أكد مسؤولو قطاعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة في عدد من البنوك، أهمية توفير الخدمات غير المالية، بمختلف أنواعها للمشروعات الناشئة والصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر من التوعية والتثقيف والاستشارات المالية، والمساعدة في تأسيس الشركات وإعداد دراسات الجدوى، وتيسير الحصول على التمويلات والتشبيك مع المستثمرين والموردين وغيرها، نظرًا للدور الكبير الذي تقوم به هذه النوعية من الخدمات في تحويل الأفكار إلى مشروعات على أرض الواقع واستمرارية ونمو المشروعات القائمة.

واتفق مسؤولو قطاعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنوك المشاركة، في ورشة عمل نظمتها لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر باتحاد البنوك بحضور مسؤولين من البنك المركزي المصري، على أن هناك تغيرًا في ثقافة القطاع المصرفي حاليًا، حيث لم تكن البنوك تُقدم على توفير مثل هذه الخدمات في السابق، ولكن مع تزايد الاهتمام ودور المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل كان لزامًا على القطاع المصرفي تغيير صورته الذهنية تجاه توفير هذه الخدمات لأصحاب المشروعات.

وقالت شانتال صباغ مدير تطوير الأعمال بالبنك الأهلى المصري خلال مشاركتها في ورشة العمل" إن الخدمات غير المالية والتي يتم توفيرها من خلال مبادرة البنك المركزي لريادة الأعمال – رواد النيل، تساعد على تحقيق استراتيجيات القطاع المصرفي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والشمول المالي.

وأضافت أن البنك الأهلي يقوم بتدريب العاملين به على كيفية تقديم الخدمات غير المالية بكفاءة كبيرة، وهناك تعاون مع شركة الأهلى للخدمات غير المالية التابعة للبنك، بهدف زيادة مهارات العاملين بالبنك وهو ما انعكس بشكل واضح في التعاون بين قطاعات البنك المختلفة سواء قطاعات الشمول المالي أو المسئولية المجتمعية أو المشروعات الصغيرة والمتوسطة وغيرها في تقديم تلك الخدمات وتحقيق الاستفادة القصوى منها. 

من جهته، قال أحمد فؤاد رئيس قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ببنك QNB الأهلي، إن الخدمات غير المالية، باتت جزءًا أساسيًا من نشاط القطاع المصرفي وتوفيرها ليس مقصورًا على البنوك الوطنية، بل إن البنوك التجارية الخاصة تقوم أيضًا بتقديم الخدمات غير المالية بكفاءة كبيرة إيمانًا بأهميتها في خلق أجيال جديدة من عملاء البنوك، وفي تحقيق الشمول المالي والتنمية الاقتصادية والمستدامة.

وأضاف أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الخدمات غير المالية وقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وريادة الأعمال، ومع إطلاق البنك المركزي لمبادرات دعم هذا القطاع، وما أعقبه من إطلاق لمبادرة رواد النيل والتي تهدف إلى تقديم منتجات وخدمات غير مالية، سارع بنك QNB الأهلي بالانضمام لتلك المبادرة عام 2019 والتي تعد الجناح الرئيس لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأوضح فؤاد أن إعلان البنك المركزي عن إطلاق حزمة واضحة من المنتجات والخدمات غير المالية، من تدريب وتثقيف وغيرها من الخدمات التي يتم توفيرها من خلال مبادرة رواد النيل، شكّل حافزًا قويًا للبنوك للمشاركة، وبدلت توجهات البنوك من مجرد قصر التعامل مع العملاء على مرحلة التمويل والإقراض إلى تقديم الدعم والمساعدة المجانية من مرحلة الفكرة للمشروع وليس مرحلة إقراضه، مشيرًا إلى أن هناك تكاملاً بين البنوك في تقديم تلك الخدمات.

وأشار إلى أن بنك QNB الأهلي كان من أوائل البنوك التي آمنت بمبادرة رواد النيل، واشتركت في برنامجين منها هما برنامج الاحتضان ومراكز خدمات تطوير الأعمال، وحققت نتائج قوية في تقديم الخدمات غير المالية، حيث تصدّر البنك، من خلال مركزين لتطوير الأعمال في كفر الشيخ والمنصورة، البنوك المشاركة في عدد الخدمات التي تم تقديمها للشباب ورواد الأعمال وأصحاب المشروعات الناشئة والصغيرة بعدد تجاوز 28 ألف خدمة غير مالية استفاد منها أكثر من 8 آلاف مشروع.

ولفت رئيس قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ببنك QNB الأهلي إلى أن تقديم هذه الخدمات انعكس إيجابيًا في خلق شريحة جديدة من العملاء وأصحاب المشروعات المتعاملين مع البنك، حيث تم فتح حسابات مصرفية جديدة لأكثر من 1600 حساب من هذه الشريحة وتم منح تسهيلات ائتمانية بقيمة بلغت نحو 100 مليون جنيه.

ونوّه أحمد فؤاد بأن هذه النجاح الكبير، شكّل عاملاً مهمًا لتحفيز البنك في التوسع في تقديم الخدمات غير المالية، والاتجاه لفتح مراكز جديدة لخدمات تطوير الأعمال في محافظات أخرى منها دمياط وبني سويف، وهناك خطة لمزيد من التوسع في تقديم هذه الخدمات في المستقبل.

من جهتها، قالت شيرين الشرنوبي مدير تطوير المنتجات المصرفية للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ببنك QNB الأهلي إن استراتيجية البنك عند المشاركة في مبادرة رواد النيل اعتمدت على التركيز على المحافظات والأقاليم، وهي المناطق التي رأى البنك أنها أكثر احتياجًا للثقافة المالية والخدمات غير المالية وبها فرص كبيرة تحتاج إلى تمويلات بنكية مع اتساع قاعدة المشروعات الناشئة ومتناهية الصغر والصغيرة بها.

وأضافت أن البنك اهتمم بتحقيق أهداف مبادرة رواد النيل والتي تستهدف تحقيق الشمول المالي ودمج القطاع غير الرسمي في القطاع الرسمي وإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من الخدمات المالية، وأيضًا التركيز على المرأة وتقديم الدعم لها لتنشئ مشروعات خاصة بها، سواء المرأة في الريف أو المرأة المعيلة، وتم تقديم العديد من الخدمات لأصحاب الأفكار لبلورة أفكارهم إلى مشروعات فعلية أو أصحاب المشروعات الفعلية والتي تم مساعدتهم على التوسع والنمو.

وأشارت إلى أن البنك بدأ بإنشاء مركزين لتطوير الأعمال في محافظات الدلتا واختيار كفر الشيخ والمنصورة واللتان تزخران بالأنشطة الزراعية والمرتبطة بالثروة الحيوانية وتجميع الألبان، وتم تنظيم حملات للتوعية والتثقيف بالخدمات غير المالية والمالية في تلك المناطق ولاحظ عدم وجود ثقافية مالية لدى شرائح كبيرة من الأهالي وتم تقديم الدعم لهم ومساعدتهم على الحصول على التراخيص وإنشاء المشروعات والمساعدة في إعداد دراسات الجدوى وغيرها من الخدمات.

وأوضحت شيرين الشرنوبي أن إجمالي عدد الخدمات غير المالية التي تم تقديمها من خلال مركزي خدمات تطوير الأعمال التابعين للبنك في كفر الشيخ والمنصورة بلغ 28871 خدمة، استفاد منها 8959 مشروعًا، منها 2107 مشروعات حصلت على خدمة تيسير الحصول على التراخيص و5401 مشروع على خدمة تكوين الفكرة و1717 مشروعًا على خدمة التحليل المالي و1196 على خدمة تأسيس مشروع جديد و657 مشروعًا على خدمة تيسير الحصول على التمويل و7071 مشروعًا على خدمة إعداد دراسات الجدوى وخطط العمل و1668 مشروعًا على خدمة التشبيك مع الموردين و2940 مستفيدًا من خدمة التدريب وبناء القدرات و6087 مستفيداً من خدمة نشر المعرفة.

وأشارت إلى أن جهود مراكز خدمات تطوير الأعمال بالبنك في كفر الشيخ والمنصورة أسهمت أيضًا في تحقيق استراتيجية الشمول المالي التي تعمل عليها الدولة ويتبناها البنك المركزي المصري، حيث تم نشر قرابة 400 ماكينة دفع إلكتروني (بي أو إس) وعمل نحو 800 محفظة إلكترونية وتوزيع 221 كارت ميزة وإنشاء أكثر من 760 حساب إنترنت بنكي.