أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن الاستقلال الحقيقي ليس فقط بروتوكولًا يُبرم، بل هو أن تكون سيدًا في وطنك وحرًا في قرارك.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سعيد إلى الشعب التونسي، بثتها الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بمناسبة الذكرى 66 لعيد الاستقلال.
وقال الرئيس التونسي إنه من المهم التذكير أن مقاومة الاحتلال (الفرنسي) انطلقت قبل توقيع اتفاقية باردو واتفاقية المرسى، موضحًا أن المفاوضات حول الاستقلال التام لم تكن بالأمر الهين، وبعد نيل الاستقلال، انطلقت عملية بناء البلاد، وتم إصدار مجلة الأحوال الشخصية، وشرعت الدولة في إصلاح التعليم وضمان الصحة لكافة المواطنين، لتظهر بعد ذلك ملامح المجتمع التونسي الجديد.
وأضاف سعيد أن تونس تحولت رويداً رويداً إلى دولة الحزب الواحد، وقبع المناضلون والمعارضون لسنوات طويلة في السجون، وأنه لم يكن يخفى على أحد في ذلك الحين استشراء الفساد والسطو على ثروات الشعب التونسي، وهذا موثق في تقارير عدد من المؤسسات المالية الدولية.
واعتبر سعيد أن يوم 17 ديسمبر 2011 كان بمثابة انفجار ثوري، كسر من خلاله الشعب كل حواجز الخوف والتردد، وأن المناورات تتالت فيما بعد، وقيل للتونسيين "عودوا إلى بيوتكم وسنتولى أمركم"، لتتولى زمرة من الشعب قيادة البلاد إلى ما يسمى بـ"الانتقال الديمقراطي".
وتابع سعيد: "بعد ذلك تم السطو على الثورة، وحين توليت المسؤولية، تحملت الأمانة مخلصاً، وحاولت أن أقرب بين وجهات النظر حتى يتم تغليب إرادة الشعب، لكن لم أجد سوى الأكاذيب والمناورات، وبعد أن تحول البرلمان إلى ساحة للسباب والشتام، وجاء عدد من النواب يطالبون بحله، وتدهور الوضع الصحي في البلاد، جاء يوم 25 يوليو 2021، والتجأت إلى الفصل 80 من الدستور (الذي يتيح اتخاذ تدابير استثنائية في أوضاع محددة)، وهو إجراء رحب به التونسيون".
ووصف سعيد "الاستشارة الوطنية" (التي تتيح الفرصة للتونسيين للتعبير عن آرائهم ومتطلعاتهم لتدعم التحول الديمقراطي) بأنها ناجحة، رغم كل محاولة الإحباط والتشويه، فضلًا عن العقبات التي وُضعت حتى لا يعبر الشعب عن إرادته ضمن هذه العملية الفريدة من نوعها، مؤكدًا أن العمل سيتواصل لتنظيم الاستفتاء يوم 25 يوليو، بعد أن يتم إشراك الجميع في إبداء آرائهم بالنسبة للنظام السياسي الجديد، لتتولى لجنة التأليف بين الاختيارات وتجسيدها في نص قانوني، قبل تنظيم الانتخابات التشريعية يوم 17 ديسمبر.
وأكد الرئيس التونسي -في ختام كلمته- أن أنواراً بدأت تلوح في الأفق لتشع على الأبناء والأحفاد في تونس.