في ذكرى وفاته.. رسائل «غسان كنفاني» إلى غادة السمان
لعل أعظم ما خسرناه في ظل التقدم التكنولوجي والتواصل الهاتفي هي تلك المكاتبات والرسائل التي كانت توثق للعلاقات الإنسانية سواء كانت تلك العلاقة عاطفية أو علاقة صداقة، فتعمل تلك الرسائل كمرجع لها وذاكرة لأصحابها خاصة العاطفية منها.
من أشهر تلك الرسائل هي رسائل الروائي والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني إلى الأديبة السورية غادة السمان، والتي ظهرت بعد موت صاحبها بعشرين عاما في ذكرى المناضل غسان كنفاني في كتاب حمل عنوان "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان".
ربما تقف المعتقدات والشرائع حائل دون الارتباط ولكن دائما ما تعجز أمام الحب وهذا ما حدث في ستينيات القرن الماضي عندما تقابل الروائي الشاب آنذاك غسان كنفاني مع الأديبة السورية المسلمة غادة السمان، ليعيشا بعد ذلك قصة حب لم يسبق لها مثيل.
ذلك حتى جاءت رسائله لغادة لتكشف للعالم أن هذا المحارب كان يحيى بقلب طفل عاشق ظل يخفى ضعفه حتى مات ولعل أعذب ما قاله غسان لغادة: "أنت من جلدي، وأحسك مثلما أحس فلسطين، ضياعها كارثة بلا أي بديل، وحبي شيء في صلب لحمي ودمي، وغيابها دموع تستحيل معها لعبة الاحتيال"، لترد عليه: لم أقع في الحب، لقد مشيت إليه بخطى ثابتة، مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما، إني واقفة في الحب، لا واقعة في الحب، أريدك بكامل وعي".
ولد غسان كنفاني في مدينة عكا بفلسطين في 8 أبريل عام 1936 لأب كان يعمل بالمحاماة، مما كان له عظيم الأثر في حياة غسان وفي تكوين شخصيته.
يعد غسان هو رائد القصة الطويلة والمعبر الأول والراصد للحياة الفلسطينية بتفاصيلها وكفاح شعبها ومأساته.
وبالرغم من وفاة غسان كنفاني المبكر إلا أنه قدم 18 كتابا، تنوع ما بين القصص والمسرح والروايات كما كتب المئات من المقالات التي تناولت الحياة السياسية والثقافية آن ذاك وفي أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة.
وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات، وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى 17 لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة، اثنتان من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين.
وفي مثل هذا اليوم 8 يوليو عام 1972 اغتيل الكاتب الفلسطيني الكبير غسان كنفاني في انفجار سيارة مفخخة، على يد عملاء إسرائيليين في بيروت، بينما كان بصحبة ابنة أخته لميس.