يعمل الطعام كأداة ربط ثقافية تجمع بين العائلات والأصدقاء وتخلق لحظات من المشاركة، وفي الوقت نفسه يمكن أن يكون الطعام ألد أعدائنا، فنحن لا نتحدث ببساطة عن القيود والتحذيرات والعواقب الوخيمة لاضطرابات التغذية، بل يتعلق الأمر بشكل أكبر بحالة الوعي عندما نقترب من أحد الأطباق الشهية.

ولكونك ابنة أو زوجة أو أمًا يقع عليكِ المسؤولية الأكبر تجاه صحة أفراد أسرتك الغذائية، ما يدعوكِ لأن تتعرفي على بعض "الأطعمة والمشروبات اليومية" التي تلجأين إليها وأفراد أسرتك وتُخفي في طياتها صفاتٍ خطيرة بدرجة مهلكة خاصة عند الإفراط فيها، ومع ذلك تتجاهل معظمنا هذه الطبيعة الخطيرة، فلنلقي نظرة على هذه الأصناف المهلكة المقدمة في الأطباق أو المعلبات.

السمن النباتي

تم إدراج السمن النباتي في هذه القائمة بسبب النسبة العالية التي يحتويها من الدهون المتحوِّلة، والتي ترتبط غالبًا بأمراض القلب، وقد تكون هناك عواقب ضارة أخرى له غير مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، تتعلق بالرضاعة الطبيعية، فتقلل الدهون المتحولة الموجودة في السمن من جودة الحليب الذي تقدمينه لمولودك الجديد، بالإضافة إلى زيادة مستويات الأنسولين لديك والتي تزيد مع تناول كمية ولو صغيرة من هذا المنتج، قد يكون السمن النباتي لذيذ عند الطهي، ولكن فقط ينبغي أن تضعي في اعتبارك مخاطره قبل الإفراط في استخدامه! وهناك العديد من البدائل الآمنة والصحية للسمن النباتي، على سبيل المثال زيت بذر الكتان لأنه غني بالأوميجا 3.

الصودا

تعد المياه الغازية والنكهات ومواد التحلية أهم ثلاثة مكونات لهذا المشروب المشهورعالميًا، وهناك العديد من الإضافات الأخرى التي تحوِّل الصودا من بديل بسيط للماء إلى أحد “الأغذية” الأكثر فتكًا، فلا يمكن لعقلك الشعور بالإشباع بمشروبات الصودا السكرية، لذلك ستستمر في إضافة سعرات حرارية فارغة إلى إجمالي السعرات الحرارية اليومية، دون أي تأثير إيجابي على صحتك، فيتم تحويل الكميات الكبيرة من السكريات غير الضرورية مثل الفركتوز بواسطة الكبد إلى جلوكوز، ثم يخزنها الجسم على شكل دهون! نعلم أنك تحبين مشروبات الصودا، بفضل "الدوبامين" الذي هو بالتأكيد أحد أسباب حبك لها! ولكن إذا كنتِ بحاجة إلى تناول مشروب فلا يوجد شيء أفضل من العصائر الطازجة التي تصنعينها بنفسك، لتمنحك الطاقة والكثير من الفيتامينات والمعادن.

مشروبات الطاقة

إذا كنتِ تشعرين بالإرهاق ورغم ذلك ما زلت مضطرة لمواجهة ضغوط جسدية أو نفسية! فقد يروق لك مشروب الطاقة باعتباره أفضل صديق للتغلب على هذا الجهد من وجهة نظرك! ولكن قد تكون مشروبات الطاقة مفيدة فقط إذا تم استخدامها مع الوعي بمخاطر شربها، حيث يحتوي معظمها على "خلطات الطاقة" مثل "الكافيين، والتورين، والجوارانا، وفيتامينات "ب"، والجلوكورونولاكتون" بكميات قد لا تكون آمنة عند تناول العديد من شراب عبواتها، ويعتبر الجمع بين هذه الإضافات ضارًا إذا تناولتيها بجرعات عالية، ما يسبب آثارًا تشبه تلك التي تسببها العديد من العقاقير المحظورة الأخرى كالتدخين وتناول الكحول، ويعد طفلك أكثر الفئات عرضة للخطر لصغر حجم جسده، فيقول الخبراء أن تناول الطفل علبة مشروب طاقة واحدة تعادل تناوله ثلاثة أكواب من القهوة مع 12 ملعقة صغيرة من السكر.

عصائر الفاكهة

عندما تقرئين على ملصقاتها أنها من مصادر فواكه طبيعية بنسبة 100%، فإن عصائر الفاكهة ليست صحية بقدر ما توحي لك به الإعلانات، فلا تصدقين دائمًا ملصقات الأغذية لأنها تقول جزءًا فقط من الحقيقة وليست الحقيقة بأكملها، فما يحدث أنه بعد عصر الفاكهة، عادةً ما يقوم مصنعو المشروبات بتخزين العصائر في خزانات ضخمة مستنفدة الأكسجين لمدة تصل إلى عام قبل تعبئتها، وتترك هذه العملية العصير خاليًا من النكهة تقريبًا، إذًا من أين تأتي النكهة اللذيذة التي تعادل شعورنا عندما نتذوق مشروباتنا "الطبيعية" المحببة؟! فقط عبوات النكهة المضافة إلى هذه العصائر هي التي تمنحها الطعم.

الخبز الأبيض

الخبز الأبيض هو الأقل في كميات الألياف والبروتين من بدائل الخبز الأخرى (الخبز الأسمر وخبز الجاودار هما اثنان فقط من الأمثلة العديدة التي يمكن أن نقدمها لك)، وتساعد الألياف أجسامنا على إدراك متى نكون قد تناولنا ما يكفي، فالشعور بالشبع مهم إذا كنا لا نريد استهلاك المزيد من السعرات الحرارية الإضافية، لذا فإن تناول الخبز الأبيض يعني أنك سوف تتناولين كميات كبيرة دون الشعور بالشبع لأنه لا يحتوي على الكثير من الألياف، إضافة إلى خطر ارتفاع الأنسولين في ما بعد، حينها يواجه الجسم زيادة الأنسولين في المنظومة بإفراز هرمونات لا ينبغي أن تكون نشطة باستمرار في الشخص السليم.

العسل الخام

لا يمر العسل الخام بعملية البسترة التي يتم فيها القضاء على السموم الضارة، لذا أحيانًا ما يحتوي هذا المنتج "الجاهز للأكل" على مادة "جرايانوتوكسين"، والتي يمكن أن تسبب الدوخة والضعف والتعرق الشديد والغثيان لمدة 24 ساعة بعد تناوله، ويوجد هذا السم في العسل حينما يلقح النحل بعض الأزهار التي تحتوي على هذه المواد الخطرة.

التونة

ربما لم تكن ثمة مشكلة من استهلاك التونة في الماضي، ولكنها أصبحت كذلك نتيجة تلوث المحيطات، حيث تمتص التونة كميات كبيرة من الزئبق، والذي – بمجرد معالجته بواسطة أجسامنا – يمر عبر الكليتين أو ينتقل إلى الدماغ والأنسجة الرخوة الأخرى، لهذا السبب يجب عليكي عزيزتي التحكم في جرعات التونة التي نُدخلها إلى نظامنا الغذائي الأسبوعي، وربما الأفضل أن نستبدل هذا الطعام اللذيذ ببعض البدائل الأخرى، والتي تكون أقل تعرضًا للزئبق، فللأسف يمكن أن يحرمنا التلوث الكثير من الأطعمة المفيدة ويحولها إلى سموم خطرة.

اللحوم المصنَّعة

هل تعرفين ما هي اللحوم المصنعة؟! هي مجموعة متنوعة من الأطعمة، مثل النقانق، واللحم المقدد، والسلامي، والسجق، ولحم البقر المعلب، واللحوم المدخنة، ولحم البقر المقدد، وجميع اللحوم التي تمت معالجتها عن طريق التمليح أو المعالجة أو التعليب أو التجفيف أو التدخين، وعادةً ما تساهم هذه اللحوم في ارتفاع ضغط الدم، وتتسبب في مشكلات صحية أخرى أكثر خطورة، وتنبع العواقب السلبية الخطرة لاستهلاكها من درجات الحرارة المرتفعة المستخدمة في معالجة هذه اللحوم، والتي حين تتعرض لها فإنها تكوِّن بعد ذلك مادة "النيتروزامين" المسببة للسرطان، ومادة "النيتروزامين" من أشهر المواد المسرطنة التي تحذر منها منظمة الصحة العالمية، وهي التي تسببت في سحب الكثير من الأدوية العالمية التي ثبت وجود شوائب من هذه المادة الخطيرة بها.

حبوب الإفطار

تملأ حبوب الإفطار الكثير من الأرفف في بعض "السوبر ماركت" الذي تدخلينه! إنها أحد الأطعمة المفضلة لوجبتنا الأولى في اليوم، لأنها ببساطة لذيذة ومشبعة، ولكن ما لا تعرفينه الكثير عنها هو أن هذه المنتجات محمَّلة بالمكونات المعدلة وراثيًا والتي تؤثر على أجهزة المناعة لدينا، فعليكِ أن تفكري في خطورة هذه الأغذية على طفلك بما أنها الوجبة المفضلة لديه، فإذا كنتِ لا تستطيعين حقًا منع نفسك وطفلك من تناول حبوب الإفطار، فربما يمكنكما بدء التفكير في بعض البدائل لحبوب الإفطار.

الجبن عند دمجه

على الرغم من أن الجبن مصدر غني بالكالسيوم الذي يقوي عظامنا،  والبروتين، والفوسفور، والريبوفلافين، والزنك، وبعض الفيتامينات الأخرى (مثل فيتامين أ، ب 12) إلا أننا نحتاج إلى تذكير أنفسنا بأن الجبن من الأطعمة عالية السعرات الحرارية، وقد نخسر جميع المزايا والقيمة الغذائية المفيدة التي يحتويها الجبن في ثانية عن دمجها مع الصنف الخطأ من الطعام، لذا فكري مرتين قبل تناولكِ له مع البرجر أو في التشيز كيك، فلا تفكري لمجرد أنه مكوَّن من جبن، يجب أن يكون صحيًا، ففي المقابل يمكن أن تزيدي من فائدته الصحية بتناوله مع الخضر أو الخبز الأسمر أو الأطعمة الأخرى المفيدة والمنخفضة السعرات.

الأطعمة الخالية من الدهون

تبدو الأطعمة الخالية من الدهون للوهلة الأولى وكأنها منجم ذهب لنظام غذائي متوازن ومُشبع تمامًا، لكن الواقع مختلف تمامًا، فالدهون من المواد الضرورية للعديد من وظائف الجسم ونموه الصحي، ولا يُنصح إطلاقًا بإلغاء الدهون من الغذاء، خاصةً عندما تكونين مواظبة على ممارسة الرياضة بانتظام، إضافة إلى أنه عادةً ما تكون الأطعمة الخالية من الدهون غنية بالسكر المعالج، وعادةً ما تربط طريقة تفكيرنا أن كونها خالية من الدهون يعني أنها خالية من السعرات الحرارية، وهو ما ليس صحيحًا على الإطلاق، فالاعتدال دائمًا هو كلمة السر، وخاصةً حينما يتعلق الأمر بتناول الطعام، لذا فالأنظمة الغذائية الصحية والمتوازنة ينبغي أن تحتوي على جميع المكونات الأساسية دون إغفال أيٍ منها، أو زيادته.

البطاطس المقلية في زيوت معاد غليها

 زيادة الوزن بسرعة والمتعة مع الشعور بالذنب، أمران متلازمان، فعادةً ما تقلى أصابع البطاطس الجاهزة بعمق في زيوت نباتية مهدرجة، والتي غالبًا ما يعاد تسخينها أكثر من مرة، ما يتسبب في تلف الدهون المتعددة غير المشبعة! فالزيوت المستخدمة في القلي العميق ضارة بصحتك وأسرتك بشكل لا خلاف عليه، لأنها غنية بالدهون المتحوِّلة، ما يجعلها تحتوي على نسب كبيرة من مادة خطرة تسمى "الأكريلاميد" وهي من المواد المسرطنة.

الأغذية المعلبة

إذا كنتِ عاملة ففي معظم الأوقات قد تلجئين إلى الأطعمة المعلبة عندما لا يكون لديكِ الوقت الكافي لإعداد الوجبات! فالطعام المعلب لم يقتل أحدًا من قبل أبدًا، ولكن لا تجعلي هذا الكسل عادتك، فالتعليب عملية تسمح لكِ بالحفاظ على الأطعمة لفترة أطول من الوقت (من سنة إلى خمس سنوات، وأحيانًا أكثر)، مع الحفاظ على بعض العناصر الغذائية في الوقت نفسه، ويمكن أن تتلف بعض العناصر الغذائية الأخرى مثل الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، بسبب الحرارة العالية المستخدمة في تعليب البضائع، بالإضافة إلى ذلك، تضيف العديد من الصناعات إلى المنتجات المعلبة – خاصة إذا كانت منخفضة الجودة – السكر والملح بكميات كبيرة، فهل سألتِ من قبل لماذا تكون الأطعمة المعلبة في بعض الأحيان أرخص من نظيرتها الطازجة؟

مكعبات المرق

تحتوي مكعبات المرق التي تشترينها من المتجر على مكونات صناعية ومستويات عالية من الملح! فإذا كان أحد أفراد أسرتك مصاب بالسكري فهو أكثر عرضة بشكل خاص للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وبالتالي أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والكلى، لذا فصنع المرق أو الحساء أو الشوربة في منزلك دون استخدام المكعبات الجاهزة، يثري وصفاتك بنكهة ألذ، كما أنه يمكن صنع الحساء يدويًا في البيت ومعرفة جميع المكونات وتحديد أنواع التوابل وكمية الملح المضافة بدقة.

الملح

غالبًا تتمتع الأطعمة مالحة بمذاق لذيذ كما تعلمين، ولكن يمكن أن يتسبب النظام الغذائي الغني بالملح في ارتفاع ضغط الدم وهو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وقد يكون ضمن أفراد أسرتك فئة معينة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم مثل كبار السن ومرضى السكر ومن يعانون من السمنة وأمراض الكلى، وهؤلاء جميعًا يجب عليك بالدرجة الأولى تقليل الملح في طعامهم، فمراقبة كمية الملح التي تتناوليها وأفراد أسرتك بعناية، والسماح لذوقهم بالاعتياد على بعض الوجبات الأقل ملوحة أمر مهم وضروري، فماذا لو أضفتِ رشة ملح فقط بدلاً من حفنة؟