شارك، مساء أمس، الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والطيار محمد المنار وزير الطيران المدني، في الندوة التي نظمتها جمعية الكتاب السياحين المصريين، تحت عنوان "السياحة المصرية في ظل الظروف الدولية الراهنة"، بحضور عدد من قيادات وزارتي السياحة والآثار والطيران المدني، ورئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، وبعض رؤساء الغرف السياحية.
وأدار الندوة الكاتب الصحفي صلاح عطية، والتي استهلها بكلمة موجزة عن تاريخ إنشاء هذه الجمعية، وأهم الأنشطة التي تقوم بها.
وأعرب وزير السياحة والآثار، في كلمته عن سعادته بهذا اللقاء، مقدمًا للجميع التهنئة بقرب حلول شهر رمضان المبارك يعوده على الجميع بالخير والبركات، وموجهًا الشكر للصحافة المصرية على ما تقوم به ودورها المهم ليس فقط في رفع الوعي السياحي والأثري وتعريف المصريين بتاريخ بلادنا، بل في الترويج السياحي لمصر ولا سيما أن كثير من الوكالات ووسائل الإعلام العالمية تنقل عنها.
وأشار الدكتور خالد العناني إلى التعاون الكبير من كل جهات الدولة لاستئناف السياحة تدريجيًا بعد أزمة فيروس كورونا، بدءًا من الإجراءات والضوابط الوقائية والاحترازية التي تم اتخاذها لفتح الأماكن السياحية والأثرية، ثم فتح السياحة الداخلية كمرحلة أولى، ثم السياحة الشاطئية، ثم السياحة الثقافية، مشيرًا إلى أنه خلال الربع الأخير من 2021 كان قد شهد شبه تعافي قطاع السياحة المصري من الأزمة، على الرغم أن أكثر الدراسات تفاؤلًا في العالم في هذا الوقت كانت تشير أن التعافي سيكون في عامي 2023 أو 2024.
كما تطرق للحديث عن الإصلاح المؤسسي والتشريعي وخاصة في ظل أهمية وجود قوانين منظمة قوية لقطاع السياحة تتواكب مع التطورات والأساليب الجديدة التي تشهدها صناعة السياحة، والعمل على رفع القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري، من خلال تطوير البنية التحتية السياحية منها إنشاء شبكة طرق ومواصلات قوية تربط بين المدن السياحية المختلفة والاهتمام بالأنماط السياحية المختلفة مثل سياحة اليخوت، وأهمية تشجيع الاستثمار السياحي وحمايته، وتعظيم الاستفادة من الوسائل التكنولوجية، وتعزيز المشاركة المجتمعية والموارد البشرية.
وأشار إلى استضافة مصر خلال اليومين الماضيين اجتماع اللجنة الاقليمية الـــ 48 لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، والتي تم اختيار عنوان "العنصر البشري" محوراَ رئيسياً يتم مناقشته خلال جلساتها، حيث تم مناقشة أهمية تعليم السياحة للأطفال في المدارس وتخصيص مادة "السياحة" كمادة أساسية، وكذلك أهمية تطوير التعليم السياحي الجامعي بما يتوافق مع احتياجات السوق، وتنمية المجتمعات المحلية المحيطة بالأماكن السياحية، والتوازن البيئي واستدامة النشاط السياحي والسياحة الخضراء خاصة مع استضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ " COP 27 " في نوفمبر المقبل.
كما عرض الوزير فيلماً ترويجياً قصيرًا يُشير إلى ترحيب مصر بضيوفها الكرام، وبقيام الدولة المصرية بكافة جهاتها بتيسير إجراءات الحصول على التأشيرة السياحية والتي سيتم تطبيقها بداية من إبريل المقبل، ما سيسهم في تشجيع العديد من السائحين من الجنسيات المختلفة على زيارة مصر.
وتحدث عن بعض الأنشطة الترويجية التي تقوم بها الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي ومنها استضافة العديد من المدونين والمؤثرين من مختلف دول العالم لزيارة مصر، والمشاركة في العديد من المعارض السياحية الخارجية منها مشاركة مصر كضيف شرف في معرض المجر الشهر الماضي، والمعارض التي ستشارك بها قريباً منها في إيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، والإمارات، وألمانيا، بجانب أن هناك معرضين بالخارج للآثار أحداهما في السعودية والآخر في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أشار إلى إطلاق الحملة الترويجية Follow the Sun في عدد من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر وهي المملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً أن هذه الحملة تدعو السائحين من خلال شعارها متابعة الطقس باستمرار مما سيجعلهم يختارون مصر لقضاء إجازاتهم بها والاستمتاع بجوها الدافئ طوال العام والشمس المشرقة وهو ما يأتي تماشياً مع ملامح الاستراتيجية الترويجية لمصر القائمة على الانطلاق Egypt is alive، كما لفت إلى أنه سيتم إطلاق حملة ترويجية للسوق العربي في منتصف شهر رمضان المبارك.
وتحدث عن اهتمام الوزارة بملف التدريب لكل العاملين والمتعاملين مع السائحين، وكذلك السلامة الصحية حيث أصبح هناك قرار وزاري يلزم المنشآت الفندقية بتعيين مراقب جودة بشكل دائم من المتخصصين في مجال صحة وسلامة الغذاء، وكذلك ملف التحول الأخضر حيث يتم التنسيق مع الاتحاد والغرف لتحويل كافة المنشآت الفندقية في مصر إلى منشآت صديقة للبيئة والتزامها بالحصول على شهادة تفيد بقيامها بتطبيق كافة اشتراطات الممارسات الخضراء، والتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لرفع كفاءة سرعة الإنترنت بهذه المنشآت.
واستعرض أبرز ما تقوم بها الوزارة في ملف التحول الرقمي مثل حجز تذاكر دخول المواقع الأثرية والمتاحف إلكترونياً، وإطلاق موقع خدمي، وموقع ترويجي، مشيراً إلى أنه خلال أسابيع قليلة سيتم عمل كل الإجراءات الخاصة بتراخيص المنشآت الفندقية من خلال موقع إلكتروني.
وأوضح أن هناك خطوات واجتماعات تنسيقية للوقوف على نسب الانجاز بالمشروعات السياحية الغير مكتملة بشرم الشيخ ونبق، الخاضعة لولاية المحافظة والهيئة العامة للتنمية السياحية، والتعرف على احتياجات هؤلاء المستثمرين وتقديم المساعدات اللازمة لاستكمال هذه المشروعات لافتتاحها في أقرب وقت ممكن وخاصة مع استضافة مصر لمؤتمر الكوب ٢٧.
ولفت إلى بعض المشروعات والافتتاحات الوشيكة، منها قصر محمد علي بشبرا والذي تم عرض فيلم قصير عنه، ومتحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمتحف المصري الكبير الذي يُجري العمل به على قدم وساق للانتهاء منه استعداداً للافتتاح الوشيك، كما أشار إلى افتتاح مطعم جديد في منطقة أهرامات الجيزة في مايو المقبل، وتطوير قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتطوير خدمات الزائرين بالمواقع الأثرية المختلفة.