رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


باحثة سياسية: تدخل الغرب عسكرياً فى أزمة أوكرانيا لن يشعل حرباً عالمية جديدة

2-4-2022 | 11:48


جانب من الحرب الروسية الأوكرانية

دار الهلال

 أعربت الباحثة السياسية ليمور سيموني عن اعتقادها أن تدخل قوات حلف شمال الأطلسى في أوكرانيا جراء العملية العسكرية الروسية على الأراضى الأوكرانية لن يشعل حرباً عالمية ثالثة كما يتخوف البعض.

وتقول سيموني في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إن تخوف الدول الغربية من حجم الخسائرالبشرية فى حالة نشوب حرب بين قوات حلف الأطلسى وروسيا إلى جانب مخاوفهم من استخدام روسيا للسلاح النووى يحول دون تدخلهم المباشر فى الأزمة الأوكرانية الحالية.

وتقول الكاتبة إن الدول الغربية لديها دائماً مخاوف من نشوب حرب وهو ما أثبتته التجربة من خلال مواقف الغرب الرافضة للتدخل فى بعض الصراعات مثل ما حدث من انسحاب في حالة أفغانستان أو تدخل على نطاق ضيق فى حالات مثل سوريا وليبيا واليمن، حيث قامت الدول الغربية بالتركيز على توجيه ضربات جوية دون اشتراك قوات برية على الأرض علي نحو فعال وقررت الاعتماد على قوات محاربة لأطراف أخرى مثل القوات السعودية فى الأزمة اليمنية والمتمردين في الأزمة السورية.

وتشير الكاتبة إلى أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم فى عام 2014 مر دون عواقب ملموسة على الجانب الروسى، لذلك حين قررت روسيا القيام بالعملية العسكرية فى أوكرانيا في أواخر فبراير الماضى فقد بات من الواضح أن الدول الغربية قررت الالتزام بسياسة عدم التدخل المعهودة.

وتضيف الكاتبة أن العقوبات الغربية ضد روسيا كانت قاسية فى الوقت الذى استمرت فيه بعض الدول فى إمداد القوات الأوكرانية بالدعم العسكرى الذى يسمح لها بالاستمرار فى مقاومة القوات الروسية، إلا أن استخدام روسيا للقوة المفرطة فى أوكرانيا يجب أن يدفع الدول الغربية إلى إعادة النظر بشأن سياسة عدم التدخل فى الصراعات المسلحة والعمل على اتخاذ مواقف أكثر إيجابية بإقامة منطقة حظر جوى وقد يصل الأمر إلى مواجهة مسلحة مباشرة مع القوات الروسية.

وتشير الكاتبة إلى أن المخاوف المثارة في هذا الخصوص هى أن التدخل المباشر فى الصراع الحالى قد يشعل حرباً عالمية ثالثة، إلا أن هذه المخاوف ليس لها أساساً على أرض الواقع وذلك، كما تقول الكاتبة، لسببين، أولهما أن القدرات العسكرية للدول الغربية مجتمعة تفوق القدرات العسكرية الروسية ولاسيما بعد فرض عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا مما قد يعنى عدم قدرتها على تمويل حرب واسعة النطاق.

وتضيف الكاتبة أن السبب الثانى هو أن العزلة المفروضة حالياً علي روسيا لا تُمكِنها من الدخول فى حرب عالمية حيث أن هذه الحرب تحتاج إلى حلفاء أقوياء وهو ما تفتقر إليه روسيا فى ظل الظروف الحالية باستثناء الصين التى تخشى من مواجهة عقوبات من جانب الدول الغربية فى حالة مساندة الجانب الروسى والتى امتنعت كذلك عن التوصيت على قرار للأمم المتحدة يطالب روسيا بإنهاء العملية العسكرية فى أوكرانيا.

أما الدول التى تساند روسيا بشكل صريح فهى روسيا البيضاء وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا وهي دول، كما تقول الكاتبة، لا تشكل تحالفاً قوياً فى حرب عالمية جديدة. وتشير الكاتبة إلى أن الحربين العالميتين الماضيتين شهدتا تحالفات وتكتلات عالمية قوية في حالة مواجهة عسكرية أما الآن فإن روسيا تفتقد لمثل هذا التحالف.

وتعرب الكاتبة عن اعتقادها أن كل تلك العوامل تدعو إلى الاطمئنان من عدم حدوث أى تصعيد خطير قد يشعل حرباً شاملة وهو سبب كاف لإقناع الدول الغربية بتغيير سياسة عدم التدخل في الصراعات المسلحة التى دأبت على تبنيها في العقود السابقة وأن توفر الدعم اللازم لأوكرانيا حتى تتمكن من تحقيق الانتصار على القوات الروسية