د. هبة سعد الدين,
في مصرنا الحبيبة لا يمكن أن يمر الشىء بدون مساحة من القيل والقال وبعض الخفايا والأسرار، وكأن التفاصيل "العادية" لا تحيط بالأشياء الجميلة، والكلمة التي تلمس القلب لا يمكنها السير بمفردها، وحدوث الشئ في وقت طويل ينفي عنه العزف على وتر المشاعر.
في كل عام يكثر كل ذلك وأكثر حول أيقونة العلاقة بين الأم والأبناء، علامة قدوم عيد الأم حتى لو لم يكن تاريخ احتفالنا في مصر الحادي والعشرين من مارس الذي شعرنا هذا العام أنه أصبح ديسمبر أو يناير؛ إنها أغنية "ست الحبايب" كلمات حسين السيد والحان محمد عبد الوهاب.
قالوا عنها الكثير من الأكاذيب وخلطوها ببعض الحقائق لتستمر الحكايات، مرة كتبت على "السلم" وأخرى فجأة في الطريق وثالثة كانت في البيت، أما اللحن فقيل في ربع الساعة وأخرى لحظة سماع الكلمات وثالثة حلماً قبل الميلاد.
أما صوت فايزة فلم يكن مطلوباً؛ بل كانت هناك قضية تمنعها من غناء أيقونتها!! وصورة الفنانة عزيزة حلمي في الأغنية المصورة التي كانت الوجه الآخر لكلمة "أم" على شاشة السينما ثم التليفزيون فحُرمت من نداء ماما.
أغنية "ست الحبايب" من خلال حوار نادر للشاعر حسين السيد مع الإعلامي وجدي الحكيم؛ أرهقت شاعرنا اكثر من "أسبوع" عندما طُلب منه أن يكتب أغنية عن الأم فقد حاول أن يكتب مشاعره ويستحضر تلك العلاقة الخاصة في كلمات ولم يشعر أنه استطاع الوصول إلى ما يريد أو يصرخ "وجدتها" وظل يصارع الأفكار ويشعر أنه كما ذهب عاد خالي الشعر!!.