فيما يواصل نجم كرة القدم المصري محمد صلاح تألقه وسطوعه مع ناديه ليفربول الإنجليزي بشكل يفوق زميله السنغالي ساديو ماني ، فرض الأخير تفوقه بوضوح على صلاح داخل القارة الأفريقية خاصة في الأسابيع القليلة الماضية.
وصنع كل من اللاعبين صلاح وماني نجوميته وشهرته من بوابة ليفربول الإنجليزي بعد سنوات من التألق لكليهما في صفوف الفريق علما بأن نشأة اللاعبين قد تكون متشابهة داخل القارة الأفريقية.
ولكن صلاح نجح خلال الموسمين الماضي والحالي في التفوق بوضوح على ماني والاستحواذ على نصيب الأسد من تشجيع ومساندة جماهير الفريق بشكل خاص والجماهير الإنجليزية بشكل عام بعدما أصبح أيقونة حقيقية في الدوري الإنجليزي بما يحطمه من أرقام قياسية وما يسجله من أهداف مؤثرة ومثيرة.
ورغم هذا ، تلقى صلاح صدمتين متتاليتين داخل القارة الأفريقية منذ بداية العام ، وجاءت الصدمتان بتوقيع زميله ماني الذي فرض كلمته على صلاح داخل القارة السمراء وحرم "الفرعون" كما يلقبه البعض في إنجلترا من تحقيق حلم الفوز باللقب الأول له مع الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية وكذلك من حلم الوصول إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي.
وقبل أسابيع قليلة ، وبالتحديد في السادس من فبراير الماضي ، لقن ماني ورفاقه في المنتخب السنغالي (أسود داكار) المنتخب المصري درسا قاسيا بعدما تغلبوا عليه بركلات الترجيح في نهائي كأس الأمم الأفريقية ، التي استضافتها الكاميرون مطلع العام الحالي.
وسدد ماني ركلة الترجيح الخامسة الحاسمة ليفوز أسود داكار 4 / 2 بركلات الترجيح بعد 120 دقيقة من التعادل السلبي في النهائي الأفريقي.
وبهذه الركلة ، حرم ماني زميله صلاح من تسديد الركلة الخامسة للفراعنة كونها لن تؤثر في النتيجة الإجمالية لركلات الترجيح.
وأمس ، تكرر السيناريو بشكل مشابه للغاية حيث تغلب المنتخب السنغالي على نظيره المصري 1 / صفر مساء أمس في إياب الدور النهائي بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر ، وفشل الفريقين في تغيير النتيجة على مدار نحو 120 دقيقة أيضا بعد تقدم الفريق السنغالي بهدف مبكر في الدقيقة الثالثة.
وكانت مباراة الذهاب بين الفريقين في القاهرة يوم الجمعة الماضي انتهت بفوز المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) بهدف مبكر أيضا لتكون النتيجة الإجمالية للمباراتين هي التعادل 1 / 1 مع دفع الفريقين إلى الاحتكام لركلات الترجيح.
وفي ركلات الترجيح ، كانت الإثارة حاضرة بقوة حيث أهدر كل من الفريقين أول ركلتين له فارتدت ركلة كاليدو كوليبالي من العارضة وتصدى حارس المرمى محمد الشناوي لركلة ساليو سيسيه فيما أطاح النجم الكبير محمد صلاح وزميله أحمد سيد (زيزو) بأول ركلتين للفراعنة خارج المرمى.
ورغم نجاح كل من إسماعيلا سار وعمرو السولية في تسجيل الركلة التالية للمنتخبين السنغالي والمصري على الترتيب ، أصاب المهاجم المصري مصطفى محمد فريقه وجماهيره بصدمة كبيرة عندما أهدر ركلة الترجيح الرابعة بعدما سجل بامبا ديانج الركلة الرابعة لأسود داكار.
وعندها أصبحت آمال الفراعنة مرهونة بتسديدة من النجم السنغالي الكبير ساديو ماني.
وللمرة الثانية في غضون 52 يوما ، أطاح ماني بأحلام الفراعنة واقتنص فوزا غاليا لمنتخب بلاده حيث سجل ماني ركلة الترجيح الخامسة لأسود داكار ليصعد بهم إلى المونديال ، ولم يكن الفراعنة بحاجة لتسديد الركلة الخامسة بعد هذه التسديدة من ماني والتي حسمت النتيجة تماما.
وكانت بداية ركلات الترجيح المصرية في مباراة الأمس مع صلاح أملا في منح الفريق مزيد من الثقة في مواجهة الحارس السنغالي العملاق إدوارد ميندي ، ولكن صلاح أطاح بالكرة عاليا وساهم بدوره في إخفاق الفراعنة في بلوغ المونديال.
وفي المقابل ، لعب ماني دورا بارزا في قيادة أسود داكار إلى المونديال للنسخة الثانية على التوالي وهي الثالثة في تاريخ الفريق.
وبهذا ، فرض ماني كلمته على صلاح داخل القارة الأفريقية في الفترة الحالية وأكد تفوقه على صلاح على مستوى المنتخبات ، على الأقل في الفترة الحالية.
ويبدو أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد مزيدا من التنافس الشرس بين اللاعبين صلاح وماني سواء داخل أو خارج ليفربول لاسيما وأن الأرقام والإحصائيات تشير إلى تقارب كبير في مستوى اللاعبين في معظم الفترات.
وكان كل من اللاعبين ولد ونشأ في قرية صغيرة ببلاده ، وبعد مسيرة متوسطة في رحلة الاحتراف الأوروبي ، استقر كل منهما في ليفربول بمقابل مادي يبدو متقاربا للغاية أيضا علما بأن ماني كان الأسبق إلى صفوف النادي الإنجليزي حيث انضم إليه قبل موسم 2016 / 2017 فيما انضم صلاح للفريق قبل بداية الموسم التالي ليبدأ الصراع والتنافس بينهما.
ورغم فارق هذا الموسم لصالح ماني ، اجتاز صلاح أرقام ماني بجدارة من خلال ليفربول فيما كان النجا أكبر لماني على مستوى المنتخبات.
وحتى الآن ، سجل صلاح 117 هدفا لليفربول في 185 مباراة خاضها مع الفريق بالدوري الإنجليزي بمتوسط بلغ 63ر0 هدف في المباراة الواحدة مقابل 42ر0 هدف في المباراة الواحدة لماني الذي سجل 107 أهداف في 255 مباراة مع الفريق بالدوري الإنجليزي رغم كون ماني مهاجم صريح فيما يلعب صلاح خلف رأس الحربة في معظم الأحيان.
وبهذه الأرقام ، احتل صلاح المركز التاسع بقائمة أفضل الهدافين الأجانب بالدوري الإنجليزي على مدار التاريخ.
ويبدو قادرا على التقدم عدة خطوات في هذه القائمة خلال الموسم الحالي نظرا للفارق الهزيل بينه وبين لاعبين آخرين في القائمة مثل البلجيكي روميلو لوكاكو (118 هدفا) والترينيدادي دوايت يورك (123 هدفا) والفرنسي نيكولا أنيلكا (125 هدفا) والأيرلندي روبي كين (126 هدفا) والهولندي جيمي فلويد هاسلبانك (127 هدفا) .
وفي المقابل ، يحتل ماني المركز الحادي عشر في هذه القائمة برصيد 107 أهداف وبفارق هدفين خلف الويلزي رايان جيجز وبفارق ثلاثة أهداف أمام الإيفواري ديدييه دروجبا.
وفيما تشير الإحصائيات إلى تفوق صلاح على ماني مع ليفربول ؛ فإن إحصائيات اللاعبين الدولية تشير إلى تفوق ماني حيث التقى المنتخبان المصري والسنغالي في خمس مباريات بحضور صلاح وماني ، وكانت الكفة لصالح ماني بشكل عام ، ومن بينهم المباراتان في ذهاب وإياب الدور النهائي بتصفيات مونديال 2022 خلال الأيام القليلة الماضية.
وكانت أول مواجهة بين اللاعبين على المستوى الدولي عندما تغلب المنتخب السنغالي على نظيره المصري 2 / صفر في سبتمبر 2014 ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية ، وصنع ماني الهدف الأول لزميله مامي بيرام ضيوف فيما سجل بنفسه الهدف الثاني.
وفي مباراة الإياب بنفس التصفيات ، فاز المنتخب السنغالي على نظيره المصري أيضا 1 / صفر بالقاهرة ليتأهل الفريق السنغالي إلى النهائيات على حساب الفراعنة.
ولكن المواجهة الثالثة بين المنتخبين بحضور صلاح وماني كانت أكثر إثارة وأهمية وكانت في نهائي كأس الأمم الأفريقية وانتهت بالتعادل السلبي بعد 120 دقيقة هي زمن الوقتين الأصلي والإضافي ثم جاء الفوز السنغالي عبر ركلات الترجيح ليتوج أسود داكار بأول ألقابهم القارية.
وساهمت هذه الفترة من التألق لماني في فوزه بجائزة أفضل لاعب في القارة السمراء باستفتاء الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) في كل من 2017 و2018 خاصة وأنه قاد المنتخب السنغالي إلى مونديال 2018 بروسيا مثلما فعل صلاح مع المنتخب المصري.
وفي المقابل ، أحرز صلاح الجائزة نفسها في عام 2019 فيما حجب الكاف الجائزة في العامين التاليين 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا.
ورغم تفوق ماني على صلاح في جائزة الكاف ، كان لصلاح اليد العليا في الصراع على جائزة أفضل لاعب في العالم باستفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) حيث بلغ القائمة النهائية للمتنافسين على الجائزة في كل من عامي 2018 و2021 وفاز بالمركز الثالث في كل منهما فيما خسر ماني بفارق هزيل فرصة الوصول للقائمة النهائية حيث حل خامسا في السباق عام 2019 ورابعا في 2020 .
كما اشار الفيفا على موقعه بالانترنت إلى أن صلاح يحتل المركز العاشر بين نجوم الكرة الحاليين من حيث عدد المتابعين على "انستجرام" وذلك برصيد 9ر48 مليون متابع ، وهي القائمة التي يتصدرها البرتغالي كريستيانو رونالدو ويأتي خلفه على الترتيب كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي كيليان مبابي والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيلي مارسيلو والفرنسي بول بوجبا والإسباني سيرجيو راموس والكولومبي خاميس رودريجيز.