رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كاتب أمريكى: السلام بين روسيا وأوكرانيا ينطوى على خيارات مؤلمة

2-4-2022 | 09:48


رئيسا روسيا وأوكرانيا

دار الهلال

 أكد الكاتب الصحفى الأمريكى دافيد إجناتيوس في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن طريق التسوية السلمية لأزمة أوكرانيا الحالية جراء العملية العسكرية الروسية في الأراضى الأوكرانية محفوف بكثير من الخيارات المؤلمة.

ويقول الكاتب في مقاله أنه من السهولة بمكان أن تبدأ الحرب ولكن من الصعب إنهائها، مؤكداً أن هذه المقولة تنطبق علي الحرب الدائرة حالياً فى أوكرانيا.

ويوضح الكاتب أن الجانبين الأوكرانى والروسى إلتقيا مؤخراً فى تركيا لعقد مباحثات سلام فى محاولة للتوصل إلى تسوية للصراع المسلح على الأراضى الأوكرانية بين القوات الروسية والمقاومة الأوكرانية وكان أهم ما توصل إليه الطرفان خلال المباحثات هو الاتفاق على وقف إطلاق النار في مقابل ضمان حياد أوكرانيا كى لا تمثل أى تهديد للجانب الروسى.

إلا أن هذه الصيغة ، كما يقول الكاتب، تنطوى على خيارات مؤلمة لأنها تمنح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نوعاً ما من الإنتصار وهو أمر مرفوض من جانب أوكرانيا والدول الغربية حيث أنهم يرون أنه لا يجب مكافأة بوتين على ممارساته ضد الشعب الأوكرانى بمنحه ذلك الانتصار.

يشير الكاتب أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ترى أن القرار الآن هو قرار الرئيس الأوكرانى فلودومير زيلينسكي؛ إما أن يقبل بهذا الخيار المؤلم وينهى الحرب في قابل تبنى موقف الحياد أو أن يستمر فى الصراع المسلح على أمل التوصل إلى اتفاق أفضل.

ويستطرد الكاتب قائلاً إن الشعب الأوكرانى الذى أبلى بلاءاً حسناً على أرض المعركة في مقاومة القوات الروسية لن يقبل بأى تسوية تؤدى إلى نزع سلاح بلاده ويوهن من قدراتها فى مواجهة أى هجوم على أراضيها فى المستقبل.

ويوضح الكاتب أن وزير خارجية أوكرانيا الأسبق كوستيانتين جريشينكو يرى أن هذا النوع من الحياد قد يكون مقبولاً في حالة واحدة فقط إذا كان على غرار الحالة السويسرية، بمعني دولة محايدة ولكن لديها جيشها وتسليحها الكامل.

ويتخوف بعض المسؤلين الأمريكيين المتخصصين فى الشأن الروسى ، كما يقول الكاتب، من أنه على الرغم من أن القوات الروسية لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن على أرض المعركة في أوكرانيا، إلا أن الآلة العسكرية الروسية الضخمة يمكنها تعويض أى خسائر، علي العكس من أوكرانيا التى تعتبر دولة صغيرة نسبياً ذات قدرات محدودة لاتُمكِنها من الاستمرار طويلاً في حالة حرب. 

ويضيف الكاتب أن فترة الحرب فى أوكرانيا لم تتجاوز 40 يوماً حتى الآن ولكن من يدرى التطورات التى قد تحدث في أرض المعركة إذا استمرت الحرب لعدة أشهر أو عام.

ويستشهد الكاتب برأى بعض الخبراء العسكريين الذين يرون أن الطرف الأضعف فى أى حرب لا يستسلم بسهولة أو يقبل بأى تسوية سلمية طالما بإمكانه تكبيد الطرف الآخر الأقوى خسائر على أرض المعركة ولكنه يقبل بالحل السلمى فقط حين يعجز تماماً عن المقاومة وهو أسلوب يطلق عليه المحللون العسكريون "مثابرة تدمير الذات".

ويقول الكاتب إن الحروب لا تنتهى عادة باتفاق سلام ولكنها تضع أوزارها بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وبقاء القوات المتحاربة في مواقعها على طول "خط السيطرة". 

ويوضح الكاتب أن بارقة الأمل الوحيدة فيما يخص مباحثات السلام بين أوكرانيا وروسيا هى التصريحات التى أعلنها المفاوض الروسى فلاديمير ميدنسيكي أنه على الرغم من رفض موسكو لانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسى، إلا أن روسيا لا تعارض تطلعات أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.

ويختتم الكاتب مقاله معرباً عن رأيه أن هذا الاقتراح قد يمثل أساساً مقبولاً لتسوية سلمية حقيقية للأزمة الأوكرانية حيث أن انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبى يمثل إجهاضاً لأحلام بوتين في السيطرة على كييف وبسط هيمنته عليها.