أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين اللواء قدري أبو بكر، أن الأسرى والأسيرات الفلسطينيين الأبطال يعيشون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظروف صحية وحياتية صعبة، جراء مخططات وممارسات حكومة الاحتلال وأدواتها السياسية والعسكرية، الذين يتوحدون للنيل من عزيمة وصمود هؤلاء الأبطال، ولكنهم يفشلون دوماً وسيفشلون.
وقال اللواء أبو بكر، في كلمته اليوم /الأربعاء/ أمام الندوة الخاصة بإحياء" اليوم العربي للأسير الفلسطيني" بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، في هذا اليوم "يوم الأرض الفلسطيني" وفي مناسبته السادسة والأربعين، ومن بيتنا الشامخ جامعة الدول العربية، ومن على أرض جمهورية مصر العربية، سندنا ومصدر قوتنا ورمز وحدتنا القومية، نؤكد للعالم أجمع بأن كل ذرة تراب في فلسطين مقدسة، بقداسة دياناتها السماوية، وبدماء شهدائها وجرحاها، وبسنوات الفخر التي تُحرق داخل السجون والمعتقلات لكي نحيا أحراراً، ولكي ندحر هذا الاحتلال الذي يشوه كل حياتنا، مصممون على المضي قدماً في النضال وتقديم التضحيات، حتى تتحقق الأمنيات بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف "على مدار 74 سنة، نتعرض للظلم وتمارس بحقنا الجريمة المنظمة، ولم نلمس يوماً أن المنظومة المسيطرة على العالم تنظر إلينا ولو بطرف عين، وهي ذاتها التي تعمل اليوم ليلاً نهاراً لوقف القتل والدمار الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية"، متسائلا: أين أنتم من جرائم الحرب التي تُرتكب في فلسطين؟.
وأجاب :"سألت وأعرف الإجابة، ونعرفها جميعاً من الشيخ حتى الرضيع، بأن للمجتمع الدولي ومؤسساته، تفضيلاته وميوله وفقاً لمصالحه الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وكنا نتمنى أن تُطبق علينا الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية، ولكن للأسف دائما الكفة تميل نحو دولة الاحتلال، كيف لا واللوبي الصهيوني يعمل على كل الساحات لكي يعزز من الرواية الكاذبة بأن هذه الأرض لهم، ويُنكرون علينا وجودنا وأحقيتنا على أرضنا، ولكن لا قيمة لهذا كله طالما بقيت الأجيال تُخلق وتنمو وتترعرع على حب فلسطين". وتابع قائلا:"اليوم ونحن نجتمع في هذه الفعالية المركزية، لدعم حقوق أسرانا وأسيراتنا في سجون ومعتقلات الاحتلال في مواجهة الانتهاكات والتنكيل الإسرائيلي، فإننا سنقف عند حقائق صادمة تدلل على مدى وحشية وحقد هذه المنظومة، حيث ما زال الاحتلال يحتجز في 24 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف وتحقيق، ما يقارب 4400 أسير وأسيرةً".
وأضاف" من بين هؤلاء الأسرى 600 مريض من بينهم 200 بحاجة إلى تدخلات طبية وعلاجية عاجلة، و14 منهم يعانون من مرض السرطان والعشرات من المقعدين ومبتوري الأطراف والمصابين بالأمراض المزمنة، إلى جانب 547 محكوم عليهم بالسجن (بالمؤبد) مدى الحياة، و500 معتقل بفعل قرارات الإعتقال الإداري، و160 طفلاً قاصراً أعمارهم أقل من18 سنة، و31 أسيرةً، و148 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من 20 سنة، و25 منهم معتقلون منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، أقدمهم كريم وماهر يونس المعتقلان منذ 39 سنة، ودخلا في عامها الأربعين والأخير في الأسر.
ونبه اللواء أبو بكر إلى أن الأسرى والأسيرات يعيشون في هذه الأيام أوقات عصيبة، حيث يتعرضون لهجمة شرسة، تتعاون فيها حكومة الاحتلال وإدارة واستخبارات السجون وجهاز المخابرات الإسرائيلي والمنظومة القضائية والصحية والإعلامية الموجهة، وتُقاد من متطرفين في أعلى المستويات السياسية العسكرية، وتهدف إلى خلق واقع جديد داخل السجون والمعتقلات، يستهدف كل تفاصيل الحياة اليومية لهم، حيث تتصاعد الهجمة بشكل مستمر منذ تمكن 6 أسرى بتاريخ 6/9/2021 من الهروب من سجن "جلبوع"، علماً أنه تم إعادة اعتقالهم بعد عدة أيام وفرضت عليهم العقوبات من عزل وغرامات، وما زالوا يخضعون للمحاكمة من جديد لإضافة سنوات على أحكامهم السابقة.
وأشار إلى أن العقوبات التي فُرضت وما زالت على الأسرى تتضمن اقتحام السجون والاعتداء على الأسرى والمعتقلين بالضرب والرش بغاز الفلفل والمسيل للدموع، واستهداف استقرارهم ونقلهم من سجن إلى آخر، وتقليص الفورة "متنفس الأسرى الفلسطينيين" والمواد الغذائية من الكانتينا، وعرقلة الزيارات ومنعها بحجة جائحة كورونا، وعدم تنفيذ التفاهمات السابقة المتعلقة بتركيب تلفونات لدى الأسرى المرضى فيما يسمى "مستشفى سجن الرملة" وفي السجون التي يُحتجز فيها الأطفال والأسيرات، إلى جانب فرض الغرامات المالية ومصادرة الأدوات الكهربائية وأدوات الطبخ، والتباطؤ في تقديم العلاج وتوفير الأدوية للمرضى وتركيب بوابات الفحص الإلكترونية في العديد من السجون، والاستفزازات والتنكيلات الجشعة.
وتابع أبو بكر قائلا:" وعلى اثر ذلك قرر الأسرى الذهاب إلى المواجهة المباشرة لانتزاع حقوقهم المشروعة، حيث أقدم الأسرى الإداريون على مقاطعة محاكم الاحتلال الإسرائيلي بكل مسمياتها وتشكيلاتها منذ مطلع العام الحالي، وتبع ذلك خطوات عامة، حيث تم حل الهيئات التنظيمية في السجون والمعتقلات، وإغلاقها بشكل جزئي أو بشكل كامل بين الحين والآخر، وعدم الخروج إلى ساحات الفورة وعيادات السجون والمستشفيات، وامتناع المرضى عن أخذ الأدوية، والإعلان عن خوض إضراب مفتوح عن الطعام كان من المفترض أن يكون الخامس والعشرين من الشهر الحالي، ولكنهم علقوه بعد أن رضخت إدراة السجون لمطالبهم".
وأضاف أن الأحداث المتراكمة داخل السجون والمعتقلات ولدت لدينا قلقا كبيرا، وأصبح لدينا خشية حقيقية من إجراءات وممارسات إدارة السجون واستخباراتها بحق أسرانا ومعتقلينا، تحديداً، مشيرا إلى أن الهجمات الأخيرة عليهم، والإقامة شبه الدائمة لوحدات القمع المتخصصة والمدججة بالسلاح والذخيرة والهراوات والكلاب البوليسية داخل السجون والمعتقلات، تعني أن هناك قرارات واضحة واستعدادات على مدار الساعة للانتقام من مناضلينا.