رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حكاية مقال

26-3-2022 | 20:58


حاتم جمال

وضعت يدي على الكيبورد لأكتب مقالي، وإذ بصراع بنات أفكاري على موضوع المقال، فكل بنت منهن تلح عليّ أن أكتب فكرة بعينها وتغريني باللعب على الوتر الحساس والمشاعر الإنسانية الأولى، تحثني على الكتابة عن عيد الأم ودور الأم المصرية في بناء الأمة، ودورها الفاعل في خلق شباب المستقبل، بل وتلح عليّ للحديث عن دور أمى الأرملة الشابة، الذي توفى زوجها وهي في ريعان الشباب لتعيل ثلاثة أطفال منهم حمل مستكن، وكيف سهرت الليالي؟ وتعبت دون زواج لتخلق منهم رجال ونساء، والمصاعب التي واجهتها في تربيتهم والضغوط العصبية والنفسية والجسمانية التي أثرت عليها في الكبر، بل تلح أن أنتقل من الخاص للعام، للحديث عن تمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمرأة المصرية والمكتسبات التي حققتها في عهده، والتي لم يسبق أن حصلت عليها في أي عهد أو زمن سابق  وتكريماته الأخيرة للمرأة، ولرموز المجتمع المصري، خاصة أمهات الشهداء وأبنائهم.

في حين تنافسها الثانية للكتابة عن تدعيات الحرب العالمية الثالثة التي بدأت بين روسيا وأوكرانيا، والتي انكوى بنيرانها معظم دول العالم على كل المستويات، خاصة المستوى الاقتصادي والدور الفاعل للحكومة المصرية في تقليل هذه الآثار، وتخفيف العبء عن كاهل المواطن المصري، بالعديد من القرارات الاقتصادية في كل الوزارات ومحاولات مساعدة محدودي الدخل، من خلال مجموعة مبادرات، منها "كلنا واحد وأهلًا رمضان" وغيرهما من مبادرات وجدت رواجًا كبيرًا من قبل المواطن البسيط، الذي يستقبل بعد أيام، شهر رمضان الكريم، ولديه العديد من الالتزامات المادية والمعنوية. 

أما الثالثة فجزبت طرف الخيط من شقيقاتها لتجبرني على الكتابة عن الشهر الكريم وذكرياته المحفورة في الوجدان من أغاني وفوانيس بالشمع تلسع الأيدي وفوازير فطوطة ونيللي وشيريهان، حتى نادين والكاميرا الخفية، بدءًا من فؤاد المهندس حتى إبراهيم نصر في زكية زكريا، ودراما على كل الأشكال من ديني، مثل لا إله إلا الله حتى القضاء في الإسلام، واجتماعي من وقال البحر لأرابيسك وجاسوسية، أبرزها رأفت الهجان، حتى برامج الأطفال من بوجي وطمطم إلى سلاحف النينجا والمغامرون الخمسة، فضلًا عن الأجواء الدينية والروحانية في كل مكان، وصوت الحاجة فاطمة يعلن موعد الإفطار والإمساك وأصوات الشيخ رفعت والنقشبندي وغيرها، ولا تتوقف عند النستلجا فقط، بل تدفعي للكتابة عن دراما رمضان هذا العام، وكيف أعدت شركات الإنتاج مائدة رمضانية عامرة بكل أصناف المسلسلات، من وطني مثل "الاختيار3" والذي ينتظره الجمهور بعد أن حقق نجاحًا منقطع النظير، العامين الماضيين، و"العائدون" الذي يكشف ما فعله داعش في مصر، وكيف تصدى لهم رجال المخابرات العامة؟، وأعمال كوميدية مثل "الكبير أوي الجزء السادس، ومكتوب علينا"، واجتماعية مثل "أحلام سعيدة، ديمًا عامر، راجعين يا هوى، ملف سري، وفاتن أمل حرب"، وخيال علمي من خلال مسلسل في بيتنا ريبوت، ودراما اجتماعية تاريخية، من خلال "جزيرة غمام" وغيرها الكثير، بجانب عشرات البرامج. 

ولعل أبرز هذا الصراع ما يكمن في من تدفعني للكتابة عن المنتخب المصري، الذي قطع نصف المشوار للتأهل لنهائيات كأس العالم، وأصبح الحلم ينتظره خطوة واحدة، لتحقيقه، الثلاثاء المقبل، إن شاء الله، ودور رجال كيروش في حسم موقعة داكار، والفوز على السنغال ودور القائد محمد صلاح، الذي يسجل أرقامًا قياسية جديدة له وللكرة المصرية. 

لم استطع حسم هذا الصراع حتى الآن، وإن كنت كتبت المقال.