لنا من خلالها أزمات وأزمات.. ويمكننا ان نعبر بالتقارب من بعضنا البعض والتكاتف وان نجتهد ونبحث عن الحلول وأن نكثر من اجتماعاتنا سوياً ولا نترك الحكومة وحدها تتحمل.. كل منا يؤدى دوره.
إذا كان هذا هو حال الدولة ورجال الأعمال والقطاع الخاص.. فماذا عن دور المواطن خاصة أننا على بعد أيام من شهر رمضان الكريم.. فأود أن أذكر المصريين ان أجدادنا وآباءنا تحملوا عن طيب خاطر ثمن تحقيق النصر بعد 1967 وصولاً إلى ملحمة العبور فى 1973 فقد حكى لى أحد الزملاء الكبار (ان المواطن كان يحصل فى بطاقة التموين على كيلو واحد سكر.. و2 قطعة صابون.. و4 لترات جاز).. ويقف المواطنون بالساعات فى طوابير طويلة للحصول على (فرخة).. لا أقول ان هذا يحدث ولكن استدعى هنا وعى وصبر وتحمل المصريين وحالة الفهم الصحيح لما يجرى حولهم وفى العالم فهى أزمة عالمية ألقت بتداعياتها على جميع دول العالم.
وفى اعتقادى ان دور المواطن بالاضافة إلى الوعى والفهم هو أيضا الترشيد وعدم التبذير والإسراف والحفاظ على الموارد وقليل من الخبز يكفي.. ولا داعى للمغالاة فى الانفاق على أمور تبدو شديدة الرفاهية.. ولابد أن تكون المائدة الرمضانية عاقلة وموزونة تشبع رغباتنا مع الحفاظ على مؤشر عدم الإسراف والاهدار والتبذير. أيضاً علينا أن نسأل جميعاً عن الفئات الأكثر احتياجاً فى شهر الرحمة والخير والانسانية.. من منطلق «لازم نشيل مع بلدنا».. ونحن مطالبون بتعديل سلوكنا الاستهلاكي.. والابتعاد عن شبح المغالاة فى الشراء والتخزين لأن ذلك سيؤثر على الآخرين ويرهق الدولة.. خاصة ان كل شيء موجود والدولة حاضرة بتوفير السلع والاحتياجات.. وفرض الانضباط والالتزام بالأسعار العادلة والتصدى للجشع والاحتكار والمغالاة.. فلا داعى ان نقلق.. ولا نمارس سلوكيات تضر بالدولة فأعتقد ان الأجداد والآباء كانوا على درجة كبيرة من الوعى خاصة عندما سجل التاريخ انه لم يقدم أى مواطن على ارتكاب أى حادثة خلال حرب أكتوبر.. الوطن يستحق ان نعى ونقدر ونفهم ونرشد ونتقارب.. ونقدم الدعم لمن لا يقدر ونفوت الفرصة على أعداء الوطن.. ومحاولاتهم الرخيصة فى نشر الأكاذيب.
الأمم فى أوقات الأزمات تستنهض قدراتها ومواردها.. وتبحث عن كنوزها ورجالاتها المخلصين.. لذلك فإن مصر دائماً هى بلد الخير والأمن والأمان والشرف.. لنتحلى بالحكمة والوعي.. وفى النهاية سنعبر إلى الأفضل لأننا فى وقت تتشكل فيه عن عمد ملامح نظام عالمى جديد يقيناً سنكون من أهم أجزاء ومكونات هذا النظام.. فالفرصة سانحة ومواتية لتتبوأ مصر مكانتها الأفضل بعزائم وإرادة ووعى وعبقرية أبنائها.
تحيا مصر