من خلال الجمع بين المعرفة وموهبة الفنان، ابتكر العلماء أداة لالتقاط اهتزازات شبكات العنكبوت. فان أجسام العناكب وأرجلها مغطاة بشعيرات صغيرة وشقوق تسمح لها بالتقاط كل اهتزاز على شبكتها .

وعكف عدد من العلماء على العمل بمساعدة الفنان الارجنتيني توماس ساراشينو وقد تمكنوا معا من اختراع اله موسيقية اطلقوا عليها اسم "سبايدرز كانافاز " ووفقا لهم فان دراستهم تجعل من الممكن فهم البنية ثلاثية الأبعاد لشبكات العنكبوت ، ولكن أيضًا اللغة الاهتزازية لهذه اللافقاريات.

وفي هذا الصدد قال المهندس ماركوس بوهلر احد القائمين على الدراسة :" يعيش العنكبوت في بيئة من الاوتار المهتزة وهي كائنات لا تري جيدا الامر الذي يجعلها تستشعر العالم الخارجي عن طريق الاهتزازات التى لها ترددات مختلفة عندما نسمع عبارة "شبكة العنكبوت" ، فإننا نتخيل شبكة ممتدة جميلة ، مستديرة. ومع ذلك ، فإن معظم هذه الشبكات ليست من هذا النوع ، ولكنها منسوجة في ثلاثة أبعاد.

ومن اجل دراستهم وضع الباحثون عنكبوت من سلالة سيرتوفورا في وعاء مستطيل الشكل وسرعان ما نسج العنكبوت شبكة ثلاثية الابعاد ثم قام العلماء بعد ذلك بالتقاط صور عالية الدقة لمقاطع عرضية ثنائية الأبعاد للشبكة .

وقام العلماء بفحص الشبكة اثناء قيام العنكبوت بنسجها ومن ثم ترجمة كل خطوة من هذه العملية المعقدة الى موسيقي .

بفضل تجربة الواقع الافتراضي ، يمكننا مراقبة العملية الإبداعية ، ولكن أيضًا نشعر بالاهتزازات التي يدركها العنكبوت. يقول المهندس: "من خلال سماعها ورؤيتها في الوقت ذاته، يمكننا حقًا البدء في فهم البيئة التي يعيش فيها العنكبوت".كما سمح هذا التسجيل أيضًا للعالم بفهم أفضل لكيفية نسج العناكب للشبكات بدون اي دعم.